دراسة.. "إسرائيل" عاجزة عن التأثير بالتسويات التي تتشكّل حول سوريا

دراسة..
الإثنين ١٥ مايو ٢٠١٧ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

في ظلّ الحديث عن مبادرة روسيّةٍ-أمريكيّةٍ لحلّ الأزمة في سوريّة، بدأت تطفو على السطح المخاوف والهواجس في الكيان الإسرائيلي من تعاظم قدرات حزب الله جراء الحرب السوريّة، والخشية من الوجود الإيراني في المنطقة، علاوةً على ذلك، فإنّ مطلبها من واشنطن بحضّ المجتمع الدوليّ على الاعتراف بالجزء المُحتّل من الجولان كمنطقةٍ سياديّةٍ إسرائيليّةٍ لم يلقَ آذانًا صاغيّة حتى اللحظة، وهكذا تجد "إسرائيل" نفسها خارج “إطار لعبة الحل”، بعد فشل رهاناتها جميعًا على تقسيم سوريّة إلى كيانات، لإضعاف محور المُمانعة والمُقاومة.

العالم - سوريا

مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أكّد في دراسةٍ جديدةٍ على أنّه في ضوء إدراك "إسرائيل" انتهاء مرحلة القتال الرئيسة في الحرب الأهلية بسوريّة، التي اكتفت حيالها بموقف المتفرج ولم “تذرف دمعة” على سفك الدماء المتبادل لأعدائها، وبداية معركة جديدة لإعادة رسم ملامح سوريا، سافر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للقاء الرئيس الروسي.

وبحسب الدراسة، تمحور الاجتماع على تأكيد استياء "إسرائيل" من الهيمنة الإيرانية في سوريّة ومن البقاء المتوقع لقوات إيران وأذرعها هناك في إطار التسوية المستقبلية. ليس هذا فحسب، تابعت الدراسة، عادت "إسرائيل" وحددت خطوطها الحمراء، وأهمها منع نشر قوات إيران وأذرعها بجنوب سوريّة، على مقربة من حدودها.

وزعمت الدراسة أنّ "إسرائيل" التي لم تدس أنفها في المستنقع السوري، تشعر بأنّها عاجزة عن التأثير في التسويات التي تتشكل الآن في موسكو وطهران وأنقرة وأستانة وجنيف.

ومن أجل عرض المخاوف والخطوط الحمراء لـ"إسرائيل" بأقصى قوة، كان لزامًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إجراء لقاء هو الرابع منذ 2015 مع الرئيس بوتين.

في وقت قريب من هذا الاجتماع، تابعت الدراسة، زار موسكو أيضًا الرئيس التركي أردوغان، ورأت أنّه يصعب الافتراض أنّه لم يُناقش مع بوتين تلك الأمور، وشدّدّت على أنّ روسيا ستُحاول بالتأكيد تهدئة مخاوف كل هؤلاء اللاعبين، وأنْ تنقل بينهم رسائل سرية كوسيطة، مُوضحةً في الوقت عينه أنّه في هذه المعركة تلعب الولايات المتحدة دورًا ثانويًا، ولا تتصدر المشهد، وتحافظ في الأثناء على أوراقها قريبة من صدرها.

وتابعت الدراسة قائلةً إنّ وجود "إسرائيل" في معركة جديدة، تكون فيها أكثر فاعلية وأقل سرية، عبّر عن نفسه في تصريحات نتنياهو التي تطرق فيها للهجوم الإسرائيليّ الأخير: سياستنا متسقة للغاية، عندما نضع أيدينا على محاولات لنقل أسلحة متطورة لحزب الله. لدينا المعلومات الاستخبارية، والجدوى التنفيذية، ونعمل على منع ذلك. هذا ما كان وهذا ما سيكون. يمكنني التحدث عن عزمنا الراسخ، والدليل على ذلك أننا نعمل. وعلى الجميع أن يأخذ هذا في الاعتبار. الجميع.

وبرأي مُعدّي الدراسة، تُعبّر تلك الكلمات عن قرار "إسرائيل" زيادة تدخلها في ما يتبلور بسوريّة، في ظلّ تقديرات بأنّ علاقات القوى تتغير بما لا يصب في صالحها. السؤال الكبير هو إلى أي مدى تستطيع أن تكون عازمة على الحفاظ على خطوطها الحمراء التي حددتها والحيلولة دون تعاظم قوة حزب الله وأذرع إيران الأخرى في سوريّة، دون تقويض علاقاتها الخاصة مع موسكو ودون التسبب في تصعيد واسع على الساحة الشمالية؟، السؤال بقي مفتوحًا ولم تتناول الدراسة المذكورة الردّ عليه.

إلى ذلك، وفيما يتعلق بالمناطق الآمنة، قالت صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، إنّه يبدو منطقيًا أنّه سيكون لدى "إسرائيل" مصلحتان واضحتان: الأولى أنّ أيّ اتفاق كهذا لن يشملها ولن يلزمها بتجنب تنفيذ هجماتٍ جويّةٍ، في حال كانت هناك حاجة أمنية ضرورية من ناحتيها، والثانية هي أنّ المناطق الآمنة ستشمل أيضًا منطقة الحدود في هضبة الجولان، وبذلك ستُمنح لها تعهدات بأنّ سلاح الجو السوري لن يقوم بهجماتٍ جويّةٍ قريبةٍ من الحدود، حسب تعبيرها.

المصدر / راي اليوم

109-2