اردوغان وجنون العظمة

اردوغان وجنون العظمة
الجمعة ٢١ أبريل ٢٠١٧ - ٠٥:١١ بتوقيت غرينتش

يشعر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم و بعد الاعلان عن نتائج الاستفتاء الشعبي في بلاده بانه اصبح الحاكم المطلق لتركيا ويعتقد ان 51.4 بالمئة من الشعب التركي قد فوضوه ليتخذ سياسات احادية الجانب تجاه القضايا الداخلية والخارجية.

العالم ـ مقالات

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان  يشعر الان بانه الحاكم المطلق لتركيا وهو يعزز سلطاته المطلقة بقانون الطوارىء والاحكام العرفية التي تحكم من خلالها منذ الانقلاب العسكري الفاشل في تموز(يوليو) الماضي.

ان ما يحتاج اليه اردوغان بعد الاستفتاء الشعبي هو ان يكون رجل دولة ويكف عن عنترياته وتصريحاته المعادية للدول المجاورة وخاصة ايران والعراق
فعندما اعلنت نتائج الاستفتاء في تركيا اجري وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف"، اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي "مولود جاويش أوغلو" هنأه بتصويت الشعب التركي على التعديلات الدستورية في الاستفتاء، كما اعرب محمد جواد ظريف، خلال الاتصال الهاتفي، عن أمله بأن يساهم هذا الإنجاز في مزيد من تعزيز الاستقرار والهدوء في تركيا. كما اعلنت ايران على لسان مسؤوليها عن رغبتها في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع تركيا وان حجم التبادل التجاري بين البلدين يثبت حسن نية ايران تجاه تركيا وسياستها الايجابية تجاه جيرانها الشمالي.

كان يجب علي الرئيس التركي ان يقدر الموقف الايراني الايجابي وخاصة موقفها من الاستفتاء وتهنئة وزير الخارجية لنظيره التركي وان يكف عن تصريحاته المعادية للجمهورية الاسلامية، ولكن تصريحاته لقناة الجزيرة ضد ايران اظهرت مدي نكرانه للجميل تجاه ايران التي وقفت الي جانبه ودعمته مقابل الانقلاب العسكري الفاشل.

وفي احدث تصريح لاردوغان ضد ايران قال الرئيس التركي بان ايران تتخذ سياسة توسعية في المنطقة. كما انه هاجم الحشد الشعبي في العراق ووصفه بانه جماعة ارهابية.

وكان الرئيس التركي قد هاجم ايران في شباط فبراير الماضي خلال زيارته للبحرين واتهمها بالسعي لتقسيم هذا البلد.

تصريحات اردوغان ضد ايران تنم عن شعوره بجنون العظمة بعد الاعلان عن نتائج الاستفتاء وهو يشعرالان بانه اصبح الحاكم المطلق في بلاده ويعتقد بان نتائج الاستفتاء اعطته دفعا جديدا  ليكون ديكتاتورا مستبدا يفعل ما  يشاء ضد ابناء شعبه، ولكنه لا يدرك ان زمن الديكتاتوريات قد ولي ولايمكنه ان يفرض ديكتاتوريته علي الشعوب الاخري كما يعتقد وان عنترياته سوف تدخله في نفق مظلم لا يمكنه ان يخرج منه منتصرا.

ان لاردوغان اطماع في العراق وسوريا وقد اظهر توجهاته عندما ارسل قواته الي العراق وسوريا وهو يعلن على الملأ ان له الحق في التدخل في شوون البلدين وارساله جيوشه اليهما واحتلاله اراضيهما.

ان الرئيس التركي اعلن مرات عديدة بانه يريد احياء السلطنة العثمانية ومن الطبيعي ان من يريد ان يكون سلطانا عثمانيا ان يعادي جيرانه ويظهر قوته وجبروته تجاههم.

ان علي اردوغان ان يعلم بان عليه ان لايعادي جيرانه وان يحترم خياراتهم وان يرد الجميل لايران التي وقفت معه ايام محنته، لا ان يسيء اليها بتصريحاته المعادية الجوفاء.

* شاكر كسرائي

210