لغة التهديد الاميركية..من جرب المجرب حلت به الندامة!

لغة التهديد الاميركية..من جرب المجرب حلت به الندامة!
الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

رد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنین على تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني بشأن الحظر الاميركي  ضد إيران.

  وقال ترامب في تغريدة على تويتر "الى الرئيس الايراني روحاني: إياك وتهديد الولايات المتحدة مجددا والا ستواجه تداعيات لم يسبق الا لقلة قليلة عبر التاريخ ان عانوا منها" حسب زعمه.

وخاطب الرئيس روحاني قائلا "لم نعد دولة يمكن ان تسكت عن تصريحاتك المختلة حول العنف والقتل. كن حذرا" حسب ادعائه. 

كما أشاد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين بموقف دونالد ترامب الذي وصفه ب"الصارم"  من إيران.

 وبحسب بيان صادر عن مكتبه قال نتانياهو في بداية اجتماع مجلس وزراء الكيان الاسرائيلي "أود ان أشيد بالموقف الصارم الذي عبر عنه الرئيس ترامب ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يوم أمس ضد عدائية النظام الإيراني"، مضيفا ان "ايران هي العدو الرئيسي لاسرائيل".

واضاف نتانياهو "لسنوات تساهلت القوى العظمى مع النظام (الايراني) ومن الجيد رؤية الولايات المتحدة تغير هذه المعادلة غير المقبولة".

وكان الرئيس روحاني حذر نظيره الاميركي دونالد ترامب من العبث بذيل الأسد ما سيؤدي الى الندم.

وقال روحاني، في كلمة القاها بملتقى رؤساء البعثات الدبلوماسية الايرانية بالخارج، امس الاحد، ان لدينا مضائق عديدة وهرمز احداها.

ووجه خطابه لنظيره الاميركي قائلا: اننا نتصف بالشرف وحفظنا أمن ممر الملاحة البحرية في المنطقة طيلة التاريخ وعلى ترامب ان لايعبث بذيل الأسد لان ذلك سيعود عليه بالندم وهو عاجز عن اثارة الشعب الايراني ضد امنه ومصالحه.

وتساءل: هل تعلن الحرب على الشعب الايراني وتتشدق بحمايته وتريد التوسع في المنطقة وعليك فهم ماتصرح به.

واعتبر ان الحوار مع اميركا اليوم لايمثل سوى الاستسلام والقضاء على انجازات الشعب الايراني وان الاستسلام لمتغطرس كذاب مثل ترامب سيسفر عن نهب ثروات ايران.

ونوه الى انه لم يكن البيت الابيض بهذا المستوى في مناهضة القوانين الدولية والعالم الاسلامي والشعب الفلسطيني، معتبرا الرئيس الاميركي بمثابة تهديد وفرصة في آن واحد.

واعتبر ان اميركا تركز جهودها للتآمر على الشعب الايراني لكن العمق الاستراتيجي الايراني يمتد شرقا الى شبه القارة وغربا الى البحر المتوسط وجنوبا الى البحر الاحمر وشمالا الى القوقاز.

ووصف ثقافة الشعب الايراني بأنها تحمل السلام ومساعدة الجوار في مواجهة القتلة، "استطعنا اقتلاع داعش من الجذور وانقاذ شعوب المنطقة ونفخر بانجازاتنا".

وتساءل: هل تتشدقون بحقوق الانسان وتدعمون القتلة بالمال والسلاح.

واعتبر ان نفوذ ايران في المنطقة تاريخي وحضاري وان تعهدنا للمنطقة ناجم عن الهوية الاسلامية والايرانية، "واستطعنا الحاق الهزيمة بالارهابيين بفضل دماء شباننا".

ويبدو ان ترامب و حلفاءه نسوا بان ايران اجتازت اكبر حالات الحظر و صمدت أمامها وخرجت منها مرفوعة الراس وربما يريدون أن يجربوا الشعب الايراني الصامد مرة اخرى لكنهم يجب ان يدركوا بان ذلك لن يجديهم نفعا و كما قال الشاعر : "من جرب المجرب حلت به الندامة" بالتاكيد.       

من جانبه أعلن وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الأحد أن الولايات المتحدة "ليست خائفة" من ان تفرض عقوبات تستهدف النظام الإيراني "على أعلى مستوى".

وقال بومبيو في كلمة امام الجالية الايرانية في كاليفورنيا "لسنا خائفين من ان نستهدف النظام على أعلى مستوى"، في اشارة الى العقوبات التي فرضتها واشنطن على رئيس السلطة القضائية في ايران.

واضاف ان الولايات المتحدة تأمل أن تخفّض كل دول العالم وارداتها من النفط الايراني الى "أقرب نقطة ممكنة من الصفر" بحلول الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، محذرا من انه في حال لم يحصل ذلك فإن هذه الدول تعرّض نفسها لعقوبات اميركية.

وقد رد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي اليوم الإثنين على هذه التصريحات قائلا : إنّ تصريحات وزير الخارجية الأميركي موشر على العجز غير المحدود الذي تعاني منه الادارة الأميركية في ظل الظروف التي تلت إنسحابها غير الشرعي من الإتفاق النووي وعدم بلوغها أهدافها المأمولة من هذه الخطوة المتفردة التي نجمت عنها عزلة أميركية دولية.

