مشيعو شهيد السفارة يهتفون بـ"الموت لاسرائيل" ويطالبون بالجهاد

مشيعو شهيد السفارة يهتفون بـ
الأربعاء ٢٦ يوليو ٢٠١٧ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة " راي اليوم " مقالا بقلم رئيس تحريرها الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان قال فيه انه" سواء جاء القرار الإسرائيلي بإزالة البوابّات الإلكترونية من مداخل المسجد الأقصى في إطار صفقة مع الأردن عجّلت بها جريمة اغتيال الشهيدين الأردنيين محمد الجواودة (16 عامًا)، وبشار الحمارنة، من قبل حارس الأمن في السفارة الإسرائيلية بعمّان، أو رُضوخًا إسرائيليًا مُهينًا لمطالب المُرابطين المُنتفضين، ودماء شهدائهم، فإن الكاسب الأكبر هو بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لأن هذه الجريمة وفّرت له المخرج للخُروج من أزمته، وأنقذت ماء وجهه.

 العالم - الاردن

واعتبر عطوان ان الأردن كحُكومة، كانت الخاسر الأكبر في هذه الأزمة، لأن طريقة إدارتها لها كانت مُرتبكة، وتتّسم بالعَجز، وتفتقر إلى الحَزم، والارتقاء إلى مَستوى الغضب الجماهيري، والمشاعر الوطنية المُشرّفة التي تُسيطر على الشّارع الأردني تضامنًا مع الأقصى الجريح، وتعاطفًا مع شُهدائه وجَرحاه، وبُطولات المُرابطين المُدافعين عنه.

ولفت الى تصريح السيّد أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني الذي قال خلال مؤتمر صحافي عقده بمُشاركة الدكتور محمد المومني، وزير الإعلام، أن “لا صفقات ولا مُفاوضات فيما يتعلّق بالحادث المُؤسف والمُوجع، لكن هناك إجراءات تم اتخاذها لضمان تحقيق العدالة”، وان “الحُكومة تمسّكت بعدم مُغادرة الدبلوماسي الذي ارتكب الجُرم إلا بعد سماع إفادته” واضاف: ومع احترامنا لهذا الكلام وصاحبه، فإنه لن يُشفي غليل غالبية الأردنيين الذين شعروا بالإهانة من جرّاء هذا الاستفزاز الإسرائيلي الصّادم.

وتابع رئيس تحرير صحيفة راي اليوم قائلا : "الحُكومة الأردنية تقول أنّها بهذا السلوك التزمت بنُصوص مُعاهدة فيينا الدوليّة التي تحكم العمل الدبلوماسي، ولكن اللّافت أن جميع مُوظّفي السّفارة الإسرائيليّة غادروا بعد ساعات من وُقوع الجريمة، دون عوائق، بما في ذلك الحارس المُجرم الذي ارتكب جريمة قتل في حق مُواطنين أردنيين وبدمٍ بارد، ولا نَعرف كيف تم هذا “الهُروب” تحت جُنح الليل، وهل بعلم الحُكومة والتنسيق معها؟".

وتساءل عدوان : لماذا سَمحت الحُكومة الأردنية لهذا القاتل وزملائه المُجرمين بمُغادرة السفارة، في الوقت الذي كان يُهدّد وزير الداخلية السيّد غالب الزعبي الذي استقبل أهالي الشهيد الجواودة بأن دَمه في رقبته، وتعهّد بتطبيق العدالة على القاتل، وربّما دون أن يَعرف، أن القَتلة غادروا الأردن، وحظوا باستقبال الأبطال من قبل رئيس الوزراء نتنياهو، في إمعان لافتٍ في إهانة الأردن، حُكومةً وشعبًا.

وراى انه عندما يَخرج آلاف الأردنيين المُشاركين في جنازة “شهيد السفارة” الجواودة، ويَهتفون “الموت لإسرائيل”، ويُطالبون بإغلاق السفارة الإسرائيليّة وإلغاء مُعاهدة وادي عربة، ويَجدون المُساندة والدّعم من أكثرية أعضاء البرلمان الأردني ورئيسه، فإن هذا يُؤكّد أن جُذور الوطنية والكرامة الأردنيّة تزداد تجذّرًا ووهجًا، في التّربة الأردنية الخَصبة المِعطاءة .

واكد ان قاتل الشهيدين ما كان يجب أن “يتسلّل هاربًا” بهذه الطريقة، وبهذه السرعة، ودون أن يَمْثل أمام المَحاكم كمُجرم، ودون أن تدفع حُكومته ثمنًا باهظًا تعويضًا عن جريمته هذه، وتساءل، لماذا لم يتم احتجازه داخل سفارته لعدّة أيّام إذا لم يكن للتحقيق معه، فتحت ذريعة أخرى، مثل “حمايته” من غضب الأردنيين؟ هُناك طُرق عدّة لإطالة مُعاناة هؤلاء، وخَوفهم وحَرجهم، إذا كانت هُناك رغبة بذلك.

وتابع : حتى لو صحّت الروايّة الإسرائيليّة التي تَزعم أن الشاب الشهيد هدّد الحارس المُجرم بطعنه بمفك كان يحمله، وهي رواية مَشكوكٌ فيها، فإن إقدامه على إطلاق النّار جاء بهدف القتل، وليس الدّفاع عن النفس، لأنه يَحتقر العرب ويتعاطى معهم بغطرسة، ويعرف جيّدًا أنه لن يُمس، تمامًا مثل كل أقرانه الذين يرتكبون المجازر ضد العرب الفِلسطينيين في الأرض المُحتلّة.

نعم صَدق المُشيّعون، وصدقت حناجرهم القويّة، عندما قالوا في هتافاتهم “عالقدس رايحين.. شُهداء بالملايين”، فهذا اليوم، يوم الزّحف، سيأتي حتمًا، وستسرّع بقُدومه هذه الأعمال الإسرائيليّة الاستفزازيّة والمُهينة للأردن وشعبه وحُكومته.

واختتم عطوان مقاله بالقول ان السيّادة الأردنية ولكن الرّد قادمٌ ولن يتأخر.. والأيام بيننا.

109-3