الوزير حيدر يكشف عن مصالحات قادمة في أرياف درعا وحلب والقنيطرة وحمص

الوزير حيدر يكشف عن مصالحات قادمة في أرياف درعا وحلب والقنيطرة وحمص
الأربعاء ١٠ مايو ٢٠١٧ - ٠٩:١٩ بتوقيت غرينتش

يشتد عود المصالحات في سوريا وخصوصا حول العاصمة دمشق التي أوشك طوق أمانها على الاكتمال مع نجاح الحكومة السورية في خلق البيئة النفسية المفضية إلى التسليم الجمعي لدى قطاع واسع من المسلحين بضرورة المصالحة بعدما بات هؤلاء عبئا ثقيلا على بيئتهم التي حضنتهم يوما ما بقوة الإرهاب قبل أن تكسر حاجز الخوف وتطالب علنا بعودة الدولة السورية لإخراج المسلحين تسوية أو حرباً وإعادة الخدمات الغائبة..

العالم - سوريا

واقع لمسناه عيانا قبل أن نخوض في حديثه مجددا مع وزير المصالحة السورية علي حيدر الذي كان شفافاً في حديثه لـ "موقع العهد" عن واقع وآفاق هذه المصالحات.

لم يكن اختيارنا لزيارة المناطق التي شهدت مصالحات في سوريا عبثيا، فلكل جغرافيا دلالاتها الأمنية والمعنوية والنفسية كذلك على واقع الصراع القائم ... مشهد عودة عشرات الآلاف من السوريين إلى بلداتهم وقراهم بعد تهجيرهم منها بفعل الإرهاب أصبح مألوفا واثبت أن الدولة السورية قد خطت خطوات كبيرة نحو العودة الناعمة لحضورها على امتداد الجغرافيا السورية.

استعاد الجيش السوري اواخر العام 2013 السيطرة على عدة مناطق هامة جنوب العاصمة دمشق وهي الذيابية والحسينية وحجيرة والسبينة والبويضة واستطاع ترميم جزء كبير من الخرق الأمني القادم من تلك المناطق المحيطة بمنطقة السيدة زينب عليها السلام ومع استقرار الوضع الأمني إلى حد ما عملت الدولة السورية على طمأنة أهالي الحسينية والذيابية المهجرين إلى تجمعات السيدة زينب والغزلانية ومناطق آخرى في ريف دمشق من خلال فتح الباب أمام عودتهم على ثلاث مراحل أنجزت منها مرحلتان فيما لا تزال الثالثة قيد التنفيذ.

الوعود التي سمعناها عندما رافقنا بداية العام الحالي وفدا حكوميا سوريا رفيعا يضم وزراء ومحافظين وعددا كبيرا من المسؤولين إلى بلدتي الذيابية والحسينية الواقعتين في ريف دمشق الجنوبي عن سرعة عودة الخدمات إليهما باتت قيد التنفيذ.. لاحظنا ذلك من خلال تجوالنا هناك.. حال البلدتين بات أفضل مع عودة الواقع الخدمي بكل تفريعاته في زمن قياسي.

 

الحسينية

 عبد الله الأحمد رئيس بلدية الذيابية تحدث لـ"موقع العهد" عما لاحظه الأهالي من رغبة الحكومة السورية الصادقة في الإيفاء بتعهداتها من خلال عودة خمسة آلاف عائلة شكلوا الدفعة الأولى من أهالي بلدة الذيابية التي وصل عدد سكانها قبل الأزمة إلى حوالي السبعين ألف نسمة في حين أن الدولة السورية ترتب مع الوجهاء المحليين وأعضاء المصالحة الوطنية إمكانية عودة الباقين خلال الشهور القريبة القادمة.
خالد العيد رئيس لجنة المصالحة في الذيابية والسبينة أوضح لنا أن "الشعور العام لدى الحكومة والمواطنين هو أن الجميع قد انتقلوا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مع عودة لحمة الناس والحياة الاجتماعية والتصافي كما كانت في السابق" مؤكدا ان "المصالحات التي عمت البلدتين هنا كانت بتوجيه مباشر من القيادة التي لا تريد لها أن تقف عند حد".

وعن مطالب الأهالي من الحكومة قال العيد لـ"موقع العهد": "مطالبنا لا تنتهي وهي تأمين كافة احتياجات المواطنين من بنى تحتية وإغاثة وهذا الأمر وإن كنا نلاحظه بشكل ملحوظ لكننا نطالب بتسريع إيقاع العمل به أكثر ومع ذلك فإن أهم ما أنجز هو تثبيت الناس في بيوتها وأراضيها".

