هل تعود حماس إلى حضن طهران؟!

هل تعود حماس إلى حضن طهران؟!
الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧ - ١٠:٠٤ بتوقيت غرينتش

قطيعة لخمسة أعوام كانت قد تتسبب بأنتهاء العلاقة بين حماس والجمهورية الإسلامية، يعود الأمر إلى بدايات الأزمة السورية عندما تخلت حماس عن داعمها الرئيسي بشار الأسد، و وقفت مع القوى المتشددة المدعومة خليجياً، وربما كان الأمر محاولات لجذب الأنتباه الخليجي بوجه عام والقطري بالتحديد، بأن المقاومة الإسلامية حماس تميل إلى كفة الخليج (الفارسي) في صراعه غير المبرر مع إيران.

العالم - مقالات وتحليلات

مثلما صُدمت حماس، كانت قطر تعيش لحظات الصدمة، فما تزال الأزمة السورية لم تُحل بعد، لكن طرأ في الأفق أزمة جديدة تكاد تكون أكثر تأثيرا، قطر تُحاصر بريا و جويا وسياسيا، ومن يحاصرها هذه المرة هم حلفاء الأمس و شركاء التاريخ، والأخوة الذين راهنت قطر عليهم في دخول الحروب العشوائية في سوريا و اليمن و ليبيا، وكانت تقدم لهم المال والدعم السياسي في مخططاتهم التوسعية في المنطقة.

الجانب الآخر يشهد أنفراجات مهمة، سوريا بدأت تسيطر فعلا على الأرض، وهناك أتفاقيات دولية لتخفيف حدة اللهجة نحو مستقبل الأسد، كذلك حزب الله الذي يعود منتصرا من سوريا، يضع له بصمات واضحة بتعاونه مع الجيش للقضاء على الأرهاب في لبنان، وخلفهما تكون داعمة المقاومة إيران تسقط فرضيات ترامب ومراهنات الخليج (الفارسي)، في استمرارية التحشيد الدولي لأتمام الاتفاق النووي.

كل هذه المعطيات تجعل الأمر صعبا على حماس في أختيار وجهة أخرى غير الوجهة التاريخية لها، فالحقيقة تقول؛ إن إيران دعمت كل الفصائل التي أهتمت بمقاومة الوجود الصهيوني، على عكس بعض دول الخليج (الفارسي) التي دعمت فصائلا تزيد من التفرقة الاسلامية، وتساهم في تمزيق الجسد العربي، خدمة لتل أبيب.

حماس في إيران من جديد، العِبرة لمن أعتبر! فأن تعرف قضيتك جيدا عليك أن تعرف من هم انصارك الحقيقيون، أو ستخسر الخسائر الكبيرة في مراهنات خاسرة بالأصل.

 ناجي غنام*

*كاتب متخصص بالشؤون الاردنية والفلسطينية والمصرية

YUN-2