شاهد:بمناسبة مولد ثامن الحجج الإمام علي بن موسي الرضا عليه السلام

الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

في الحادي عشر من ذي القعدة عام 148 للهجرة، هبطت بشائر متلألئة إلى الأرض من عوالم الغيب لتمنّ على أهل الأرض بنور مقدس من أنوار الإمامة الإلهية الساطعة حيث ولد الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه.. تجلّياً جديداً للخير والهدى وحقيقة التوحيد وقائداً ربانياً منقذاً في عواصف التسلّط والهوى والانكفاء، وإماماً أماناً هو الثامن من أئمّة أهل البيت الطاهرين المعصومين مبارك هو يوم مولده.

العالم - تقارير

ومباركة للناس هذه الهبة الالهية الكبيرة، وفّقنا الله تعالى في الدنيا لزيارته، وأنالنا في الآخرة شفاعته، وتلك نعمة سابغة، وفوز كبير «وما يُلقّاها إلاّ الذين صبروا، وما يُلقّاها إلاّ ذو حظّ عظيم».

اللهم صل على من أشرقت شموس مجده في جميع الأكوان ، وأسكت بحججه أهل الأديان، الغامر سناه ربوع خراسان بالضياء، الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي إبن موسى الرضا.

مقتطفات من المَشْهدُ الرضَويّ في الشعر العَربيّ...

• قال دِعبِل بن عليّ الخزاعيّ (ت 246هـ) في قبر الإمام الرضا عليه السّلام وإلى جواره قبر هارون الرشيد الذي انمحى أثره واندرس:

أربِعْ بـ «طوسٍ» على قبر الزكيّ بهاإن كنتَ تُربع من ديـنٍ عـلى وطَـرِ

قبران في «طوسَ»: خير الناسِ كلهم وقـبـر شـرِّهُـمُ.. هذا مِن العِبَـرِ

• عليّ بن عبدالله بن حمّاد العدَويّ العبديّ (ت ق 4هـ):

ساقها شوقي إلى طوسٍ ومَن تَحويه طوسُ مشهدٌ فيه الرضا العالِمُ والـحَبـرُ النفيسُ

ذاك بحرُ العلم والحكمة إن قـاس مـقيسُذاك نـور الله لا يـُطفـى له قطُّ طَميسُ


• الصاحب بن عبّاد (ت 385هـ) مشتاقاً إلى زيارة المشهد الرضويّ النورانيّ:

يـا زائـراً سـائراً إلى «طوسِ»مـشهـدِ طُـهـرٍ وأرضِ تقديسِ

أبلغْ سلامي «الرضا» وحُطَّ علىأكرمِ رَمسٍ لـخـيـرِ مَـرموسِ

واللهِ واللهِ حَـلـفــةٌ صَـدَرتْمِن مخلصٍ في الـولاءِ مـغموسِ

إنّي لو كـنـت مـالـكـاً إرَبيكان بـ « طوسٍ » الغنّاءِ تعريسي

وكـنت أمضـي العـزيمََ مُرتحلاَمُـنتـسِفـاً فـيـه قوّةَ العيـسِ

لـ «مشهدٍ» بالزكاءِ مـُلـتـحفٍوبـالسَّنـى والـثـناءِ مأنـوسِ


• عبدالباقي العمريّ (ت 1279هـ) مشطّراً بيتين للشاعر عليّ الحبشيّ:

(قبّةُ الرضـا حَوَتْ كـلَّ فضلٍ)ما حـواهُ وادي طُوى والـطُّورُ

وتـلا الوحيُ سورةَ النورِ فـيها(مُذْ حَوَت مَن لـه بهاءٌ ونـورُ)

(قبّـة لـلأفـلاكِ لم تُبقِ فخراً)تتبـاهـى بـه غـداةَ تَـمـورُ

وهْي تحكي بِيض الأُنوق حفاظاَ(قـال لُـبّـي: لكلّ لُبّ قُشورُ)


• الشيخ أحمد بن الشيخ خلف آل عصفور (ت 1345هـ):

