عون: المستفيدون من الإرهاب كثیرون

عون: المستفيدون من الإرهاب كثیرون
الخميس ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن عوامل كثيرة تمهد لنشوء الإرهاب وأن المستفيدين من الإرهاب كثيرون، محذراً من أن لا أحد بمنأى عن العنف الذي تولده الصراعات الإثنية.

العالم ـ لبنان

وأشار الرئيس اللبناني ميشال عون في كلمة له بمؤتمر الأورو-متوسطي المنعقد في إيطاليا قائلاً إن: هذا المؤتمر يعقد تحت عنوان حوارات المتوسط، وفي عنوانه رؤية واعتراف بأن الحوار صار ضرورة ملحة وبأنه طريق الخلاص مما يتخبط به عالمنا اليوم وخصوصاً الإرهاب المتنقل الذي لا يعرف حداً ولا حدودا.

ولفت إلى أن الإرهاب ليس مستحدثا وقد عرفه العالم في أوجه متعددة، مشدداً على أن ما يضرب العالم اليوم هو أكثرها خطورة لأنه أكثراً انتشاراً وأكثرها تسلحا.

وفي إشارة إلى "القاعدة" التي نفذت اعتداءات 11 أيلول، شدد عون بالقول إن "آلة الإرهاب أنقلبت على صانعه، وفي المقابل قرر الصانع تدمير آلته."

وأضاف: في العام 1979 دخل السوفيات إلى أفغانستان فدعمت الولايات المتحدة بالتعاون مع بعض الدول العربية مقاومة إسلامية، لكن الأميركيين كانوا يتجاهلون أن السلام ليس فكراً غربياً، ومع الوقت تحول المجاهدون الأفغان إلى تنظيم إرهابي انحرف بمفهوم الجهاد ليستقطب الشباب المسلم من كل أنحاء العالم فولدت القاعدة.

ونوه إلى أن حرباً جديدة ولدت في أفغانستان، انتقلت بعد ذلك إلى العراق، وقال إنه : وأمام الضغط تفككت القاعدة لتتفرع عنها تنظيمات متعددة، وفي العام 2005 ظهر أبو مصعب الزرقاوي في العراق ليكفر الشيعة، وتوالت المشاهد الإجرامية متخذة طابعاً طائفياً ومذهبياً، وبدا واضحاً المخطط الذي يرسم للمنطقة: إرهاب جديد يصنع.

وقال الرئيس اللبناني: لقد رفعت الصوت مرراً محذراً من الانجرار في الحرب السنية الشيعية وما يمكن أن تجره على منطقتنا من ويلات، وأبلغت كل من زارني أن ما يحصل في المشرق سيكون له انعكاسات في أوروبا، لكن المخطط كان أقوى من كل تحذير، وها هو شرقنا كله يعاني التداعيات.. فلا أحد بمناى عن العنف الذي تولده الصراعات الإثنية.

وأضاف قائلاً: في العام 1994 حذرت في مقابلة صحافية من أن الأصوليين يشكلون تهديداً في المقام الأول للإسلام، كذلك حذرت منذ التسعينات من تنامي الأصوليات على أوروبا، ولهذا وجهت في العام 1989 إلى الرئيس الفرنسي أبلغته أن المواجهة بين الغرب والأصولين ستكون الأكبر في نهاية هذا العصر.

وأضاف: حذرت مسؤولين أوروبيين أن ما يعد للمشرق إذا ما قيد له النجاح ستكون لها انعكاسات كبرى على الغرب.

وقال عون: عندما كنت في المنفى في العام 1995 حذرت من هذا الأمر في رسالة إلى حكام العالم وتحدثت عن إشارات لسيناريوهات مهددة لغدنا وأن لا أحد بمناىء عن العنف.

خلص الرئيس اللبناني إلى القول: لم تلق تحذيراتنا الآذان الصاغية، لأن أحداً لم يرد الإصغاء، لأن المستفيدين من الإرهاب كثر، وعوامل عدة تتضافر وتمهد لنشوء الإرهاب.

وأوضح أن الإرهاب بدأ نشاطه الإجرامي في بعض الدول العربية التي عصف بها ما يسمى الربيع لكن ما لبث أن توسع ليضرب العديد من البلدان، حيث بات اليوم خطراً متنقلاً بين خلايا نائمة وذئاب منفرة "ولا أحد يعرف أين من الممكن أن يضرب."

104-1