العالم - سوريا
وقال الكاتب: “لا بدّ من مراجعة إيجابيات وسلبيات الإنسحاب أو البقاء في سوريا، خصوصًا مع ازدياد حدّة الفوضى في المنطقة”.
وأضاف: “في نيسان الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ القوات الأميركية يجب أن تنسحب من سوريا، ولكن يبدو أنّ وزير الدفاع جايمس ماتيس أقنعه بتأجيل خطّته لـ6 أشهر على الأقلّ، لضرورة إستراتيجيّة”.
وبرأي الكاتب فإنّ القوات الأميركية لا يجب أن تبقى في سوريا فحسب، بل يجب أن تزيد كي تثبت دور الولايات المتحدة كلاعب أساسي في إيجاد حلّ للحرب الدائرة في البلاد، وأنّها هي من تضمن أمن حلفائها وتعمل على فرض الإستقرار في المنطقة.
وعدّد الكاتب الأسباب التي يراها دافعًا لبقاء القوات الأميركية في سوريا، وهي كما يلي:
أولاً: إنسحاب القوات الأميركية خلال 6 أشهر، في الوقت الذي تعمل فيه إيران على إنشاء عدد من القواعد العسكريّة في سوريا، وتخزين صواريخ قصيرة وطويلة المدى يمكن أن تصل الى أي مكان داخل "إسرائيل"، قد يكون مقدّمة لحربٍ بين "إسرائيل" وإيران.
ثانيًا: إنّ الإنسحاب الأميركي من الإتفاق النووي مع إيران يُمكن أن يدفع إيران إلى زعزعة إستقرار المنطقة، والعمل لتطوير برنامج الصواريخ البالستيّة.
ولا شكّ في أنّ الوجود الأميركي المستمرّ في سوريا سيجعل إيران تفكّر أكثر من مرة قبل ترسيخ وجودها في سوريا، خشية أي ردّ أميركي.
ثالثًا: لقد اعتمدت دول عربية وخليجية على الولايات المتحدة بدرجات مختلفة من أجل الحفاظ على أمنها الوطني، وتمتلك الولايات المتحدة وجودًا كبيرًا عسكريًا وبحريًا في البحر المتوسّط والخليج الفارسي. ويعدّ الوجود الأميركي في سوريا حيثُ تشتدّ معركة الهيمنة بين قوى متصارعة في المنطقة، مركزيًا. فمن دون وجود هذه القوات، لن تكون واشنطن بموقع المؤثّر في المنطقة، بعد هزيمة تنظيم “داعش”.
رابعًا: إنّ الوجود الأميركي المستمرّ للولايات المتحدة وتوسّع القوات في سوريا سيحول دون عودة نشوء “داعش” في العراق وسوريا.
خامسا: لا شيء سيردع اللاعبين الأساسيين في سوريا أي الرئيس السوري وروسيا وإيران وتركيا، غير الوجود العسكري الأميركي، فهذه الدول تفهم بلغة القوة، بحسب ما قاله الكاتب.
سادسا: على الرغم من الدعم المالي الذي قدّمته أمريكا لقوات معارضة، إلا أنّ غياب الوجود العسكري الأميركي في سوريا، أدّى الى تهميش الولايات المتحدة.
(جيروزاليم بوست – لبنان 24)
103-104