مفاوضات غير مباشرة مع المسلحين لانسحابهم الى ادلب

مفاوضات غير مباشرة مع المسلحين لانسحابهم الى ادلب
الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠١٧ - ٠١:٥١ بتوقيت غرينتش

تبقى قضية احتلال المجموعات الارهابية من «داعش» الى «جبهة النصرة» لجرود عرسال وراس بعلبك ومحيطهما، قضية اساسية تنتظر قرارا حاسما من الحكومة بتطهير هذه المناطق المحتلة واعادتها الى سيادة الدولة، سواء من خلال تفويض الجيش اللبناني واعطائه القرار السياسي الواضح بذلك وما يستدعي هذا الامر من تنسيق مع سوريا على المستوى العسكري والامني، او من خلال القيام بتحرك سياسي باتجاه الدول الداعمة للمسلحين لدفعهم للخروج من هناك، على غرار ما تقوم به السلطات السورية في كثير من المناطق التي كانت تسيطر عليها المجموعات المسلحة.

العالم - سوريا
وبداية، من الواضح ان الجيش اللبناني تمكن في الفترة السابقة وخاصة في الآونة الاخيرة من توجيه ضربات كبيرة لمواقع ارهابيي «داعش» و«النصرة» في هذه المناطق، وكذلك فعلت المقاومة التي تتمركز في عدد من المواقع المحاذية لجرود عرسال وراس بعلبك.

وبالاضافة الى الضربات الاستباقية التي نفذها وسينفذها الجيش هناك تمكنت الاجهزة الامنية من مخابرات الجيش الى باقي الاجهزة الاخرى من توقيف عشرات الارهابيين في المنطقة وبينها العملية الامنية الدقيقة التي نفذتها قوة من الجيش في خراج بلدة عرسال وادت الى توقيف 12 ارهابياً ومقتل المسؤول الشرعي لتنظيم «داعش» هناك، ما ادى ليس فقط الى اسقاط ما كانت تخطط له التنظيمات الارهابية للتوسع باتجاه المناطق المحاذية للجرود، بل اضعاف تواجد تنظيمي «داعش» و«النصرة» هناك ومحاصرتهما ومنعهما من القيام بأي اعمال ارهابية، سواء من المنطقة باتجاه القرى المحاذية، او ارسال خلايا ارهابية باتجاه مناطق لبنانية ابعد من المنطقة لتنفيذ اعمال ارهابية.

وفي هذا الاطار تقول مصادر امنية لبنانية ان القرار لدى قيادة الجيش حاسم في مواجهة الارهابيين ومنعهم من القيام بأي عمل ارهابي يهدد امن البقاع والمناطق الاخرى، وتضيف ان هذا القرار يشمل ايضاً الاستمرار في توجيه الضربات الاستباقية للارهابيين، وفق ما تراه القيادة ملائما ويتناسب مع طبيعة العمل الميداني، وبما يؤدي الى محاصرة المسلحين هناك لارغامهم في «لحظة معينة» على الانسحاب، واما القيام بما يلزم على الارض عندما تتوفر المعطيات لانهاء هذا التهديد كليا.

لكن، السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل يمكن فرض الانسحاب على الارهابيين من جرود عرسال وراس بعلبك، او هل ان الظروف متوافرة للقيام بعملية عسكرية لانهاء سيطرة «داعش» و«النصرة» على هذه الجرود؟.

على مستوى احتمالات سحب المسلحين من هناك تشير مصادر سياسية متابعة الى ان مثل هذا الاحتمال بات ممكناً في الفترة القريبة انطلاقاً من المعطيات الاتية:
1- استمرار الجيش اللبناني في توجيه الضربات الاستباقية للارهابيين في الجرود، وبالتالي استمرار التضييق عليهم وتضييق المنطقة التي يسيطرون عليها.
2- دخول الجيش السوري الى منطقة الزبداني ومضايا ومحيطهما، بعد الاتفاق الاخير الذي افضى الى سحب المسلحين من هناك، وتقول ان قرار القيادة السورية باستكمال معركة تدمر سيؤدي لاحقاً الى اقفال اي معابر بين الرقة وجرود راس بعلبك، مما سيؤدي الى عزل الارهابيين بالكامل في الجرود.

وانطلاقاً من ذلك تكشف المصادر ان هناك مفاوضات غير مباشرة من الجانب السوري وكذلك من جانب جهات لبنانية عبر بعض الدول وبالدرجة عبر الجانب الروسي والايراني مع كل من تركيا وقطر لسحب المسلحين من الجرود. وتوضح ان هذه المفاوضات لم تفض الى اي نتيجة حتى الآن، وان كان الجانب السوري ابدى استعداده لفتح طريق لانسحاب المسلحين باتجاه منطقة ادلب.

ويبقى الاحتمال الاخر، والمتعلق بقيام الجيش بعملية عسكرية لتطهير الجرود من المسلحين، وهذا الاحتمال يتطلب توفّر ثلاثة امور اساسية:
- قيام الحكومة اللبنانية باتخاذ القرار السياسي الذي يخوّل الجيش القيام بما يلزم لتطهير هذه الجرود واعادتها الى سيادة الدولة، وهو مطلب بات ضروياً من اكثرية اللبنانيين خاصة ابناء المنطقة.
- اتخاذ الحكومة ايضاً لقرار التنسيق مع الدولة السورية لهذا الخصوص، او على الاقل تولي الجيش لعملية التنسيق والتواصل لتكون العملية العسكرية منسقة مع الجانب السوري.
- عدم الاذعان لاي ضغوط خارجية سواء من الاميركي او الدول الاخرى الراعية للمسلحين، وبالتالي ان تحسم الحكومة قرارها السيادي من اجل استعادة الجرود الى حضن الدولة.

حسن سلامة : الديار

109-3