الجيش السوري يفتح ابواب جهنم على إمارة القابون

الجيش السوري يفتح ابواب جهنم على إمارة القابون
الأربعاء ٢٦ أبريل ٢٠١٧ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

دخلت معركة القابون شهرها الثالث بمواجهات يومية بين الجيش السوري وتنظيم "جبهة النصرة" ومن يساندهم من فصائل الغوطة، تلك المواجهات سواء كانت عن سابق إصرار أم لم تكن حولت المعركة الى شبه حرب استنزاف فرضها الجيش السوري على التنظيم ومن أتى لنصرته من داخل الغوطة.

العالم - مقالات

خلال الشهرين الماضيين فرض الجيش السوري سيطرته الكاملة على منطقة المزارع التي تمتد من شرق حي برزة الى الأطراف الجنوبية الإدارية لضاحية الأسد وصولاً إلى أتستراد حرستا شرقاً وأبنية القابون السكنية غرباً بمساحة إجمالية تقدر بـ7 كم مربع، وضبط الجيش خلال تمشيطها عشرات الأنفاق والخنادق التي تربط منطقة القابون بالغوطة الشرقية ومنها من كان لأغراض دفاعية.

هذه الانتصارات المتلاحقة للجيش السوري أربكت متزعمي المجموعات المسلحة داخل الغوطة الشرقية وأربكت مشغليهم ودفعتم لفتح جبهة شمال جوبر "منطقة المعامل"، والتي كان هدفها الرئيسي وصل جوبر بالقابون وتخفيف الضغط عن مسلحيها.

أفشل الجيش السوري هذا الهجوم الكبير بخسائر بشرية ومادية فادحة في صفوف المهاجمين من تنظيمات "فيلق الرحمن" و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام"، وبتاريخ 2017/4/14 تصدى الجيش السوري لهجوم موسع شنته مليشيات "جيش الإسلام" و"فجر الأمة" عبر الأنفاق من جهة حرستا، كُلل بالفشل بعد ساعات قليلة بمقتل أعداد كبيرة من المهاجمين وتدمير عربات مدرعة كانت بحوزتهم، وبالمجمل كانت هذه المعارك محاولة قد تكون الأخيرة للحفاظ على ماكان متبقي من أنفاق تربط الغوطة بالقابون وتؤمن لهم معبر استراتيجي تجاري للسلع الغذائية والمحروقات وغيرها وتجنبهم حصار جديد.

تلك المعارك لم تؤثر على سير العملية العسكرية للجيش السوري بل وضعت ضمن إطار معركة القابون وقتل المسلحين وتدمير مستودعات ضمن القابون أو بمحيطها سواسية بالنسبة للقادة العسكريين في الجيش السوري، بدأ الجيش جولة جديدة من المعارك ضمن كتل الأبنية بمحور شرق القابون وشماله الشرقي بالتزامن مع معارك مستمرة منذ شهر على جبهة شارع الحافظ تميزت بتمهيد ناري غير مسبوق عبر صواريخ أرض-أرض مخصصة للتحصينات والكتل الاسمنتية والخنادق وبمساندة فعالة من سلاح الجو الحربي وسلاح المدرعات.

وبحسب مصادر ميدانية تحدثت لشبكة دمشق الآن: تقدمت وحدات المشاة وسيطرت على جامع الإمام الحسين ومحيطه بالكامل وتقدمت مسافة 200 متر ضمن محطة الكهرباء الاستراتيجة ووسعت من نقاط السيطرة بكتل الابنية شرق القابون وسيطرت على أهم وأخر الأنفاق التي تربط القابون بعربين والمخصص لعبور الأليات والجدير بالذكر الكفائة العالية التي أظهرها قناصو الجيش بقتل عشرات المسلحين في هذه المعركة.

وبالحديث عن سيطرة الجيش على أهم وأخر الأنفاق على الأرجح، فقد حرم مسلحي القابون من اخر مصادر الإمداد بالمقاتلين والذخيرة والعتاد وحرم الطرف الأخر "مسلحي الغوطة الشرقية" من تجارة الذهاب والإياب التي كانت نشطة قبل فصل حي برزة عن حي القابون وقبل سيطرة الجيش السوري على نفقهم الأخير، مما زاد حصارهم حصاراً، لترتفع الأسعار ضمن أسواق الغوطة الشرقية بشكل هستيري بعد احتكار التجار والمجموعات المسلحة لأهم السلع.

تستمر العمليات العسكرية للجيش السوري بوتيرة غير ثابتة حسب المعطيات الميدانية فلا بد من التكتيك العالي وعنصر المفاجئة كما عودنا دائماً، فمعركة القابون المفصلية لقبت بمعركة "النفس الطويل" كيف ولا بعد تقاطع مصالح جميع الفصائل على تراب القابون.

محمد كحيلة - دمشق الآن

114-4