قصدتُكِ يا أرضاً أتاها الرضا قَسْرا وذلك عن أمرِ الدَّعـيّ لـه جَهْرا

لثمتُ ثَراكِ عندمـا بـان بَـيـرقٌ يُرفرف عن بُعدٍ علـى القبّة النَّورا

حَثَثتُ ركابي قاصداً لرحـاب مَنأُريدُ به ذُخراً، وأرجوه للأُخـرى

فلَسنا نَنالُ القـُربَ إلاّ بقُربــهم ولَسنا ننالُ الخُلد إلاّ بـهـم طُـرّا

ولكـنّني مَعْ طولِ مكثـيَ عنـدهُ فلم أكُ أُحــظى بـالـدنوّ له نثْرا

لـكثـرةِ مَـن هُـم يُحدقون بقبرهِيطوفون حسناً واجداً لم أجد بشرا


• السيّد حسين تقي بحر العلوم (ولد سنة 1347هـ):

كـما ودّع الطـفلُ دَرَّ الحنـانبـرغـم عـواطفـهِ يُـفـطَمُ

كـمـا ودّعـت زهرةٌ حَقلـهاففاض الشذى وارتمى البرعـمُ

كما ودّعت رعشاتِ الضـحىبـلابـلُ بـاتَـت بـه تحـلمُ

كما ودّع الحُلُمَ الـمشتـهـىشبابٌ إلى الشَّيب يـستسلـمُ

كما وَدّع القلبُ دارَ الحبـيبفأرْخَت عيونٌ وشـاط الـدمُ

مَثُلتُ أُودّع قـبرَ الـرضــاوقد شَفّ لي سـرُّهُ الـمُبـهَمُ

ونورُ الإمامة حـول الضريحغَـمرٌ بفيض الهـدى مُرزِمُ

فجُلـتُ كأنّـي ببـيـت الإلهوكعبتُه الـجـدَثُ الأعـظـمُ

تـجول الورى حولَهُ مثلـمـايـجـول بأشـواطـهِ المُحرِمُ

وتَـضرَعُ أنـفسُهم بالـدعـاءإلى مـصـدر الخير تسترحمُ

سُيولٌ تَـدافَـعُ مِـن مِـثلـهافـهـذي تَـمسّ وذي تهجـمُ

وتـلك تقـبّل فـي لـهـفـةٍفينبض قـلبٌ ويَـضرى فـمُ

وفـي مـكّةٍ حـجَـرٌ واحـدٌيـُسابَق بـاللثـم إذ يُـزحَـمُ

ولـكنْ هنـا فـي ضريحِ الإمام أحـجـارُهُ كـلُّهـا تـُلـثَمُ


• عليّ بن عيسى الإربلّيّ (ت 692هـ):

أيّها الراكب المُـجِـدّ قـفِ العيـس إذا ما حـللتَ في أرض طوسا

لا تَـخـف مِن كَلالها ودَعِ التـأديـب دون الـوقـوف والتعريسا

وآلثُم الأرض إن رأيتَ ثرى مشــهدِ خيرِ الورى عليِّ بن موسى

وابـلغنـْه تـحـيـةً وسـلامـاًكشذى المسك من عليّ بن عيسى

قل: سلام الإلهِ فـي كـلّ وقتٍيتلقّى ذاك المحلَّ الـنــفـيسـا

منزلٌ لم يَزلْ بـه ذاكــرَ اللــلهِ يتلو التسبـيـح والـتقديسا

دار عِـزٍّ مـا انـفكّ قاصدُها يُزجـي إلـيـهـا آمـالَه والعيـسا

بـيت مجدٍ ما زال وقفاً عليه الـحـمـدُ والـمدح والثناء حبـيسا

مـا عـسى أن يُقال في مدح قومٍأسـّس الله مـجـدهـم تأسيسـا!

