أزمة ثقة تعصف بالعلاقات المصرية السودانية

أزمة ثقة تعصف بالعلاقات المصرية السودانية
الأربعاء ٢٧ ديسمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش

سيطرت حالة غضب برلماني في مصر تجاه ما يحدث بالسودان من اجتماعات ثلاثية للتحالف "التركي – القطري – السوداني"، الأمر الذي يجعل العلاقة المصرية-السودانية متوترة بعد ما جاء في هذه الاجتماعات من تصريحات وإيماءات "تسيء" للشأن المصري.

العالم - افريقيا

يأتي ذلك في الوقت الذي ثبت فيه وجود تدريبات عسكرية عُرفت باسم "التربية الجهادية"، تلقتها خلية استهداف الكنائس المقبوض عليها في القاهرة، في صحراء السودان، قبل أن يتسللوا للبلاد عبر الجنوب وصولاً للعاصمة لتنفيذ أعمال تخريبية تستهدف مؤسسات الدولة خاصة دور العبادة، وهو ما يثير التخوف من تعزيز تلك التدريبات بعد ذلك التعاون الذي تثار حوله الكثير من التساؤلات.

حاتم باشات: مساعي لتشكيل وفد دبلوماسية شعبية لزيارة السودان

ويؤكد النائب المصري حاتم باشات، عضو البرلمان الأفريقى وعضو مجلس النواب، أن العلاقات المصرية السودانية تمر بأزمة شديدة وهي في الأساس أزمة ثقة وما يحدث من المسؤولين السودانين خلال الفترة الأخيرة تعد تصرفات غير مسئولة لا يمكن الصمت عنها.

وأشار إلى أن سيطرة إرهابيين على مواقع بالسودان لتلقي تدريبات عسكرية أمر حذرت منه مصر مرارا و تكرارا، وكثيرا ما تواصلت أجهزة الأمن مع مثيلتها بالسودان، لتقديم ما لديها من مستندات تثبت تلقي عناصر إرهابية التدريب بها، مؤكدا أن القيادات السودانية كثيرا ما أكدت عدم علاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان، رغم ارتباطها الوثيق بقطر وتركيا.

ولفت أنه حال ثبوت علم الجهات السودانية بهذه المعسكرات والتي تترصد للنيل من استقرار مصر سيكون له عواقبه، ولكن حتى الآن لم يثبت ذلك، موضحا أنه لا ينكر أن السودان هىي آخر ملجأ للجماعة بعد " قطر وتركيا "، كما أن مصر اتخذت إجراءات أمنية عديدة بما يضمن عدم تسلل الإرهابيين لأراضيها.

وأشار "باشات" إلى أن هناك محاولات تجري الآن لتشكيل وفد دبلوماسية شعبية يضم رجال دين من الأزهر والكنيسة، ونجوما في الفن والرياضة وشخصيات عامة بارزة، لزيارة السودان والعمل على حل الخلافات الحالية بين البلدين، مؤكدا أن الدبلوماسية الشعبية أشد تأثيرا من الرسمية في بعض الأحيان، ولها دور فعال في توطيد العلاقات وحل الأزمات.

وكيل "دفاع البرلمان": تعزيز التدريبات العسكرية للإرهابيين أصبح وارد بقوة بعد هذا التحالف

واعتبر النائب يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن "أردوغان" يسعى لتكوين محور عدائي ضد مصر من خلال التحالف بين تركيا وقطر والسودان للضغط عليها وهو ما يعد مرفوضا شكلا وموضوعا.

وأوضح "كدواني"، أن هناك تمركزات لعناصر الإرهاب في السودان وليبيا تضر بالأمن القومي المصري وهو ما ينبأ عن احتمالية تعزيزها ودعمها أكثر بعد هذا التحالف المعادي لمصر، والأزمة أن هذه المعسكرات التي تنتشر للإرهابيين في السودان تأتي بمباركة سودانية فلا يوجد تعاون جاد من السلطات في مواجهة الإرهاب.

وأشار إلى أن القوات المصرية قادرة على التصدي لأعمال التسلل التي تحدث للإرهابيين والقوات الجوية تحبط هذه المحاولات دائما.

خبير أمني: النظام السوداني على علم بـ"تدريبات الإرهابيين بالسودان" ويتعمد إغفالها

ومن جانبه، قال اللواء محمد الغباشي، الخبير الأمني، إن الموقف في السودان أصبح مريبا للغاية، وإن هناك سعي لزعزعة الأمن والاستقرار لمصر، فـ"تركيا" تسعى لإثارة العداء السوداني وإعطائهم قوة أكثر بالاتفاقيات الاقتصادية.

واعتبر أن ما حدث بالأمس يمثل حجم المؤامرة التي تحاك ضد مصر ويمل تهديد للأمن القومي المصري و الملاحة في البحر الأحمر، و"السودان" تبارك ذلك بناء على التمويل الذي يأتي لها من قطر كما تقوم إثارة أزمة " حلايب و شلاتين" من مرة لأخرى.

ولفت أن النظام السوداني يحمي الجماعات الخارجة عن القانون، حيث تستغل عناصر إرهابية مناطق بصحراء السودان لتكوين معسكرات لتدريبها والسلطات السودانية على علم بذلك وتصمت عنه ويتعمد إغفال النظر عنها مقابل الدعم المالي الذي تتلقاه من "تركيا" وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي شجب وندب هذه التصرفات ضد هذا التهديد الواضح.

و أشار إلى أن الجميع عليه أن يتنبه بكافة طوائفه لما يتدبر و يحاك ضد الدولة المصرية ، فالجميع عليه أن يترفع عن المكاسب الصغيرة و الخلافات الضيقة للحصول على بعض المواقف المؤقتة ، للرد على المؤامرة التي تدار ضد مصر  و تمثل تهديد للأمن القومي المصري و إعلان الحرب على الدولة المصرية من الجنوب.

 

اليوم السابع