كناكر

مصالحة يرقبها المترددون

إلى الريف الغربي لدمشق انتقلنا لتقصي أخبار المصالحات .. بلدة كناكر مثال للبلدات التي عاش مسلحوها هدنة غير معلنة مع الجيش السوري الذي كان حكيما في التعاطي مع مبادرات الوجهاء داخلها وهو الأمر الذي اثمر في نهاية المطاف مصالحة شاملة دخل في عباءتها ثلاثة آلاف مسلح.

عضو لجنة المصالحة في بلدة كناكر عمر الحافظ أوضح لـ"موقع العهد" أن "دماء كثيرة حقنت في كناكر على خلفية التعاطي المسؤول من قبل الأهالي والجيش على السواء مضيفا بأن ليس كل من دخل في التسوية كان ممن حمل السلاح فهناك مبعدون عن الخدمة العسكرية ممن أجبرهم المسلحون على عدم العودة إلى ثكناتهم فاختاروا البقاء في بلداتهم على الحياد والعمل في حرف متعددة والبعض خرج عن القانون لأسباب مختلفة لا تتعلق بالإرهاب فيما كان حملة السلاح أكبر النادمين على خيارهم السابق ولكن يشفع لهم أنهم قصدوا أقرب ثكنة للجيش السوري ليجروا التسوية السورية ـ السورية التي ذاع صيتها فألهمت الجوار في زاكية المجاورة التي دخلت في تسوية مشابهه فيما وصلتنا وفود من بيت جن وكفر حور وبيت تيما وصولا إلى الريف الغربي لمحافظة القنيطرة وجباتا الخشب وكذلك إلى الريف الجنوبي للمحافظة المتصل مع الريف الشمالي الغربي لمدينة درعا لتبحث في إمكانية الوصول إلى مصالحات مشابهه. وعن مطالب الأهالي من الحكومة السورية أوضح الحافظ لنا بأن "البنى التحتية لكناكر لا تزال قائمة وتعمل رغم ان الدولة السورية أرسلت ورش الصيانة والآليات للوقوف على احتياجات الناس فيما يبقى المطلب الأساس هنا هو محاكمة بعض الموقوفين الذين اتهموا بارتكابات هنا ولم يتم البت بأمرهم بانتظار ان تسرع المحكمة في ذلك".

الوزير حيدر يتحدث للعهد

ماذا في جعبة وزير المصالحة ما شاهدناه في جولتنا هذه نقلناه كما هو إلى وزير المصالحة الوطنية في سوريا الدكتور علي حيدر الذي قال لـ "موقع العهد" بأن "هناك خطين متوازيين تعمل عليهما الدولة السورية الأول هو تعميق وترسيخ المصالحات القائمة، مشددا على أن الحكومة السورية لا تعتبر أن المصالحة هي مجرد الوصول إلى التسوية وإخراج المسلحين من هذه المنطقة أو تلك بل هي عودة الحياة الطبيعية بالكامل إلى تلك المنطقة" مشيرا إلى أن "كل المناطق التي تمت فيها المصالحات لا تزال تحتاج إلى الكثير من الخطوات من أجل العودة إلى حياتها الطبيعية".

ولفت حيدر إلى أن "الخط الثاني هو أن هناك مناطق أخرى تعمل عليها الحكومة من اجل المصالحة بالتوازي مع العمل العسكري مثل برزة والقابون وغرب حرستا وريف القنيطرة فضلا عن وجود مشاريع مصالحات في درعا وريف حلب كما ان هناك عملًا على انجاز مصالحات في ريف حمص الشمالي الغربي بعد إتمام مصالحة الوعر" ليجزم في النهاية أن "خارطة المصالحات واسعة والإستهداف يشمل كل تلك المناطق فيما تبقى المسألة مسألة أولويات فقط".

مشكلة دوما في ميليشيا جيش الإسلام وقراره السعودي وبسؤالنا للوزير حيدر عن مدينة دوما اكبر معاقل المجموعات المسلحة في غوطة دمشق أوضح بأن "ميليشيا جيش الإسلام المهيمنة على مدينة دوما مرتبطة بالمطلق وبكل التفاصيل بالسياسة والمصالح السعودية ولا تستطيع أن تنفك عنها وليس لها قرار مستقل وبالتالي فإن ما كان يبحث مع بعض المبادرات الأهلية والشعبية التي كانت تدخل وتخرج من دوما كان يصطدم بنقطة أساسية وهي أننا لا نستطيع التحدث عن إطلاق عجلة مشروع مصالحة واضحة في دوما ما لم يكن هناك تفويض واضح وصريح من المجموعات المسلحة أيا كان اسمها". ليختم الوزير"هناك شيء ما ينجز ولكن اكرر لا أستطيع أن أتكلم عن إطلاق عجلة مصالحة في دوما حتى الآن".

يتبع..

المصدر: العهد

114-4