وقد دان قاسمي التصريحات السخيفة والتافهة التي أطلقها مايك بمبيو  واصفاً إيّاها بأنها تصريحات مزيفة وسخيفة هدفها دعائي فضلاً عن كونها دليلا دامغا علي العجز الأميركي وعدم بلوغ هذه الحكومة غاياتها من هذا التفرّد الفارغ من العقلانية والذي لم تحصد منه سوى عزلة عالمية.

ورأي قاسمي ان هذه التصريحات تعد تدخّلا سافرا في شؤون ايران الداخلية وتصب في خانه السياسات القديمة الرامية الى زعزعة الإستقرار والأمن وتدمير المنطقة معتبراً إيّاها انتهاكاً للإلتزامات والتعهدات الدولية.

ولفت المتحدث باسم الخارجية الايرانية الى التزييف والخداع والتناقض المتمثل في فرض حظر ظالم لامشروع ضد الشعب الايراني ومصالحه والى تسمية هذا الشعب بالارهابي وإدراج الرعايا الايرانيين في قائمة الدول التي يتعثر على رعاياها دخول الولايات المتحدة كما أشار الى أكاذيب مكتظة بأصناف الخداع والحيل تطرحها واشنطن والى تظاهرها بالمودة تجاه الشعب الايراني مذكراً بالتدخلات الطويلة المكلفة لحكومات الولايات المتحدة في الشأن الايراني داعياً الجميع الى الإعتبار منها.

وقال قاسمي: لن ينسى أيّ ايراني حرّ ساعٍ الى شموخ وكرامة وعزة بلاده والحفاظ علي هويتها الأصيلة، ما قامت به الولايات المتحدة من تدخلات كالانقلاب الذي أطاح بالحكومة القانونية الايرانية عام 1944 والدعم اللامحدود الذي قدّمته واشنطن للإرهابيين المجرمين والزمر الانفصالية ودعمها لصدام خلال الحرب المفروضة التي دامت 8 سنوات ضد الشعب الايراني و إسقاط طائرة نقل الركاب الايرانية بصاروخ أميركي فوق مياه الخليج الفارسي وعشرات الجرائم والمؤامرات الاخري المُحاكة في واشنطن.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية بأنّ هنالك شرخا وفجوة عميقة واضحة بين أقوال وأفعال مسؤولي الحكومة الاميركية وعدم تحلّيها بأية نوايا صادقة.

وصرّح قاسمي بأنّ الشعب الايراني وعلى مرّ التاريخ لم يخضع لغطرسة وسياسة مفروضة من الأجانب وهذا هو حاله في ظل الظروف الراهنة اذ انه لا يكترث لسياسات الرئيس الأميركي ولا لصقور البيت الابيض الذين لا إلتزام لديهم تجاه الأسس والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقانونية والدولية.

وأكد قاسمي أنّ الولايات المتحدة ليست أهلاً للثقة واصفاً التصريحات والتدخلات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي بأنها معززة للإنسجام والوحدة في الوسط الايراني.

وقال قاسمي إنّ هذه التصريحات التي أطلقها بمبيو البارحة تدل على عدم إلمامه واستيعابه الصحيح للماضي والحاضر الايراني.

وعلى الصعيد نفسه  قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية  عباس عراقجي انه  إذا لم تتمكن إيران من تصدير نفطها، فإنه ليس من الطبيعي أن تقف مكتوفة الايدي وتتفرج على تصدير النفط من قبل الآخرين، "إذا لم نتمكن من التصدير فلن يتمكن الآخرون من ذلك" مؤكدا أن خيارات طهران كثيرة وليست محصورة بمضيق هرمز فقط.

وقال عراقجي أن هناك العديد من الخيارات المتاحة لمواجهة الاجراء الأميركي ضد إيران، آمل ألا نصل إلى النقطة التي يتم تنفيذها، أعتقد أن المجتمع الدولي وحلفاء الولايات المتحدة، وخاصة الأوروبيين والصين وروسيا والهند، لا يريدون الوصول إلي هذه النقطة، ولهذا السبب فإنهم يتفاوضون معنا من أجل تلبية مطالب إيران.

كما أيد رئيس السلطة القضائية الايرانية آية الله صادق آملي لاريجاني، تصريحات الرئيس روحاني، مؤكدا بان اي تحرك اميركي غير عقلائي سيواجه بردّ من ايران يبقى خالدا في التاريخ.

واشار آية الله آملي لاريجاني الى تهديدات الرئيس الاميركي ردا على تصريحات الرئيس روحاني، معتبرا انها ليست بغريبة عن شخص سفيه مثل ترامب.

كما رد العميد غلام حسين غيب برور، قائد قوات التعبئة (البسيج) التابعة لحرس الثورة الاسلامية ، على "التحذيرات" التي أطلقها الرئيس الأميركي قائلا  إن "تصريحات ترامب ضد إيران حرب نفسية" وانه يرتكب حماقة اذا تجرا على القيام باي اجراء ضد ايران .

واكد " اننا لن نتراجع قيد انملة عن مبادئنا الثورية وسنصمد امام الطامعين والمستكبرين والمتغطرسين وعلى اولئك المهزومين امام الحرب النفسية لهذا الرئيس المجنون والسفيه ان يعلموا بان اميركا لن ترضى باقل من القضاء علينا" مشددا على ان "ابناء الشعب والقوات المسلحة سيتصدون للاعداء بكل قوة ولن يتراجعوا ابدا".