"فيلق الرحمن" هذا لم يكن في الحسبان !!

الأحد ٣٠ يوليو ٢٠١٧ - ٠٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

ترتسم معالم الحقبة المقبلة من الحرب السورية، بشبه إجماع محلي ودولي بالتركيز على مناطق “خفض التصعيد” وضمان استمراريتها وإعطاء الأولوية لمحاربة تنظيمي “داعش” و”هيئة تحرير الشام”.

العالم - سوريا

الغوطة الشرقية المصنفة كمنطقة “خفض تصعيد” شهدت تحولات متسارعة في الأيام القليلة الماضية، فقد تفاجئ تنظيم “فيلق الرحمن” بعدم شموله بالهدنة الحالية وبالتالي إخراجه من جميع التسويات المقبلة على الصعيد السياسي والميداني، لتحالفه العلني مع “هيئة تحرير الشام” الذي تغنى به لسنوات عديدة.

يبدو أن قيادة “فيلق الرحمن” قد صحت مؤخراً من نزوتها الاستراتيجة بعد أن تكلفت الكثير بعمليات الجيش السوري على جبهة شرق العاصمة وخصيصاً من ضربات سلاح الجو الموجعة لهم، حالياً لم تعد “جبهة النصرة” الحليف المقرب والشريك المستقبلي في حكم الغوطة الشرقية.

تنظيم “جيش الإسلام” تعامل مع ملف “جبهة النصرة” بحنكة أكبر، لعلمه المسبق بتبعات التقرب من النصرة رغم ثقلها الفكري والمناطقي بالقطاع الأوسط، فشن هجوم استباقي منذ عدة أشهر على مواقع ومقار جبهة النصرة وفيلق الرحمن، فكان بمثابة بطاقة عبور للنقاشات السياسية الحالية.

منذ عدة أيام اشترط الروس على فيلق الرحمن فك ارتباطهم بجبهة النصرة لتشملهم الهدنة والمفاوضات القادمة، لكن تغلغل التنظيمين ببعضهما إدارياً وفكرياً قد يعقد الأمور، فحتى الآن لم يصدر قرار صريح بفك الارتباط.

ظهرت أصوات جديدة في القطاع الأوسط تدعو تنظيم “جبهة النصرة” للخروج من الغوطة الشرقية ضمن مظاهرات كانت بأعداد خجولة، سبقها مضايقات كثيرة لمسلحي التنظيم، وتصفية عدد منهم على يد “فيلق الرحمن”، أصدر على إثرها التنظيم بياناً شجب به هذه الممارسات المبيتة والمدبرة بحسب وصفه، وحمل تبعاتها لقيادة فيلق الرحمن.

وفي إحصائية حصلت عليها شبكة “دمشق الآن” تبين أن أعداد مسلحي “جبهة النصرة” يفوق ال 2000 عنصر ضمن الغوطة الشرقية بتسليح لابأس به، واستئصالهم ليس بالنزهة كما ظن “جيش الإسلام” سابقاً.

الجيش السوري يتابع عملياته العسكرية على جبهة شرق العاصمة ولم يعر انتباهه لكل تلك المهاترات، فجبهة النصرة مازالت متغلغلة بالقطاع الأوسط والقضاء عليها من آولوياته.

صديق اليوم عدو الأمس وعدو اليوم صديق الأمس، هذه التناقضات أصبحت اعتيادية فهنا الغوطة الشرقية.

محمد كحيلة /دمشق الآن

106-