قاسمي: غضب الادارة الاميركية الحاكمة يعود الى عزلتها

قاسمي: غضب الادارة الاميركية الحاكمة يعود الى عزلتها
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨ - ٠١:٤١ بتوقيت غرينتش

اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي ان الظروف الجديدة التي تواجهها اميركا كدولة تعاني من العزلة قد ادت بالادارة الحاكمة فيها للشعور بالغضب الشديد.

العالم - ايران

وقال قاسمي في تصريح له حول الهدف من التهديدات الاميركية الاخيرة ضد الجمهورية الاسلامية، ان اميركا وفي ضوء الخطا الاستراتيجي الذي ارتكبته بالخروج من الاتفاق النووي كانت تتوقع ان تتصرف ايران بانفعال وتخرج من الاتفاق لتتخذ (اميركا) سلسلة اجراءات عبر منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن الا ان حكمة ويقظة ايران ادت الى افشال المخطط الاميركي.

واضاف، ان الظروف الجديدة التي تواجهها اميركا الان كدولة تعاني من العزلة ادت بالادارة الحاكمة فيها للشعور بالغضب الشديد وانني اعتبر جذور هذا الغضب في الحكومة الاميركية ناجما عن نهج المجتمع الدولي تجاه ايران والاتفاق النووي.

واعتبر قاسمي ان جانبا من التهديدات يعود الى عدم استفادة الحكومة الاميركية من مستشارين اكفاء ومحنكين وبسبب الاستشارات التي يقدمها عناصر مناهضة لايران لدعاة الحرب في البيت الابيض، حيث اتخذوا مواقف لا قيمة لها ولا ينبغي اخذها بجدية، وهي مواقف نابعة من عدم المعرفة تجاه الشعب الايراني وثقافته اذ انه يقاوم التهديد ولا يرضخ لهيمنة الاجنبي اطلاقا، لذا فانه على الحكومة الاميركية ان تفهم كيف تتحدث مع هذا الشعب الذي يتعامل بلغة التكريم ازاء الاحترام.

وحول تهديدات ترامب الاخيرة وتبجحاته التي جاءت اثر تصريحات الرئيس روحاني الذي حذر فيها اميركا من الاستمرار في اجراءاتها العدائية ضد ايران، قال قاسمي، ان بعض السياسيين وبسبب عدم وعيهم لعمق القضايا السياسية والدبلوماسية يستخدمون الفاظا لا يعرفون معناها وان مثل هذا الكلام يعتبر في عالم اليوم تبجحات لا اهمية لها وان نصيحتي الى ترامب هي ان يخفف من غضبه وان يتحدث بهدوء ويعرف مع اي شعب وبلد ثقافي وحضاري يتحدث ويعلم بان الشعب الايراني لا يرضخ للضغوط ويرد بخطوات سلبية على الخطوات السلبية وبخطوات ايجابية علىي الخطوات الايجابية.

وبشان تصريحات بومبيو المناهضة لايران قال المتحدث، ان اميركا تتصور بانها يمكنها عبر فرض الضغوط والحظر والتهديدات خلخلة عزم وارادة الشعب الايراني لتحقق مصالحها المعادية في ظل ذلك ولكن عليها ان تعلم بان ايران تمكنت من الدفاع عن البلاد بمقاومتها.

واضاف، ان اميركا تقوم الان بمحاولات يائسة لان ايران اليوم مختلفة عن الماضي وهي في ذروة اقتدارها من جميع النواحي العسكرية والعلمية والاقتصادية.

وصرح بان اميركا وبعد فشل سياساتها تجاه ايران لجات الى نهج جديد معتمد في الغالب علي الحرب النفسية الشاملة عبر وسائل الاعلام وبعض حلفائها وهم غالبا الكيان الصهيوني ومركزين اخرين في المنطقة سعيا وراء اضعاف الروح المعنوية للشعب الايراني والاختلال بالاقتصاد الايراني عبر بعض التهديدات لاثارة الاستياء في البلاد وان تقوم في ظل هذا التصور بسلسلة من الاجراءات وهي بالتاكيد محاولات يائسة لن يكتب لها النجاح.

وحول كيفية مواجهة ايران للحظر الاميركي الجديد اكد قاسمي بان ايران وشعبها قد تجاوزوا ظروفا اكثر صعوية من الان وتخطوا مثل هذه العقبات والحرب النفسية.

واعتبر ما هو قائم اليوم في العالم بانه مدين للجمهورية الاسلامية الايرانية التي ساعدت في توفير الامن لهذه المنطقة ولممر الخليج الفارسي واضاف، اننا سوف لن نكون البادئين باي اجراء عدواني لكننا ازاء اي تحرك ضدنا لنا الحق بان ندافع عن انفسنا وفقا للمعايير العالمية.

واعتبر ما تطرحه اميركا بشان الحيلولة دون تصدير النفط الايراني بانه مجرد تبجحات واضاف، ان التحليلات السابقة تشير الي ان اميركا ومع وجود قرارات مجلس الامن لم تستطع ان تفعل ذلك.

واضاف، انه لو ارادت اميركا القيام باجراء جاد في هذا المسار فمن المؤكد انها ستواجه باجراء مضاد من جانب ايران.

وفيما ان كانت ايران مستعدة لمواجهة التهديدات الاقتصادية الاميركية قال، اننا لا ننكر بان الحظر الاقتصادي سيترك اثارا سلبية علي بعض الجوانب الاقنصادية ولكن في ضوء الطاقات والامكانيات المتوفرة في البلاد فاننا قادرون علي تخطي هذه المرحلة جيدا في ظل مقاومة الشعب والحكمة والطاقات الذاتية للبلاد.

واكد وجود الارادة السياسية الجيدة نسبيا لدي اوروبا لاستمرار الاتفاق النووي وحضور ايران فيه والمساعي التي يجب ان تبذل للحفاظ عليه واضاف، ان القضية قيد البحث هي اننا وبعد ان استلمنا حزمة المقترحات الاوروبية شعرنا بانها لا تلبي مطاليبنا لذا طرحنا عليهم مطاليبنا وهو ما تم الاعلان عنه بصراحة من قبل وزير الخارجية خلال الاجتماع الاخير مع وزراء مجموعة '4+1' لذا فان المفاوضات مستمرة ونحن الان بانتظار مقترحات الاتحاد الاوروبي النهائية خلال الايام القادمة.

وفيما ان كانت ايران واميركا تتجهان نحو الحرب قال، انه وفي ضوء علاقة ايران مع سائر الدول فان اميركا تسعي بمثل هذه التصريحات لخلق اجواء مصطنعة سيئة لترفع الثمن الذي يدفعه الاخرون للعلاقات مع ايران الا ان الحكومات يقظة بما يكفي وتدرك هذا الموضوع وان هذه الحرب النفسية الاميركية لن تؤثر كثيرا.