تحقيقات إسبانيا تتسع.. الإرهابيون تحاشوا الإنترنت

تحقيقات إسبانيا تتسع.. الإرهابيون تحاشوا الإنترنت
الخميس ٢٤ أغسطس ٢٠١٧ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

تحقق الشرطة الإسبانية اليوم الخميس وبعد أسبوع من الاعتداءين، في أية علاقات دولية محتملة للخلية الإرهابية، فيما يقول الخبراء إنها كانت مقطوعة تماماً عن الإنترنت لتجنب الوقوع في قبضة الأمن.

العالم - أوروبا

ونفذت الشرطة مداهمات جديدة الأربعاء لتفكيك أية شبكات دعم محتملة لأعضاء الخلية الذين نفذوا هجوم دهس في جادة لارامبلا المزدحمة وسط برشلونة يوم الخميس الماضي، وهجوماً آخر بسيارة في منتجع كامبريلس بعد ذلك بساعات، وهو ما أدى إلى مقتل 15 شخصا من بينهم صبي صغير، وإصابة أكثر من 120 آخرين.

وركز المحققون على رصد أية علاقات دولية للخلية التي يتألف معظم أعضائها من المغاربة، في إطار محاولاتهم تتبع تحركاتهم من فرنسا إلى بلجيكا.

وخلال جلسة محكمة أولية الثلاثاء ظهر حجم الهجمات التي كان الإرهابيون المشتبه بهم يخططون لتنفيذها، بعد أن قال محمد حولي شملال (21 عاما) للقاضي إن المجموعة كانت تخطط "لهجوم أوسع بكثير يستهدف معالم رئيسية" باستخدام قنابل.

وبعد اعتراف شملال المقلق، أعلنت سلطات برشلونة عن تشديد الإجراءات الامنية في الأماكن السياحية الرئيسة بما فيها كاتدرائية سانغرادا فاميليا، وحول الفعاليات الكبرى.

ويقول الخبراء إن الخلية الإرهابية التي نفذت اعتداءي إسبانيا الأسبوع الماضي تشكلت حول "معلّم" وكانت مقطوعة تماما عن الانترنت لتجنب الوقوع في قبضة شرطة مكافحة الإرهاب.

وقد نجح أفراد الخلية في تجنب لفت انتباه السلطات إلى حد كبير.

فالانفجار القوي الذي وقع في منزل كانوا يعدون فيه قنابل في ألكانار، وحيث اكتشفت الشرطة في وقت لاحق كميات هائلة من المواد التي تدخل في صنع متفجرات، لم يتضح في بادئ الامر أنه من فعل متطرفين.

ولم يتوصل المحققون إلى الربط بينه وبين المنفذين إلا بعد عمليتي الدهس في برشلونة وكامبرليس الساحلية المجاورة.

ويقول الخبراء إن السبب الرئيسي لذلك هو أسلوب تشكيل وطريقة عمل المجموعة.

تقول المديرة في المعهد الأوروبي للبحر المتوسط لورديس فيتال إن "تقنيات الدعاية والتجنيد" تشبه عمل جماعة دينية مغلقة.

وتشرح "يتم التشديد على دور العائلة، وعلى عزل المجموعة وانغلاقها على نفسها وتجنب كل ما يمكن أن يفشي بوجودها".

في قلب المجموعة "شخص محوري يجمع الكل حوله، يقدم الإجابات التي تنسجم مع الفكر السلفي للشبان الذين ربما يشعرون بالضياع ويفتقدون الاحساس بالانتماء" بحسب المسؤول السابق في الاستخبارات الفرنسية آلان رودييه.

الشخص المحوري في تلك الخلية كان الامام المغربي عبد الباقي الساتي، الذي قتل في الانفجار العرضي في ألكانار.

والأرجح أن الساتي عاش بشخصيتين مختلفتين بين أهالي بلدة ريبول الصغيرة حيث كان يقيم هو والعديد من المشتبه بهم، بحسب البرتو بوينو من "المرصد الدولي للدراسات حول الارهاب" .

ويضيف بوينو وهو ايضا باحث في جامعة غرانادا بجنوب اسبانيا أن الساتي "كان يظهر وجها عندما يؤم المصلين في ريبول، ووجها آخر عند تجنيد الشباب وتشريبهم الفكر المتطرف".

وما يزيد من ترابط المجموعة، حقيقة ان العديد من اعضائها أخوة، بحسب الخبير الذي يشير الى ان بين المشتبه بهم الاثني عشر، أربع مجموعات تضم أخوة من أربع عائلات.

ويقول ايف تروتينيون، العضو السابق في جهاز مكافحة الارهاب في فرنسا ان المجموعات التي تضم أقارب، شوهدت ايضا بين منفذي اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك، وتفجيرات قطارات مدريد في 2004.

وقال رودييه، الضابط السابق لدى الاستخبارات الفرنسية ان الخبراء الاسبان كانوا يدركون تماما بأن المجموعات التي تضم أفرادا من عائلة واحدة تكون متراصة "لانك لن تخون شقيقك".

(أ ف ب)

2-104

تصنيف :