بين الروسي والأميركي.. في "إدلب" حفل الشواء الأخير

بين الروسي والأميركي.. في
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧ - ٠٤:٠٦ بتوقيت غرينتش

تناهشت قطعان "الجهاد" لحومها تاركةً الجيف في كل مكان، فيما حامت غربان الخليفة السوداء، وتجمهرت الحور العين شامتات، لم تصعد أرواح المخدوعين بالنكاح إلى السماء، بل غرقت حتى السابعة السفلى حيث سوء العذاب، لا خمر ولا العسل ولا لبن، بل أشلاء ودماء.

العالم - العالم الاسلامي

في ادلب حرب التصفيات، و"النصرة" باتت في كل مكان، فيما هرولت "أحرار الشام" تاركةً وراء ظهورها أحلاماً بالنكاح، لقد سيطرت النصرة على ادلب، وطُردت الحركة المتطرفة، الأمر الذي يوحي بأن المدينة ستكون على موعد مع حفل شواء، لا سيما مع تصنيف النصرة على لائحة الإرهاب، الأمر الذي سيجعل من استهدافها في المدينة كمحرقة شرعية لدى المجتمع الدولي، وهنا ستضطر أميركا وحلفائها لمباركة هذا المشهد طالما أن من تدعي بأنهم معتدلون لم يعودوا موجودين هناك.

هناك رأي آخر يرى بأن ما جرى في ادلب سيقدم لدمشق وحلفائها الروس فرصةً ذهبية في تعجيل العمليات تجاه ادلب، هذه المدينة التي تحولت إلى مكب نفايات حُشر فيه كل مسلحي سوريا من مختلف المناطق هو مرشح أساساً ليكون الوجهة الأخيرة لعمليات الجيش من أجل حرق ما فيه.

في سياق قد يبدو متصلاً فقد كشف المسؤول الثاني في التحالف الاميركي الجنرال روبرت جونز أن مهمة التحالف لن تنتهي في سوريا بعد طرد تنظيم "داعش" من مدينة الرقة، فهل كان هذا التصريح تمهيداً لمقاضية بين واشنطن والروس، بحيث تُعطى الساحة الإدلبية بعد سيطرة النصرة عليها للروسي والسوري، أم أن الجنرال الأميركي كان يقصد بأن مهمة التحالف ستكمل عملها في ادلب بعد الرقة؟

ضمن هذا المشهد تحاول واشنطن مغازلة التركي وطمأنته، وذلك عبر تصريحات واشنطن بأن أي عملية تسوية في سوريا ستأخذ بعين الاعتبار المصالح الأمنية لتركيا، في إشارة إلى مخاوف تركيا من المقاتلين الأكراد على حدودها، على الرغم من اعتراف أميريكا بدور ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" في قتال "داعش"، فهل ستتحسس هذه القوات على رأسها بعد هذا التصريح؟ وهل يُفهم من تلك الضمانات الأميركية لأنقرة بأنها ستتخلى عن هؤلاء الأكراد بمجرد الانتهاء من الرقة؟.

أما عربياً فتستمر حالة الإخصاء لدى أنظمة الجامعة العربية، بالتزامن مع تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة، حيث حذر أمين الجامعة أحمد أبو الغيط الكيان الصهيوني المساس بالقدس مشيراً إلى أنها خط أحمر، مضيفاً بأن تل أبيب قد تشعل الفتيل في المنطقة؟!

تحذيرات الجامعة العربية كانت أشبه بأصوات غازات مزعجة تطلقها معدة متخمة من أكل الدسم، وهي لا تعدو كونها كلاماً منتهي الصلاحية منذ عشرات السنين، إذ أين كانت جامعتهم عند حصار غزة؟ وأين كانت عند تدنيس الأقصى مرات عدة؟ ماذا كانت تفعل جامعتهم عند دمار ليبيا وتقسميها وتقسيم السودان وخرابه وانتشار طاعون الإرهاب في العراق وقبل ذلك احتلال بغداد؟ أين هي من حالات الاعتداء الطائفي والعمليات الإرهابية في مصر وجزيرة سيناء؟ ومما يجري في لبنان ، فضلاً عما يجري في سوريا؟ لم تكن تلك الجامعة سوى بائعة هوى تتلوى شغفاً على سرير الرذيلة الأميركية، من يرقص بالسيف في أرض الحجاز ويتنزع منها 450 مليار دولار يستطيع وبكل سهولة اخذ تلك الجامعة كسبية مع قائمة الهدايا التي قدمها آل سعود لترامب.

علي مخلوف - أوقات الشام