حينما يتملق عبدالله الثاني ترامب

حينما يتملق عبدالله الثاني ترامب
الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٥١ بتوقيت غرينتش

التقى الملك الاردني عبدالله الثاني الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الابيض خلال زيارته الحالية الى الولايات المتحدة حيث استخدم كلمات ثناء كثيرة لاشادة ترامب وذلك بالرغم من كل مواقفه السيئة ضد العالم الاسلامي خاصة القدس الشريف.

العالم - الاردن

وبشان التصريحات والمواقف السلبية والسيئة التي اتخذها الرئيس الاميركي بشان ضد العالم الاسلامي يكفى ان نقول بان ترامب اصدر قرارا لنقل السفارة الاميركية الى القدس المحتلة واعتبر هذه المدنية عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي حسب زعمه كما اصدر قرارا لمنع دخول المسلمين الى اميركا.

هذا وطرح ترامب رويته بشان عملية التسوية في الشرق الاوسط التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية عن طريق شطب حق العودة وجعل ابوديس عاصمة لدولة مستقبلية للفلسطينيين مقابل تقديم مساعدت اقتصادية اليهم.

وفي ظل هذه المخططات الاميركية بقيادة ترامب، زار الملک الاردنی واشنطن لاجراء مباحثات مع الرئیس الامیرکی فی البیت الابیض وذلك على خلفية الاضطرابات الاخيرة في بلاده حيث اكدت مصادر بان السعودية وكيان الاحتلال الاسرائيلي واميركا كانت لها مساهمة فيها للضغط على الملك الاردني لتقديم تنازلات بشان صفقة ترامب، مما ادى الى عقد قمة رباعية في جدة بنهایة المطاف تحت الرعاية السعودية لتقديم دعم مالي لعمان من اجل اخماد الاضطرابات مقابل تقديم التنازلات هذه.

وفي ظل هذه الظروف، التقى الملك الاردني الرئيس الاميركي في البيت الابيض وهو کان يعرف جیدا مواقف ترامب ضد العالم الاسلامي والقدس الشريف مع العلم ان الاردن يتولي الاشراف على المقدسات الاسلامية والمسيحيه في هذه المدينة المحتلة.

واشاد الملك الاردني بالرئيس الاميركي ومواقفه كثيرا خلال موتمر صحفي مشترك في البيت الابيض بدلا من ان يتخذ مواقف حازمة ضد كل ما اتخذه ترامب حول القدس والقضية الفلسطينية وقضايا العالم الاسلامي بشكل عام.

وعبر الملك الاردني عن تقديره لترامب وللولايات المتحدة وللشعب الأمريكي على كل ما يقدمونه من دعم للأردن، وقال "لو أن باقي العالم اقتدى بكم من حيث الدعم الذي تقدمونه بدفئ وطيب خاطر، لكنّا في وضع أفضل بكثير. وبالنيابة عني وعن شعبي أشكركم على جميع ما تبذلونه من أجلنا" ناسيا كافة المخططات الاميركية ضد شعوب المنطقة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن.

وفي المقابل قال ترامب ردا على هذه التصريحات المتملقة: "إن جلالة الملك استخدم تعبير «دافئ» في حديثه عني، وهذا تعبير يسعدني. حقا إن العمل الذي تقومون به جلالتكم رائع للغاية. وبالفعل، نحن ننفق الأموال في الكثير من الأماكن، إلا أن كثيرين لا يقومون بالجهود التي تقومون بها."

وخلال مباحثات موسعة في المكتب البيضاوي، تطرق الطرفان إلى التحديات الاقتصادية والمالية التي يواجهها الأردن، والناجمة عن الأزمات في المنطقة، والإصلاحات والبرامج الاقتصادية التي تقوم بها المملكة لتجاوز هذه التحديات.

واستجدى عبد الله الثاني بمواصلة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة له في المجالات الاقتصادية والعسكرية وللعديد من البرامج التنموية واشاد به، وفي المقابل، أكد ترامب التزام الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب الأردن ودعمه اقتصاديا مقابل كل ما يقدمه الاردن من تنازلات على حساب قضايا الامة الاسلامية تحت ضغط من السعودية وحلفاءها وكيان الاحتلال.

محمد الامين الجرجاني