شاهد: محمد صلاح في العراق!

شاهد: محمد صلاح في العراق!
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٣ بتوقيت غرينتش

العالم - العراق

لاعب كرة قدم، نشأ في منطقة شعبية وسط أسرة متواضعة، نحيل، ذو لحية خفيفة وشعر أشعث أسود اللون، ويرتدي قميص فريق ليفربول الانكليزي. هو العراقي حسين علي، لكن لا يهم: في بلاده، ينادونه محمد صلاح.

قلبت النجومية المتصاعدة للاعب المصري حياة الشاب العراقي، البالغ من العمر 20 عاماً، رأساً على عقب. لاعب الفريق الرديف في نادي الزوراء، يجد نفسه تحت أضواء "الشهرة" في بغداد، حيث بات الناس يستوقفونه لسؤاله اذا كان هو صلاح، أو لالتقاط الصور معه.

حتى إن نجاح صلاح، الذي اختير في الموسم الماضي أفضل لاعب في الدوري الانكليزي الممتاز، بات يدغدغ أحلام علي، الذي يأمل في ان يتدرج في كرة القدم وصولاً إلى نجومية لاعب منتخب "الفراعنة".

ويقول مدربه في الزوراء عدنان محمد: "عندما أتى هذا اللاعب إلى الفريق أول مرة لينضم اليه (قبل نحو شهرين)، سألته عن اسمه، فقال حسين علي".

ويضيف: "قلت له لا، انت اسمك محمد صلاح".

ويحرص "محمد صلاح العراق" على التمثل بحركات النجم المصري خلال التمارين، بطريقة الجري خلف الكرة او الاختراق على الأجنحة.



حسين علي نفسه بدأ يسعى إلى ان يكون "شبيهاً" لصلاح، وابتاع حديثاً القميص الأحمر لفريق ليفربول، الذي يرتديه بشكل منتظم.

ويوضح اللاعب الشاب ان تشبيهه بصلاح لم يبدأ منذ بروز المصري مع ليفربول، بل أيضاً عندما كان في ناديه السابق روما الايطالي.



ويقول: "منذ ان كان يلعب في روما بدأ الجميع يناديني بمحمد صلاح، لكنني لم أعر الأمر اهتماماً"، مضيفاً: "تغير الحال تدريجياً بعد انتقاله إلى ليفربول (صيف 2017)"، وبدأ الناس يتعاملون معه "كأني اللاعب الحقيقي".

وكلما ازدادت نجومية اللاعب، الذي تحول إلى معبود للجماهير في بلاده، ومعشوق جماهير ناديه الانكليزي، التي تهتف دائماً باسمه في ملعب أنفيلد، زادت "معاناة" حسين علي مع الشهرة في بغداد.

ويقول علي، الذي يحمل ابتسامة عريضة تذكر بابتسامة صلاح، انه بات يجد صعوبة في الخروج من منزله من دون ان يطلب منه أحد التقاط صورة.



ويوضح: "قبل أيام، ذهبت إلى مركز تجاري، فتجمع حولي حراس ورجال أمن وموظفو المتاجر والزبائن، وأراد الجميع التقاط الصور معي، حتى الفتيات!".

وفي ختام المباراة، التي أقيمت بين فريق الزوراء العراقي والعهد اللبناني ضمن كأس الاتحاد الآسيوي في نيسان الماضي: "أمضيت ساعة ونصف الساعة في التقاط الصور مع الجمهور".

بات عارفوه "يتضامنون" معه حتى في كل شأن يتعلق بصلاح، ومنها إصابته في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد الاسباني.



ويقول حسين علي: "كنت أتابع مباراة نهائي دوري الابطال مع مجموعة من مشجعي الفريق الانكليزي، وما حصل بعد الاصابة كان صدمة لي. أخذ الجميع يواسيني لأنهم يعلمون انني أتأثر بإصابة صلاح".

ولد حسين علي في حي الحرية الشعبي في بغداد عام 1998، في أسرة تضم شقيقين و4 شقيقات. تعلق منذ صغره بكرة القدم، وبات يجد في صلاح مثالاً أعلى لطموحه في اللعبة، التي تتمتع بشعبية هائلة في العراق.

ولا تقتصر "المقارنة" بين علي وصلاح على تشابه الشكل أو قصة الشعر أو الابتسامة، بل تتعداها إلى ما هو أهم: تَمثل شاب متواضع من العراق، بمسيرة شاب متواضع من قرية نجريج في عمق دلتا النيل، كافح وتعب وبذل جهداً ليصل إلى المراكز العليا في كرة القدم العالمية.



ويوضح حسين علي: "أسعى إلى السير على خطى صلاح في كل شيء، وليس في كرة القدم فقط".

ويتحدث علي عن وجود "قاسم مشترك" بين التجربتين "هو قدم من الصعيد واقتحم عالم أضواء كرة القدم، وانا قادم من حي شعبي فقير ايضاً، وربما يكون ذلك دافعاً لي لاكتساب المزيد".

106-