الدماء الطاهرة لشهداء العراق تفضح منابر الإرهاب

الدماء الطاهرة لشهداء العراق تفضح منابر الإرهاب
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧ - ٠٨:٣٦ بتوقيت غرينتش

طالما اشتكى العراقيون من اداء القنوات الفضائية العربية وخاصة الخليجية وعلى راسها “الجزيرة” القطرية و “العربية” السعودية و “سكاي نيوز” الاماراتية، لتجنيها على الحقائق ونشرها الاكاذيب والاخبار الملفقة والافلام المفبركة عن العراق، من منطلقات طائفية بغيضة.

العالم - مقالات

شكوى العراقيين من اعلام الاشقاء، لم تأت من فراغ فقد ساهم هذا الاعلام في غسل ادمغة بعض السذج والبسطاء من العرب والعراقيين، الذين اختلقوا صراعا طائفيا لا مبرر له في العراق، اسفر عن خلق فتن اودت بحياة عشرات الالاف من الابرياء وشردت مئات الالاف عن مناطقهم، حتى اضحى العراق مهددا كوجود.
السلطات العراقية وعلى مدى اكثر من عقد من الزمن وعبر القنوات الدبلوماسية اتصلت بالحكومات العربية التي تمول هذه القنوات، من اجل تصحيح اداء هذه القنوات، عبر التعامل بموضوعية مع الشان العراقي بعيدا عن الطائفية والاحقاد غير المبررة، ولكن دون جدوى، فقد واصلت هذه القنوات سياستها المعادية للعراق والغالبية الساحقة من الشعب العراقي، فأصرت على شن هجمات اعلامية شرسة عارية من الاخلاق والمهنية، ضد الرموز العراقية التي انتخبها الشعب العراقي عبر انتخابات حرة وشفافة، بشهادة العالم اجمع، والتعرض للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف عبر مهاجمة الحشد الشعبي، في مقابل الدفاع عن اشخاص مطلوبين للعدالة لتورطهم باعمال ارهابية اسفرت عن استشهاد الالاف من العراقيين، بذريعة الدفاع عن اهل السنة.
عندما تحولت هذه القنوات الى ما يشبه المنبر الاعلامي لابواق الفتنة الطائفية والجماعات التكفيرية مثل القاعدة وخاصة بعد عام 2011، قدم العشرات من الاعلاميين والكوادر الفنية هذه القنوات وفي مقدمتها “الجزيرة”، استقالاتهم بسبب انحياز هذه القنوات الكامل للجماعات التكفيرية في العراق وسوريا، وتبريرها جرائمها وفظاعتها، والاساءة الى الجيشين العراقي والسوري والمقاومة الاسلامية في لبنان، الا ان هذه القنوات واصلت نهجها التحريضي دون ادنى اعتناء بالاعتراضات القانونية التي تقدم بها العراق ومن ثم سوريا.
يبدو ان دماء العراقيين والسوريين التي اريقت ظلما جراء الخطاب التحريضي والشحن الطائفي الذي مارسته هذه القنوات وفي مقدمتها “الجزيرة”، انتصرت في النهاية، فقد تم تعريت قناة “الجزيرة” من قبل احدى شقيقات قطر الخليجيات وليس العراق او سوريا، حيث تم اتهام “الجزيرة” بانها تدعم الارهاب وفتنوية، وذلك على خلفية الخلاف الدائر بين قطر من جانب والسعودية والامارات والبحرين ومصر من جانب اخر.
وزير الدولة للشؤون الخارجية في الامارات العربية المتحدة انور قرقاش اعلن في رسالة وجهها الى المتحدث باسم مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين، ان :”قناة الجزيرة تجاوزت مراراً عتبة التحريض إلى العداء والعنف والتمييز“.
قرقاش قال ايضا في الرسالة التي تحمل تاريخ التاسع من تموز/يوليو : ان “الجزيرة” وفرت منصة لكل من أسامة بن لادن، وأبو محمد الجولاني واخرين من زعماء تنظيمات مصنفة ارهابية في دول عربية وفي اوروبا والولايات المتحدة “.
وراى المسؤول الاماراتي، ان إجراء مثل هذه المقابلات اتاح الفرصة للجماعات الإرهابية لإطلاق تهديداتها وتجنيد اتباع جدد والتحريض دون أي رادع او رقيب.
اذا كان هذا هو بعض تداعيات تحريض قناة “الجزيرة” على الارهاب في الدول التي كانت الى الامس القريب شقيقة وحليفة لقطر مثل السعودية والامارات والبحرين، ترى كيف سيكون حجم مخاطرما ارتكبته “الجزيرة” بحق العراق الذي تعاملت معه القناة على انه بلد يجب محاربته واسقاط النظام السياسي القائم فيه بكل الاسلحة حتى القذرة منها، وضرب كل مقومات الامن والاستقرار فيه؟.
الملفت انه عندما كان العراقيون يعترضون على السياسة التحريرية لبعض القنوات العربية ومنها “الجزيرة” القائمة على الطائفية ودعم الارهابيين، كان المسؤولون الاماراتيون والخليجيون في طليعة المدافعين عن “الجزيرة”، والرافضين لشكوى العراقيين، على اعتبار ان هذه الشكوى تهدف الى اسكات صوت الحق ومنع حرية التعبير.
لكن تدور السنون فاذا ب“اسكات الجزيرة” واغلاقها يتحول الى احد اهم شروط الامارات والسعودية والبحرين ومصر لاعادة العلاقات مع قطر والمقطوعة منذ الخامس من ايار/مايو على خلفية اتهام قطر بدعم وتمويل الارهاب!.
نعود ونكرر مرة اخرى، انه لولا الدماء الطاهرة لشهداء العراق الذين سقطوا بسبب تحريض الاعلام الطائفي، لما فضح ممولو هذا الاعلام الطائفي بعضهم بعضا، كما يحدث الان على خلفية الازمة الخليجية، فلا يمر يوم حتى يخرج علينا مسؤول خليجي بتصريح او وثيقة، عن تورط قنوات فضائية في دعم الارهاب في العراق وسوريا والمنطقة والعالم، الامر الذي يشبه اعتراف المرء على نفسه، والاعتراف سيد الادلة.

* منيب السائح - شفقنا