حزب الله.. بحراً

حزب الله.. بحراً
الأحد ١٩ مارس ٢٠١٧ - ٠٩:٤٢ بتوقيت غرينتش

على هذه الوتيرة ترتفع حدة التلاسن الإعلامي بين الكيان الصهيوني والمقاومة الإسلامية في لبنان، الواضح أن تل أبيب متوترة إلى أبعد مدى، هي تريد القيام بعدوان لكنها لا تستطيع، والأرجح أن كلامها أو كلام مؤيديها الرسميين وغير الرسميين لن يكون أكثر من زوبعة في فنجان، لأن التهديد والوعيد الإسرائيليين لو كانا جديين لبقي طي الأسرار وليس حديث العلن.

هنالك أمر ما يؤرق الكيان الصهيوني من مكتب رئيس حكومة الاحتلال والمحيطين به، بينما يتملك الأرق بشكل كامل وزارة الحرب في "إسرائيل" التي استنفرت ضباطها للظهور كمتحدثين عن وقائع عدوان محتمل، تل أبيب الآن تريد أن تقول بأنها قادرة على الوقوف على ساقين وهي تحاول، لكن الصورة الحقيقية تظهر أنها تقف على قدم ونصف حالياً، وهذه الوضعية أرهقتها كثيراً على عدة جوانب تطال بالدرجة الأولى جيش الاحتلال، الذي ليس لديه أية معطيات واقعية عن قدرته للتصدي لحدث بحجم اندلاع مواجهة.

ما يؤرق تل أبيب أمور كثيرة، كل حين يبرز عنوان، والعنوان الرائج حالياً هو تلك القدرة البحرية التي بات حزب الله يمتلكها ومن شأنها أن تودي بواحد من أهم أسلحة جيش الاحتلال إلى الهامش الذي لا يستطيع من خلاله ذلك السلاح تأدية أي دور أساسي في حسم مجريات أية معركة محتملة، بالضبط، و«إسرائيل» قد جربت سابقاً لكن على نحو غير شامل، قدرات حزب الله في البحر، السؤال الذي يعصف بتفكيرها هو طبيعة قدرة حزب الله بعد كل ذلك التطور الذي لحق به، فيما تل أبيب تحاول متابعته عن كثب دون أن تتمكن من رؤيته إلا من خلف زجاج كثيف الغبش.

تستطيع "إسرائيل" أن تسوق كلاماً مجانياً في أية لحظة عن قدرتها الحربية، لكن ثمة علامة فارقة هامة، على ما يبدو أن القلق الكبير الذي تعانيه إزاء تعاظم قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان حجب عنه ملاحظة أن كل ما تقوله في هذا السياق، أي الدعاية للعدوان المقبل، هو تقليدي للغاية وليس جديداً على الإطلاق، كلام نسمعه كل مرة، يتوازى ذلك مع إدراك واضح لدى حكومة الاحتلال بأن ما سينتظرها لن يكون تقليدياً البتة في حال أقدمت على عدوان.

كما أن تل أبيب نفسها تدرك أن البر خرج من بين يديها، وكذلك البحر على ما ترجحه من ظنون، لذلك يجري كل ذلك الترويج لسلاح الجو الذي سبق وأن جربته ولم يحسم لها أي جزء ولو بسيط من أجزاء المعارك السابقة، إذاً ماذا يدور في "إسرائيل"؟، أقرب التفسيرات تؤكد ووفقاً لما هو مدون بين سطور أحاديث ضباط جيش الاحتلال، أن هنالك توجهاً أميركياً ضاغطاً لتوريط تل أبيب بمواجهة من هذا النوع، فيما "إسرائيل" تحاول الفرار من هذه المهمة لأنها غير واثقة مطلقاً من قدرتها، وربما يكون ذلك هو ذريعة الهروب.
* ايفين دوبا ــ عاجل الاخبارية

4