انتهاء الاضطرابات في كازرون، واستغلال وسائل الاعلام المعادية لها

انتهاء الاضطرابات في كازرون، واستغلال وسائل الاعلام المعادية لها
الإثنين ٢١ مايو ٢٠١٨ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

في وقت جرت المسیرات السلمية في كازرون اعتراضا على التقسيمات الجغرافية نحو ما يحدث في جميع الدول التي تتمتع بالديمقراطية في العالم، مثيرو الفتنة الداخلية حاولوا استغلال مسيرات هذه المدينة الواقعة في جنوب ايران، وخلال ذلك سعت بعض وسائل الاعلام المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية، في استغلالها من خلال تعريف ايران بانها فاقدة للامن.

العالم-إيران

وسائل الاعلام المعادية لإيران عملت بكل طاقاتها على اثارة الفتن مع بدء المسيرات السلمية احتجاجا على التقسيمات الجغرافية في كازرون غرب محافظة فارس، وحاولت ان تستغل هذه المسالة الطبيعية والمتعارف عليها في الدول الديمقراطية.

وكانت وسائل الاعلام المعادية قد سعت في تضخيم هذه الاحداث ومن هذا المنطلق اعلنت بان شخصين تم الحكم عليهما سابقا قتلا خلال الاشتباكات في كازرون، لكن هذا السيناريو فشل بسبب معرفة أهالي المنطقة لهؤلاء الاشخاص.

في وقت تم استرشاد بعض المحتجين الى شرطة المرور لتنويرهم وتهدئة الاوضاع، عدد من المعترضين الآخرين ذهبوا الى مركز الشرطة لتحرير المشاغبين، ولكن مع الاسف، عدد قليل منهم اقتحموا الشرطة ورددوا شعارات غير مألوفة وتزامنا مع ذلك كانوا ينوون احتلال هذا المركز، وكذلك الاستيلاء على مخزن الأسلحة في كازرون.

ومن الواضح ان في هذه الظروف فلابد لمسؤولي الامن في كازرون ان يقوموا بتأمين المنطقة وإثر ذلك قتل ثلاثة اشخاص من الجانبين وجرح عدد أخر. كما لحقت اضرار شديدة بالممتلكات العامة وهكذا حصل مثيرو الفتن و المندسون في صفوف المحتجين، على مطالباتهم غير المشروعة.

استخدام الكوكتيلات مولوتوف والمواد القابلة للاشتعال وإحراق المصارف و عدد من السيارات الحكومية، يعتبر من ابرز الاعمال التخريبية في كازرون. هذا ووسائل الاعلام المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية من جهة والمسؤلون الامريكيون من جهة اخرى، قاموا بتضخيم هذه الحوادث ونشر اخبارهم الإستفزازية وإعلان دعمهم للمحتجين واعدين بانهم في جانب الإيرانيين المعارضين، كما فعل وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو واعلن ان الولايات المتحدة تدعم المعترضين ضد الحكومة الايرانية.

من خلال التأمل في التطورات الاخيرة التي حصلت في محافظة فارس، يمكن الاشارة الى النقاط التالية:

اولا، احتجاجات مشابهة لما حدث في كازرون يؤيد قبل كل شيء حكم الديمقراطية في إيران ومن ماهية هذه الانظمة، مشاركة المواطنين في تقرير مصيرهم بالكامل والذي يعتبر امرا مهما بالنسبة لهم و بامكانهم التعبير عن آرائهم بشكل حر.

ثانيا، وإن لم تنتهي حوادث كازرون بهدوء، في ظل تسلل بعض المخربين في صفوف المعترضين، ولكن لو كان يتم توعية أهالي كازرون لكانوا يستطيعون التمييز بين الناس العاديين والأشخاص المندسين بينهم ولما كنا نشاهد هذه الحوادث وكانت تتم تسويتها كالإحتجاجات المماثلة في إيران خلال السنوات الماضيه.

ثالثا، الاحتجاجات في كازرون كانت في الواقع نوعا من الاحتجاج النقابي، وقد رآها بعض مسؤولي المحافظة وحتی المسؤولين علی مستوی البلاد أنها جديرة بالبحث واعادة النظر فيها، وإن لم يكن استغلال هذه الاحتجاجات من قبل اشخاص مندسين لكانت نهايتها مختلفة عما حدث والدليل علی ذلك أن المسألة لم تنتقل کما حصلت في كازرون، الی مناطق اخری في البلاد، رغم أن هذه المناطق، لديها احتجاجات علی التقسيمات الجغرافية ومطالب من نفس النوع، ولكنها تتابع مطالبها بهدوء.

رابعاً، في الواقع بغض النظر عن المحتجين، كان هناك الكثير من المسؤولين مشغولين بتحقيق مطالبات الكازرونيين، وعندما تم طرح الموضوع الذي احتج عليه أهالي كازرون، كان الموضوع مجرد مسودة في اول طريق طویل للوصول الی مرحلة التنفيذ ولكن العناصر المتسللة، استغلت هذه المسودة؛ ما أدی الی تخريب الأموال العامة وسبب خسائر للمواطنين.

خامساً، يكفي للجمهورية الاسلامية شاهداً علی ديموقراطيتها أنها تابعت وأعلنت عن اضطرابات كازرون بشفافية كاملة ولم تخفِ شيئاً من حجم التخريب والاضرار والخسائر في الاموال والارواح وهذا ما لانری له مثيلاً علی الاقل في دول الجوار وهو ما تتعامل معه دول ما تسمی بالديموقراطية بالحجب والحذف.

ابورضا صالح