قطر مستعدة للمشاركة بالقمة الخليجية الأميركية بشرط!

قطر مستعدة للمشاركة بالقمة الخليجية الأميركية بشرط!
الجمعة ٠٢ فبراير ٢٠١٨ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن قطر مستعدة للمشاركة في قمة خليجية أميركية الربيع المقبل، شرط أن يكون دافع دول الحصار للمشاركة هو الإرادة الحقيقية وليس بالإكراه.

العالمقطر

وأكد خلال محاضرة بمعهد «إنتربرايز» الأميركي في واشنطن، أن الدوحة لا تزال تدعو للحوار وتدعم مبادرة أمير الكويت، وقبلت الدعوة للحضور إلى كامب ديفيد.

وأضاف آل ثاني: «لا يمكن أن نعود إلى ما كنا عليه قبل بدء الحصار، ومشاركتنا مشروطة بوجود إرادة حقيقية لدى دول الحصار وليس بالإكراه»، مؤكدا أن حل الأزمات في المنطقة سياسي وليس بتغذية الاقتتال عبر وكلاء.

وأوضح أن بلاده تأمل في إعادة بناء مجلس التعاون الخليجي، وتحقيق وحدة المجلس، لافتا إلى أن بعض دول المنطقة قائمة على قمع شعوبها.

وتابع: «القمة الخليجية كانت فرصة وتفاجأنا في اللحظة الأخيرة أن دول الحصار خفضت مستوى التمثيل»، مستطردا: «لا يمكن إجبار أحد على الحوار».

وشدّد على أنه لا يمكن لقطر أن تعود إلى ما كان عليه الأمر قبل بدء الحصار، مؤكدا أن أي ضوء في نهاية النفق لحل الأزمة الخليجية يجب أن يستند إلى مبدأ المساواة بين الدول في الحقوق والواجبات.

وأكد آل ثاني أن دولة قطر تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج (الفارسي) وترسيخها في المجالات المتعددة، لافتا الى أن استعادة العلاقات لا بد أن تفضي إلى تسوية الخلافات واتخاذ قرارات وطنية عقلانية وحكيمة بعيدا عن العواطف، وبما يصب في مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي.

وبيّن أن «الأمل يتجدد في إعادة بناء مجلس التعاون الخليجي»، لافتا إلى أن الشعب القطري عرف كيفية التعامل مع الانتكاسات والصمود ويمكن أن يغفر للجيران، ولا يمكنه أن ينسى الروابط التي تجمعه مع جيرانه من دول مجلس التعاون.

وأوضح أن الأزمة جاءت من فراغ وأثرت على استقرار المنطقة بشكل عام، لافتا إلى أن أي تحرك يمكن له أن يصل إلى حل الأزمة في حال الاتفاق على أن جميع الدول متساوية، وليس هناك فرق بين الدولة الكبيرة والصغيرة ولديها الحقوق والواجبات نفسها.

وأضاف: تلك الأسس الجديدة هي التي يجب أن تحكم العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يمكن أن تعود الى ما قبل الخامس من يونيو/حزيران، لافتا إلى فقدان الكثير من الثقة بين دول المجلس، آملا أن تعود تلك الثقة من جديد في المستقبل، إلا أنها تتطلب وقتا طويلا.

وأكد أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الأزمة سيكون له تأثير كبير، خاصة أذا ما جاء من رأس الهرم في السلطة في أمريكا، لافتا إلى أن الرئيس ترامب يؤكد دوما على ضرورة عودة قادة الخليج (الفارسي) للوحدة من جديد.

ونوّه بأن وزير الخارجية الأمريكي زار المنطقة في بداية الأزمة، وقدم مقترحات محمودة ويمكن البناء عليها في الحوار والمباحثات، مشيراً إلى أن دولة قطر قدمت استعدادها للحوار على أساس مقترحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك تيلرسون، بالإضافة إلى تقديم بعض التعديلات على تلك المقترحات، لافتا إلى أنه في حال تجاهل الطرف الآخر لتلك المقترحات فإنه من الصعب إيجاد انفراجة للأزمة.