هـم هـداةُ الورى وهم أكرم النّاس أُصـولاً شـريـفـةً ونفوسا

مـعـشر حـبُّـهـم يُجلّي هموماًومـزايـاهـمُ تُـحلّـي طروسا

كـَرُمـوا مـولداً وطابوا أُصولاًوزَكَـوا مَـحْتِـداً وطالوا غُروسا

مـلأوا بـالـولاء قـلبي رجاءًوبمدحي لـهـم ملأتُ الطروسا

يـا علـيَّ الـرضـا أبـثُّك ودّاًغادر القـلبَ بـالغـرام وطيسا

لا أرى داءه بـغـيرك يشـفـىلا، ولا جرحه بـغـيرك يُوسـى

أتمنّى لو زرتُ مشـهـدكِ العـالـي، وقبّلـت رَبْـعكَ المأنوسـا

وإذا عَــزَّ أن أزوركَ يـقـظـانَ فزُرْني في النوم واشفِ السِّيسا

قــد تمسـكتُ مـنكـمُ بـولاءٍليـس يـَلقـى القشيبُ منه دَريسا

أتـرجّـى بـه النجـاةَ إذا مـاخاف غيري في الحشرضُرّاً وبوسا

ومن هنا نرفع اسمى ايات التهاني و التبريكات الى مقام سيدنا و مولانا رسول الله صل الله عليه و اله وسلم و الى مقام مولانا صاحب العصر و الزمان محمد بن الحسن المهدي(عج) و الى مقام اهل بيت النبوة عليهم السلام و اليكم و الى جميع الموالين ومحبي اهل البيت عليهم السلام، بمناسية ذكرى ولادة انيس النفوس، المدفون بارض طوس،ضامن الجنة الامام علي بن موسى الرضا عليه و على ابائه ازكى الصلاة و السلام.

عن الإمام الرضا عليه السلام ،قال:

"مَنْ زارني على بُعدِ داري،أتيتُهُ يومَ القيامَةِ في ثلاثِ مواطِنَ حتى أخَلِصَهُ مِنْ أهوالِها:إذا تَطايرتِ الكُتُبُ يميناً وشِمالاً وعندَ السِراطِ وعند الميزان".

يا سائرا زائرا إلى طـــوس مشهد طهر و أرض تقديـــس     أبلغ سلامي الرضا و حط على أكرم رمس لخير مرموس

ومن باب الحث على زيارته أقول فلتشد الرحال إلى الرِضا عليه السلام فتحت قبَتِه المُطَهرة تٌقضى الحاجات وتستجاب الدعوات ويتعافى المريض ويشفى بإذن الله تعالى ويزال الهَّم ويكشف الكرب وتأنس النَفس عند أنيس النُفُوس.

فهناك في مشهده المقدَّس ترى أفئدة من الناس تهوي إليه من كلّ حدب وصو ب،زيارات مليونية والملائكة الحافون حول ضريحه يستغفرون لزواره الذين يهتفون بأعلى أصواتهِم:"ياعلي أدركني".

ستشعر برهبة لاتوصف وسط تلك الجموع المليونية التي تقصد الإمام ليل نهار وعلى مدار الساعة ولا عجب من ذلك فهو عليه السلام باب مِن أبواب رحمة الله الواسعة الذي من دخله كان آمنا ومرحوما سعد في الدنيا وفاز في الآخرة وذلك هو الفوز العظيم.

السَّلامُ علِيك ياشمس الشموس وَ انيس النفوس ايها المدفون بِـ أرض طوس السَّلامُ عليك يابعيد المدى...
 
السَّلامُ عليك ياغريب الغرباء، السَّلامُ عليكم أهل البيت جميعاً،مبارك علينا وعليكم ميلاد غريب خراسان، ضامن الجنان،علي بن موسى الرضا ( علية السلام )...

السلام عليك يا علي بن موسى، ايها الرضا، يا حجة الله على خلقه يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا وقدمناكَ بين يديّ حاجاتنا..

فيا وجيها عند الله ...إشفع لنا عند الله في قضاء حوائجنا فإنا قد أودعناها عندك .


 اللهم ثبتنا على ولايتهم ومحبتهم، ونيل رضاهم وشفاعتهم، آمين يا ارحم الراحمين.