الجيش السوري على ابواب ادلب؛ هل تنقذ انقرة الملسحين؟!

الجيش السوري على ابواب ادلب؛ هل تنقذ انقرة الملسحين؟!
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

بعد سيطرة الجيش السوري على المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة في الجنوب السوري من السويداء والقنيطرة إلى بقية المدن الجنوبية للبلاد، بدأت انظاره بالتوجه إلى ادلب بحسب معظم المتابعين للملف السوري، وجاء تصريح الرئيس الأسد امس ليعلن ان تحرير ادلب يعد اولوية للجيش السوري.

العالم - تقارير 

وقال الاسد "هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد". واوضح "هناك بالطبع أراض فى شرق سوريا تسيطر عليها جماعات متنوعة. لهذا السبب سنتقدم إلى كل هذه المناطق، والعسكريون سيحددون الأولويات، وإدلب واحدة منها".

وتمتد ادلب على مساحة قدرها 6100 كم2 حيث يحدها من الشمال لواء اسكندرون وتركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم، وغرباً محافظة اللاذقية بطول 29 كم، وتبعد عن مدينة حلب 59 كم، وعن دمشق العاصمة 309 كم.

ادلب مركز تجمع المسلحين

وشكلت هذه المدينة المركز الرئيسي لتجمع المسلحين خلال السنوات الماضية حيث انتقل معظم المسلحين الذين اخرجوا من كل من الغوطة والقنيطرة وقبلها حمص وحلب إلى ادلب.

ويقدر متابعون للشأن السوري أن عدد المسلحين المواجدين الآن في مدينة ادلب السورية يقدر بـ200 الف مسلح تابعين لك من هيئة تحرير الشام وداعش وفصائل الجيش الحر والجلس الإسلامي السوري، فيما يقدر عدد المسلحين الأجانب المتواجدين في المدينة بـ30 الف مسلح من 59 جنسية.

وتحدثت مصادر ميدانية ان الجيش السوري بدأ بإرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهة ريف إدلب الجنوب الشرقي وتحديدا إلى محور بلدة أبو الظهور بالتوازي مع إرساله تعزيزات عسكرية إلى محور ريف حماة الشمالي تحضيرا لبدء معركة إدلب.

وبذلك يمكن القول إن العد التنازلي لمعركة إدلب قد بدأ، وخصوصا ان إنتصار الجيش في معركة ادلب تعني تأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب، وإنهاء سيطرة المسلحين على هذه المنطقة التي تتصل جغرافيا بمنطقة جسر الشغور.

إدلب على ابواب المواجهة وأنقرة تستعد

ولا يخفى على احد ان ادلب في وضعها الحالي  تقع في نطاق النفوذ التركي، ولذلك فإن بعض المحللين بدأوا بالحديث عن حساسية الملف الادلبي بالنسبة للعلاقات الروسية التركية.

في الصدد، قال الأستاذ المساعد في جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة، طغرل إسماعيل: “في سوريا، تتطابق مواقف تركيا وروسيا بشكل أساسي فيما يتعلق بوحدة البلاد، وحدودها. لكن الفكرة الأساسية هي أن الرئيس أردوغان لا يرى مستقبل سوريا مع الأسد. فالمجموعات التي لا تزال تقاوم، تتحرك في محافظة إدلب، التي يمكن القول إنها تحت سيطرة تركيا. فهل يقرر الجانب السوري شن عملية عسكرية هناك مسألة معقدة للغاية “.

وقال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمونوف: "تخشى تركيا من أن تكون روسيا توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن حل مشكلة الأكراد السوريين؛ والمشكلة الثانية، هي، بالطبع، إدلب، لكن تركيا سوف تمنع ذلك في أي حال. بالطبع، هناك ما يكفي من المشاكل بين موسكو وأنقرة"."

التوترات الداخلية 

وتشهد ادلب توترات داخلية بين الجماعات المسلحة التي تنتمي لجماعات مختلفة حيث تتواصل عمليات الاغتيالات في إدلب، إذ رصد المرصد السوري 251 اغتيالا على الأقل بينهم مدنيين واطفال بالإضافة منهم 17 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018.

وتبقى هذه المعركة تحد كبير امام الجيش السوري مع تجمع هذا العدد الكبير من المسلحين ومع وجود حماية تركية واضحة للجماعات المسلحة المتمركزة في هذه المدينة، وخصوصا ان انتصار الجيش في هذه المعركة هو بمثابة آخر مسمار في نعش الإرهاب بسوريا.