وأوضح أن الحصار غير الشرعي الذي فُرض على دولة قطر كإحدى الأدوات التخريبية يكشف للعالم أن الدول المحاصرة ليس لها رادع، لافتا إلى أن هناك أشكالا عديدة من العدوانية تم استخدمها، إذ هناك تكميم أفواه وحرب إعلامية وتقويض الحرب على الإرهاب. وبيّن أن تلك الأشكال العدوانية تهدد نجاح جميع الاتفاقيات التي تربط دولة قطر مع الولايات المتحدة ألأمريكية، لافتا إلى وجود جانب إيجابي في تلك العدوانية، إذ استطاعت قطر الصمود، في حين أن الكثير من دول الشرق الأوسط قد لا تكون قادرة على الصمود كما صمدت قطر.

وحول إمكانية حل الأزمة الخليجية في الوقت القريب، قال وزير الخارجية إن دولة قطر ملتزمة ومستمرة في دعوتها للحوار ودعمها لمبادرة سمو أمير الكويت، لافتا إلى موافقة قطر للدعوة التي أطلقها الرئيس ترامب لجمع قادة دول الخليج (الفارسي) في كامب ديفيد لحل الخلاف.

وبيّن أنه في حال وجود خلاف بين دول، وإصرار أحد الأطراف على عدم الانخراط في الحوار، فإن ذلك لن يفضي إلى حلول لأن النوايا سيئة، لافتا إلى قمة مجلس التعاون الخليجي شكلت فرصة لحل الخلاف الخليجي.

وبين أن قطر تنظر إلى القمة على أنها المرة الأولى التي يلتقي فيها الزعماء وجها لوجه، لكن تفاجأنا في اللحظة الأخيرة أنهم ألغوا حضورهم وخفضوا من مستوى التمثيل في تلك القمة، لافتا إلى أن قطر قامت بما في وسعها وإظهار حسن النية للتوصل إلى حل، ولكن لم نجد أي استجابة لذلك.

وأشار إلى أن دولة قطر تنظر إلى اللقاء الذي يجمع القادة بإيجابية، وخطوة في طرق الحل، ولكن يجب أن يكون اللقاء بناء على رغبتهم وليس مفروضاً عليهم، قائلاً: طالبناهم بتحديد أولويات هذه الأزمة التي ليس لها داع من الأساس. وبيّن أن دستور دولة قطر واضح في عدم التدخل بعمل الإعلام، بما في ذلك نهج تغطية قناة الجزيرة، لافتا إلى ضرورة أن تلتزم الجزيرة بالمعايير الدولية، وفي حال وجود شكاوى حول تغطية الجزيرة سيتم التعامل معها.

وفي رده على سؤال حول الدعم الذي قدمته إيران لقطر منذ بداية الأزمة، قال وزير الخارجية «يجب أن نفهم جغرافيا المنطقة، إذ أن لدولة قطر منفذا بريا واحدا مع السعودية وتم إغلاقه، وهو الطريق الوحيد لتوفير المواد الغذائية، في الجهة الأخرى الإمارات والجهة الأخرى البحرين، وإيران من جهة أخرى». وبين أن إيران كانت الجهة الوحيدة المتاحة في الشمال في بداية الحصار، مشيرا إلى أنه تم تأمين المواد الغذائية عن طريق الجو والبحر من الأسواق الإيرانية.

وبيّن أن التقارب الاقتصادي لا يعني تقاربا في العلاقات السياسية، لافتا إلى أن ما يحكمنا في العلاقات السياسية هو القانون الدولي، وهناك الكثير من المواقف السياسية المعارضة للمواقف الإيرانية.

وأشار إلى أن قطر تختلف مع إيران على سبيل المثال في الموقف في سوريا، فقطر تقف في الاتجاه الآخر، وكذلك الأمر في العراق وكذلك في اليمن، مشيرا إلى أن تجاوز الخلافات لا يكون في ساحات المعارك، وإنما باللجوء إلى الحوار ضمن احترام السيادة لكل الدول. وأشار إلى أن موقف دولة قطر واضح، وهي تدين أعمال أي منظمة غير حكومية تقوم بأعمال إرهابية.

المصدر: القدس العربي

216