على خلفية مقابلة أيزنكوت : 

  الكيان الصهيوني والكيان السعودي : توام استعماري سري لماذا يتم إظهاره الان ؟؟

  الكيان الصهيوني والكيان السعودي : توام استعماري سري لماذا يتم إظهاره الان ؟؟
السبت ١٨ نوفمبر ٢٠١٧ - ١٠:٤١ بتوقيت غرينتش

 بريطانيا التي هي رائدة الاستعمار في العالم امعنت في الاستعمار الى حد التخمة ، ولما شاخت نقلت تجربتها الاستعمارية الى الولايات المتحدة الامريكية ومن ثم سلمتها يدا بيدا كل إرثها الاستعماري  ، فانتقلت كل البلاد والمقاطعات المستعمرة من بريطانيا المستعمرة الى امريكا المستكبرة ، فصارت المستعمرات تحت نير الاستكبار الامريكي بعدما عانت كثيرا من الاستعمار البريطاني .

ومن نتاج الاستعمار البريطاني العائلة السعودية التي احتلت بوحشية بلاد الحجاز تحت غطاء ديانة انتجتها بريطانيا ايضا هي الديانة الوهابية التي شكلت مع العائلة السعودية مزيجا من الديانة والعائلة لحكم بلاد الحجاز .

وقد تلقى هذا المزيج ( القبلي .الديني ) كل الدعم من بريطانيا بالرغم من كل تلكم الجرائم الوحشية بحق الانسان والاوطان  والحجر والطبيعة التي ارتكبها ال سعود بدعم من الوهابية التي ابتدات بالشيخ ابن الوهاب واستمرت بعائلة الشيخ الذين الان يطلق عليهم ال الشيخ .

هذا الكيان السعودي الوهابي المؤسس من قبل بريطانيا والذي لقي كل الدعم منها تسلمته فيما بعد امريكا واستفادت منه اعلى الاستفادات لمحاربة كل رافض لسياساتها ولدورها ضد العرب والمسلمين .

 وايضا من نتاج الاستعمار البريطاني الكيان الصهيوني الذي استغل الديانة اليهودية كشعار لاحتلال فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني تحت شعار : ( ارض بلا شعب لشعب بلا ارض ) .

وقد قدمت بريطانيا دعما منقطع النظير لهذا الكيان ابتداء من وعد بلفور مرورا الى تنفيذه وصولا الى تقويته تقوية جعلت منه الكيان الاقوى .

وهذا الكيان الصهيوني المؤسس من قبل بريطانيا تسلمته امريكا وجعلت منه اقوى ثكنة عسكرية لها في قلب العالمين العربي والاسلامي .

 والسؤال : هل هناك شراكة تامة في العمالة تحت أمرة الاستعمار البريطاني والاستكبار الامريكي بين كل من الكيان السعودي والكيان الاسرائيلي ؟؟!!!

الجواب : نعم .

تخيلوا كيف تتم عملية انتاج لكيانين من قبل دولة استعمارية للعمالة عندها وفي خدمتها في نفس البيئة العربية والاسلامية وفي نفس الجغرافيا وفي نفس المسار والمصير ثم لا تكون الشراكة بينهما من اوضح الواضحات ؟؟؟

فإن الشراكة بين الكيان السعودي والكيان الصهيوني من اوضح الواضحات ، لانهما توام عميل انتجته البطن الاستعمارية الاستكبارية في نفس البيئة العربية والاسلامية ، وفي نفس الجغرافيا ، وفي نفس القضية المتنازع عليها بين العرب والمسلمين من جهة والاستعمار قديما والاستعمار حديثا من جهة اخرى !!!

فلا يقبل عاقل ان لا يكون كل من الكيانين المخترعين والمؤسسين من قبل بريطانيا في اعلى معايير الشراكة !!

 والا فلماذا تؤسسهما وتدعمهما وتقبل بكل جرائمهما وموبقاتهما بالرغم من ان كل هذا يسيء الى شعاراتها المرفوعة ؟؟!!

 ونفس المعيار يجري مع امريكا ! فلماذا تدعمهما امريكا وتتحمل كل جرائمهما في العالم بالرغم من كل السخط العالمي على امريكا لدعمها لهذين الكيانين ؟؟!!

لا شك ان كل هذا الدعم من قبل امريكا لهذين الكيانين مع دفاعها المستميت عنهما بالرغم من كل جرائمهما يؤكد شراكتهما التامة وتنسيقهما التام وتعاونهما الدائم من اجل تقديم اعلى الخدمات لسيدتهما امريكا مقابل دعمها لهما بهذا الدعم الذي يعرفه العالم

فالكيان السعودي والكيان الصهيوني بالنسبة لامريكا اشبه بحكومة لديها جهاز (أ) وجهاز (ب) ، فهل يعقل ان لا يكون كل منهما متشاركا ومتعاضدا ومتماهيا مع الاخر اذا ما اوكلتهما الحكومة بمهمة بنفس البيئة وبنفس الجغرافيا وبنفس مسرح الحرب ؟؟؟!!

وهنا حصل ويحصل نفس الشيء بالنسبة لهذين الكيانين مع سيدتهما امريكا !!

 وقبل اعطاء شواهد على الصعيد التطبيقي ، لا بد من ذكر ملاحظة مهمة قوامها : ان السعودية استطاعت عبر الوهابية المخترعة وعبر اموالها ان تجعل من نفسها ناطقة عن العالمين العربي والاسلامي وللاسف الشديد ، وساعدها على ذلك احتلالها للحرمين الشريفين ، والصهيونية بسبب استغلالها لليهودية استطاعت ان تكون رائدة لليهود في العالم وناطقة رسمية عنهم.

