أين ستسقط صواريخ "توماهوك" المقبلة؟

أين ستسقط صواريخ
الأربعاء ١٢ أبريل ٢٠١٧ - ٠٦:٠١ بتوقيت غرينتش

صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" أجرت لقاء مع خبير روسي حول احتمال قيام البنتاغون بعمليات عسكرية جديدة، وعن موقعها بالضبط إذا كان الأمر كذلك.

جاء في المقال:

بعد الضربة الصاروخية للقاعدة الجوية السورية، تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعما لا يصدق داخل الولايات المتحدة، وحظيت عمليته العسكرية في سوريا بإشادة حتى وسائل الإعلام المعروفة بميولها للحزب الديمقراطي، والتي كانت قبل حين وبصورة منهجية تمرغ صورته بالتراب. فهل حقيقة أن لعبة استعراض العضلات ستستمر؟ حول ذلك تحدث إلى الصحيفة كيريل كوكتيش، الأستاذ المساعد في كرسي النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية.

- رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رحب بالضربة الأمريكية لسوريا، أعرب عن أمله بأن "ينعكس عزم الولايات المتحدة ليس فقط على دمشق، بل وعلى طهران، بيونغ يانغ وغيرهما". هل هذه مجرد رغبة، أم هو سيناريو محتمل لتطور الأحداث؟ وبالمناسبة، فإن حاملة الطائرات الأمريكية "كارل فينسون" توجهت نحو شبه الجزيرة الكورية؟

إن فرصة استمرار العمليات العسكرية ما زالت ضعيفة. أولا، لأن الموارد لدى ترامب تكفي فقط لشن عمليات محدودة ومحددة. أما بشأن سوريا، فإن اهتمامه الأكبر انصب حول التأثير الاستعراضي لعملية قصف القاعدة الجوية السورية. ومن الواضح أن الضربة الصاروخية في سوريا كانت ضرورية لترامب لأسباب أمريكية داخلية: حيث كان على ترامب البرهنة على أنه رئيس وزعيم، قادر على ضرب الطاولة بقبضة يده، وأنه ليس "دمية بيد بوتين". وقد تم تحقيق جميع هذه الأسباب ولم يبق شيء غيرها.

أما إلى أي حد سيستمر اللعب بهذه الأوراق لاحقا - فإن هذا موضوع خاضع للجدل. وأنا لا أتوقع أن الأمر سيتحول الى عملية واسعة النطاق وحضور كامل على الأرض في سوريا، وخاصة أن المخاطر تتزايد. ولذلك، أعتقد أن الخيار الأكثر واقعية، هو - التطور الهادئ للأحداث، والاستفادة من نجاح الضربة، في المقام الأول في السياسة الأمريكية الداخلية.

- ولكن من الضروري استعراض التتابع في إنجاز أهداف السياسة الخارجية المعلنة. وقبل كل شيء، كما أُعلن، التخلص من الأسد...

في الوقت نفسه، قيل أيضا إن الأسد هو جزء ضروري من التسوية. وهذه التصريحات جاءت مباشرة بعد ضرب القاعدة الجوية السورية، وعلى لسان وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون.

- ومع ذلك، ما الذي يحول دون رغبة دونالد ترامب في إبراز نجاحه في السياسة الخارجية في العلاقة مع كوريا الشمالية وإيران، عن طريق استخدام مماثل للقوة؟

يوجد لدى ترامب ميل إلى الاستمرار بالروح نفسها في السياسة الخارجية. ولكن المخاطر التي تحدق بتكرار العملية السورية في إيران أو كوريا الشمالية هي أكبر بمقادير لا حد لها. والفارق هنا مقارنة بسوريا يكمن في – التدابير العسكرية الجوابية لكلتا الدولتين. فإيران في أسوأ الأحوال قادرة على إغلاق مضيق هرمز، وتعطيل حركة بواخر تصدير النفط من بلدان الخليج (الفارسي). وسوف يعاني من جراء ذلك في المقام الأول الحلفاء المقربون للولايات المتحدة. هذا، فضلا عن القدرات الإيرانية وتدابير الرد العسكري الإيراني: وأقلها توجيه ضربات إلى بلدان الحلفاء المقربين للولايات المتحدة.

أما لو تحدثنا عن كوريا الشمالية، فبالطبع لن يكون الجيش الكوري الشمالي قادرا على الوصول إلى المدمرات الأمريكية. ولكن أصبح من المسلم به ومنذ زمن بعيد أنه قادر على الوصول إلى سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، وهناك يعيش 25 مليون نسمة وعلى مسافة تبعد 25 كم عن الحدود الفاصلة بين الدولتين الكوريتين.

إن ثمن توجيه ضربة إلى إيران أو كوريا الشمالية – واقعية أو استعراضية - سوف يكون باهظا إلى حد غير مقبول من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. لهذا أنا لا أعتقد ان الأمريكيين ستكفيهم الجرأة للإقدام على حتى على بعض التدابير الصارمة.

نعم، وحتى بالنسبة إلى سوريا، يجب الأخذ بعين الاعتبار ليس فقط إمكانياتها المتواضعة على الرد، بل ايضا تلك الحقيقة بأن ما جرى في سوريا كان استعراضيا (ولا سيما أنه جرى تنبيه الجميع بشأن الضربة) ولم تكن هناك رغبة في إلحاق ضرر حقيقي.
المصدر: روسيا اليوم

4