الكيان الاسرائيلي عاجز عن صد صاروخ من آلاف الصواريخ التي ستُطلق باتجاهه

الكيان الاسرائيلي عاجز عن صد صاروخ من آلاف الصواريخ التي ستُطلق باتجاهه
الخميس ١١ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

الهلع، التوجّس، الخشية والخوف من هجومٍ عربيٍّ ضدّ إسرائيل، كان وما زال ووفقًا لكلّ المؤشرات سيبقى عاملاً أساسيًا في الإستراتيجيّة التي يضعها حكّام الدولة العبريّة، فعلى الرغم من تفوقهم العسكريّ الواضح على الجيوش العربيّة مجتمعةً، وعلى الرغم من الدعم المُطلق الذي تتلقّاه دولة الاحتلال من القوة العظمى في العالم، الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، وعلى الرغم من أنّها وقعّت على اتفاقيتي سلام اثنتين مع مصر والأردن، إلّا أنّ الوعي الإسرائيليّ الداخليّ يُواصل الخوف من العرب، على الأقّل من الناحية النفسيّة، وربمّا هذا هو السبب الذي يدفع أركان دولة الاحتلال إلى إحاطة الدولة العبريّة، التي حتى اليوم بعد حوالي سبعين عامًا على إقامتها، لم تُرسم حدودها، بالجدران العازلة على الحدود مع الدول العربيّة، في محاولةٍ منها لإغلاق الطرق المؤديّة إليها ومنع أيّ محاولة للتسلل إليها أوْ الهجوم العسكريّ عليها.

ولا نُجافي الحقيقة إذا جزمنا بأنّ "إسرائيل" تحولّت مع مرور الأيّام إلى دولة مُحاطةٍ بالأسوار العازلة، التي تُكلّف خزينة الكيان الاسرائيلي الباهظة، ولا يتوقّف العقل الإسرائيليّ عن ابتكار تشييد الجدران الأخرى، لتتحوّل "إسرائيل" عمليًا إلى ما يُشبه الـ”غيتو”، الذي يُذكّر اليهود بالجريمة الكبرى التي ارتُكبت بحقّهم من قبل المجرم النازيّ أدولف هيتلر أبّان الحرب العالميّة الثانيّة.

هذا الخوف من العرب، هو تحصيل حاصل للتربية التي ترعرع عليها الإسرائيليون منذ أنْ استُجلبوا إلى فلسطين، بأنّ العرب سيقومون برميهم إلى البحر، وهذا الفكر تأصّل في اللا وعي الصهيونيّ، الذي يخشى من كلّ ما هو عربيّ وإسلاميّ، إنْ كان داخل الخّط الأخضر أوْ خارجه، أوْ حتى في الغرب.

وهنا المكان وهذا الزمان للتذكير بأنّ جدار العزل العنصريّ، الذي أقامته "إسرائيل" على أراضي الضفّة الغربيّة المُحتلّة لـ”حماية” نفسها من “الإرهاب” الفلسطينيّ تمّ الإعلان عنه في محكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي بأنّه ليس قانونيًا، وبأنّه يتحتّم على "إسرائيل" هدمه ودفع التعويضات للسكّان الفلسطينيين، الذين تضرروا نتيجة تشييده، ولكن في "إسرائيل"، القرار لم يُنفّذ، علمًا أنّ هذا الكيان لمارق بامتياز والمُعربد مع علامة الجودة والامتياز، لم يُنفّذ حتى اليوم أكثر من ستين قرارًا صادرًا عن مجلس الأمن الدوليّ، فيما ما يُطلق عليه المجتمع الدوليّ يلتزم الصمت المطبق، ولا يفعل شيئًا من أجل إلزامه بتنفيذ القرارات الصادرة عن أهّم هيئة أمميّة في العالم، وفي ظلّ هذا الوضع، تُواصل "إسرائيل" خرق القوانين الدوليّة، وفرض الحقائق على أرض الواقع، لمنع أيّ سلامٍ حقيقيٍّ مع الفلسطينيين.

ولكن على الرغم من هذه الأسوار والجدران، فإنّ "إسرائيل" تُقّر وتعترف بأنّها عاجزة عن صدّ أيّ صاروخ قد يُطلق باتجاهها من الجبهتين الشمالية( سوريّة وحزب الله) ومن الجبهة الجنوبيّة (حماس وفصائل المقاومة الفلسطينيّة الأخرى)، كما أنّ منظومات الدفاع المتقدّمة مثل الصولجان السحري والقبّة الحديديّة، بحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، ستكون مهمتها في الحرب القادمة الدفاع عن الأماكن الحساسّة في العمق الإسرائيليّ مثل المطارات والمنشآت الحيويّة، أيْ أنّ السكّان سيبقون عُرضة للخطر المُحدّق من الصواريخ، علمًا أنّ حزب الله بات يملك حوالي مائتي ألف صاروخ.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّ وزارة الأمن ستبدأ قريبًا بإنشاء جدار جديد على الحدود الشمالية، الجدار سيقام في مناطق معينة على طول الحدود بين "إسرائيل" ولبنان، وذلك لمنع عمليات التسلل.

ووفقًا للمصادر عينها، فإنّه على جزء من الحدود سيقام جدار بارتفاع 60 مترًا، يشابه ذاك الذي تم بناؤه على حدود الكيان مع مصر، بهضبة الجولان وعلى بعد 30 كيلومترا من حدود "اسرائيل" مع الأردن، وتصل تكلفة  إقامة الجدار إلى أكثر من 100 مليون شيكل.

الجدار المسمى “الساعة الرملية”، أضافت الصحيفة، سيتم بناؤه في منطقتين تم اعتبارهما أهّم الأولويات على طول عدة كيلومترات: قرب رأس الناقورة، وقرب المطلة. ولفتت المصادر إلى أنّه عبر هذه المنطقة تسلل المواطن اللبناني قبل حوالي أسبوعين لمنطقة "إسرائيل"، ونجح بالوصول حتى “كريات شمونا” (الخالصة) التي تقع على بعد عدة كيلومترات من الحدود.

كما أشارت المصادر إلى أنّ الجدار مبني من الفولاذ، أسلاك شائكة وشبكة سكاكين ملتفة عليه، ويشمل آليات تكنولوجية وفي جزء منه ستقام جدران خرسانية.

وأوضحت المصادر أنّه في الجيش يستعدون منذ وقت طويل لاحتمال وقوع محاولات تسلل لمستوطنات محاذية للسياج الحدودي، ولذلك تمت إقامة عوائق هندسية في المنطقة. من بين عدة أمور تم وضع ألواح خرسانية على طول الحدود الشمالية، المنحدرات تمت تعريتها لمحاولة تغيير طرق الأرض في المنطقة لتسهيل الكشف عن تسلل أقدام، وتم حفر عوائق ووضع آليات مراقبة أخرى على الحدود.

وقالت الصحيفة أيضًا إنّ ضابط عمل في المنطقة اعتبر الجدار القائم اليوم على الحدود “خردة”، وأكد على أنّ إقامة جدار جديد هو خطوة مهمة في ظل التطورات المختلفة في المنطقة، مثل إنشاء قوات وحدة “الرضوان”، وحدة كوماندو تابعة لحزب الله تساعد في تطور القدرات القتاليّة، على حدّ تعبيره.

رأي اليوم- زهير أندراوس

112