والان وبعد عرض هذه الشراكة بين الكيان السعودي والكيان الصهيوني من ناحية نظرية لا بد من الاشارة الى تطبيقات هذه الشراكة ، فمن هذه التطبيقات :

- تشاركهما مع بعضهما في التبعية للاستعمار البريطاني سابقا وللاستكبار الامريكي لاحقا الى حد ان احدا لا يجد اي اختلاف او تخلف لهذه التبعية وعلى مدى كل العقود .

- تشاركهما معا في التحالف مع الشاه الايراني ( الشيعي ) وتشاركهما معا في العداء والحرب ضد الثورة الاسلامية الايرانية بعد سقوط الشاه 

- تشاركهما معا في محاربة جمال عبد الناصر

- تشاركهما معا في محاربة المقاومة في فلسطين

 - تشاركهما معا في محاربة المقاومة في لبنان

 - تشاركهما معا في تدمير سورية

 - تشاركهما معا في محاربة الشعب اليمني بعدما كانت السعودية مع الملك اليمني الزيدي ضد خصومه .

 - عدم وجود اي مؤشر تاريخي لدى السعودية انها قالت كلمة ضد الكيان الصهيوني ، او انها حاربت هذا الكيان ، او انها دعمت من يحارب هذا الكيان ، ولهذا نجد ان السعودية دفعت مليارات الدولارات لتدمير سورية ولمحاربة مقاومات لبنان وفلسطين ولم تدفع فلسا واحدا لبناء بيت مهدم في فلسطين !!!

 - طريقة تفكير السعودية وبنيويتها واهتماماتها واولوياتها وادبياتها  لا يلاحظ المتابع فيها اي اهتمام فكري او عملاني بفلسطين لا سيما في اعلامها ، وانما كل اهتمامها بالتفرقة بين المسلمين وبتكفيرهم وحياكة المؤامرات عليهم وفيهم وبينهم .

 - طلبها من الكيان الصهيوني ضرب حزب الله في تموز ٢٠٠٦ م وبالاستمرار في الحرب وتدمير لبنان ، واستعداداتها لتمويل الحرب الاسرائيلية ضد لبنان ومقاومته ، وهذا ما سعت وتسعى اليه الان في اخر عام ٢٠١٧ .

 هذا غير مشاركتها امريكا واسرائيل في تدمير العراق وليبيا وانشاء دولة للكورد لولا احباط هذا المشروع الاخير من قبل الدول الرافضة لانشاء مثل هذه الدولة .

وغيرها من النماذج الكثير حيث ان القائمة تطول وليس اخرها قضية اختطاف الرئيس سعد الحريري من قبل السعودية لارباك لبنان وتمهيد الطريق للصهاينة لشن حرب عليه ، ولولا قوة المقاومة لما ارتدعت اسرائيل عن شن حرب ممولة سعوديا

والسؤال الان : لقد ثبت قدم تاريخ الشراكة بين الكيان السعودي المحتل للحرمين الشريفين والكيان الصهيوني المحتل للقدس الشريفة ، فلماذا لم يتم الاعلان عنه سابقا ويتم الاعلان عنه تدريجيا الان ؟؟؟

وللجواب نقول : ان الاعلان عن هذه الشراكة سابقا كان سيتكفل بإسقاط الريادة السعودية للعالمين العربي والاسلامي لان الشعوب العربية والاسلامية ما كانت لتتحمل او تتقبل مثل هذا تعاون انذاك .

اما لماذا تم اعلان ذلك الان بالتدريج عبر انور عشقي  صراحة ، وتسريبات اعلامية متعمدة عن زيارة ابن سلمان للكيان ، وقيام صحيفة إيلاف السعودية اليوم بعقد لقاء مع أيزنكوت وهو احد رجالات العسكر عند الكيان ؟؟

فالجواب واضح : ان الشعوب بحسب توهمهم  غارقة في الدم الذي احدثته فتنة التكفير ، وغارقة في احوال اوطانها الممزقة ، وغارقة في اقتصادها المزري ، وغارقة في الفتن المذهبية والطائفية والعرقية من قبيل السنة والشيعة ، والاخوان وغير الاخوان ، والعرب والكورد وغير ذلك مما استطاعت السعودية تكريسه في بلادنا العربية والاسلامية .

 فبظن السعودية ووهمها ان الشعوب اصبحت تتقبل اظهار التحالف السعودي الاسرائيلي وخصوصا بعدما تمت شيطنة ايران الاسلام ، وشيطنة المقاومة الفلسطينية بدعوى الاخونجية ، وخصوصا ايضا بعدما إظهار الجرائم الاسرائيلية على انها لا شيء امام الجرائم التي لحقت بالشعوب من خلال الجماعات التكفيرية.

وبالحق والحقيقة فإن هذا الوهم السعودي الذي يتوهم بأن اظهار التحالف السعودي الاسرائيلي القديم السري سيؤتي أكله في هذه الظروف التي تعيشها الشعوب ؛ انما هو وهم محض لان الشعوب لن تشذ ولو للحظة عن العداء للصهيونية وعن ضرب كل من يتحالف معها باحذية العار !!.

 الكاتب والباحث اللبناني:  توفيق حسن علوية