انطلاق "سوتشي".. سوريا لن ترضى دون تحرير إدلب

انطلاق
الإثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٣٨ بتوقيت غرينتش

انطلقت صباح اليوم الاثنين محادثات مدينة "سوتشي" الروسية حول سوريا بصيغة ما توصلت اليه جولات محادثات العاصمة الكازاخستانية "أستانا"، كما أقرها البيان الختامي لجولة "أستانا" التاسعة، ومن المتوقع أن يشهد اليوم الأول جلسات حوار مغلقة ثنائية وثلاثية، فيما يشهد اليوم الثاني جلسة عامة يتلى فيها البيان الختامي للمحادثات.

العالم - مقالات وتحليلات

في هذه المحادثات التي من المقرر ان تستمر على مدى يومين (اليوم وغدا الثلاثاء) والتي حضرها وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري، ووفود الدول الضامنة لعملية أستانا “روسيا وإيران وتركيا” ووفد الأمم المتحدة ووفد “المعارضة” السورية، يسعى وفد المعارضة الذي قرر اخيرا المشاركة في المحادثات، الى التاكيد على ملف "إدلب" وموضوع "المعتقلين"، لما لهذين الموضوعين من اهمية استراتيجية قصوى لهذه الجماعات المسلحة الى جانب سعيها لاستمرار مناطق "خفض التصعيد" وإيجاد حل للمجموعات المسلحة التي احتشدت في إدلب، والسعي لانتقال وتحويل هذه المنطقة المحشوة ببقايا الارهاب من مناطق "خفض تصعيد" إلى مناطق دائمة لـ"وقف إطلاق النار"!.

ذلك ما اشار اليه أحمد طعمة رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات "أستانا" امس الاحد، مؤكدا ان "جدول الأعمال المقترح سيكون بثلاثة فروع اساسية هي موضوع "إدلب" و"اللجنة الدستورية" وموضوع "المعتقلين".

وكان مسلحو ما تسمى بـ"جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة الإرهابي، قد استولوا على محافظة إدلب عام 2015. وبموجب شروط اتفاقات عدة لفتح ممرات إنسانية، تم إخراج مسلحين من الجماعات الارهابية الذين رفضوا المصالحة وتسوية أوضاعهم مع الحكومة السورية، من حلب وحمص والغوطة الشرقية في ضواحي دمشق، باتجاه محافظة إدلب، فيما يجري حاليا نقل أعضاء في هذه الجماعات الارخابية التي ترفض المصالحة من جنوب سوريا، من درعا والقنيطرة، إلى هذه المنطقة.

وحول إنشاء "لجنة دستورية" خلال الجولة العاشرة الحالية من المفاوضات السورية بصيغة "أستانا" في "سوتشي"، فقد أعلن مصدر مطلع أن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا الذي وصل إلى "سوتشي"، قد يناقش مع ممثلي الدول الضامنة (روسيا ايران وتركيا) إنشاء لجنة دستورية خلال هذه الجولة من المفاوضات، لكن خارج إطار "أستانا". وذلك يعود "حسب المصدر"، لأسباب لوجيستية.

وفيما يخص المعتقلين، فقد أشار طعمة إلى اعتقاده بإمكانية التوصل إلى آلية يمكن التوافق عليها بين الطرفين لما لهذه الفقرة من اهمية لدى المعارضة، حيث اكد ان “المسألة هي الوصول إلى الآلية، فملف المعتقلين مر بمراحل، الأولى كانت تقديم المذكرة في ما يتعلق بالمعتقلين، وثانيا تشكيل مجموعة العمل التي ستدرس الآلية، يعتقد أنه يمكن في هذا الاجتماع أن يتم التوافق حول الآلية”.

اما عودة اللاجئين الى ديارهم فذلك ما لم يدر في خلد وذهن من باعوا الانسانية وتمسكوا بالسلاح لدمار البلاد وتهجير العباد، حيث قال رئيس المعارضة السورية "بالحرف"، حول إضافة بند إلى جدول الأعمال يناقش عودة اللاجئين السوريين: "هو من البنود الروسية المطروحة.. هذا ملف جديد ونحن لم نبلغ رسميا أنه سيكون على أجندة الاجتماع، صاحب الفكرة هو الجانب الروسي وسنستمع لما يقوله الجانب الروسي".

محادثات جولات العاصمة الكازاخستانية "أستانا" التسع السابقة حول سوريا "تم عقد آخرها في الرابع عشر والخامس عشر من أيار الماضي"، كانت قد أكدت الدول الثلاث الضامنة في ختامه "التزامها الثابت بالحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائيا".

من هذا المنطلق، تأتي محادثات "سوتشي" حول سوريا بصيغة "أستانا"، في وقت تشير بوصلة الاتجاه العام لسوريا وجيشها نحو تحرير كافة الاراضي السورية وارجاعها الى وضعها الطبيعي الى "ما قبل 7 سنوات"، وان دور المحادثات حول سوريا لا يتعدى "اعطاء فرصة اخيرة للمسلحين" للتعقل والرجوع الى كامل وعيهم عسى ان يتنصلوا عن الاجندة الصهيوأميركية السعودية التي يحاربون من اجلها بعلم او دونه.

وفي مقابلة مع الصحافيين الروس يوم 26 يوليو الجاري، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن محافظة إدلب ومواقع أخرى للإرهابيين ستصبح أهدافا ذات أولوية لعمليات وتحركات القوات السورية في المستقبل القريب بهدف تحريرها من فلول وزمر المسلحين.

تصريح الاسد والواقع الميداني يؤكدان العزيمة السورية الراسخة على تحرير إدلب وكافة الاراضي السورية من سيطرة الارهاب، فقد بدأ الجيش السوري خلال اليومين الماضيين إرسال تعزيزات عسكرية إلى جبهة ريف إدلب الجنوب الشرقي وتحديدا إلى محور بلدة أبو الظهور بالتوازي مع إرساله تعزيزات عسكرية إلى محور ريف حماة الشمالي تحضيرا لبدء معركة إدلب.

الحشود العسكرية للجيش السوري التي وصلت ريف حماة الشمالي تهدف السيطرة في المرحلة القادمة على قرى وبلدات كفرزيتا واللطامنة ولطمين والزكاة والأربعين واللحايا ومعركبة، التي يسيطر عليها مسلحو ما يسمى"جيش العزة" التابع لـما يسمى "هيئة تحرير الشام" الارهابية، وهي الواجهة الأحدث لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي.

بذلك نستطيع القول وبجدارة ان "العد التنازلي لمعركة إدلب قد بدأ"..

السيد ابو ايمان

كلمات دليلية :