السياح السعوديون يتدفقون إلى تركيا بقوة رغم الخلافات السياسية

السياح السعوديون يتدفقون إلى تركيا بقوة رغم الخلافات السياسية
الإثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٠٣ بتوقيت غرينتش

يتدفق السياح السعوديون إلى الأماكن والمدن السياحية في تركيا بنسب غير مسبوقة وذلك على الرغم من الخلافات السياسية الكبيرة بين البلدين وحملات الترهيب والتخويف والمقاطعة التي احتدمت في الأشهر الأخيرة وأسفرت عن نتائج عكسية على ما يبدو.

العالم - السعودية

وإلى جانب الأرقام الرسمية حول أرقام السياح السعوديين الذين زاروا تركيا في السنوات الأخيرة، يمكن ملاحظة هذه الزيادة الكبيرة في أعداد السياح بالعين المجردة في شوارع إسطنبول السياحية ومراكزها التجارية إلى جانب المناطق السياحية الأخرى.

وفي الأشهر الأخيرة، وتزامناً مع احتدام الخلافات السياسية بين أنقرة والرياض، نظمت جهات سعودية مختلفة حملات واسعة لدعوة السياح السعوديين لعدم قضاء عطلتهم في تركيا معتبرين أن ذلك يعتبر بمثابة دعماً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعادي للسعودية ـ على حد وصفهم.

واعتمدت هذه الحملات على تشويه صورة تركيا والتحذير من وجود جرائم قتل واعتداءات على السياح إلى جانب غلاء الأسعار وكراهية السياح السعوديين ووجود سرقات وتفجيرات وغيرها من الوسائل التي وصلت حد الترهيب والتخويف.

لكن وبدلاً من أن تتراجع أرقام السياح السعوديين إلى تركيا، شهدت تصاعداً لافتاً في السنوات الأخيرة ما يؤكد فشل هذه الحملات في اقناع المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى تركيا والذي يكون في أغلب الأحيان بهدف السياحة أو شراء العقارات.

وحسب البيانات التي نشرها الموقع الرسمي لوزارة الثقافة والسياحة التركية فقد وصل عدد السياح المقبلين من السعودية إلى تركيا عام 2017 إلى أكثر من 650 ألف سائح، بعد أن لم يتجاوز الـ530 ألف في عام 2016، والـ450 ألف في 2015، والـ341 ألف في عام 2014، كما أن هذه الأرقام لم تكن تتجاوز الـ20 ألف حتى عام 2008.

وعلى الرغم من أن الموسم السياحي الحالي في بدايته ولم تظهر أرقامه بعد، إلا أن إحصائيات الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي تشير إلى زيارة قرابة 200 ألف سعودي إلى تركيا في هذه الفترة ليكونوا بذلك ثاني أكثر العرب زيارة لتركيا بعد العراقيين، وهو ما يعطي مؤشراً قوياً على أن أرقام السياح السعوديين إلى تركيا هذا العام ستكون أكبر بكثير من الأعوام الماضية، رغم كل العوامل السابقة.

وإلى جانب السياحة، يتجه السعوديون إلى شراء العقارات بشكل أكبر من السابق في تركيا، وباتت الكثير من المجمعات السكانية في إسطنبول يقطنها أعداد كبيرة من السعوديين، بينما يكتفي آخرون بشراء الشقق للاستثمار أو تركها مغلقة لاستخدامها لأيام معدودة في العام فقط.

كما بات مئات السعوديين يمتلكون بيوتاً مستقلة وفيللاً راقية في مناطق ساحل البحر الأسود ومنطقة بحيرة سابنجا وبولو وغيرها من المناطق السياحية الجميلة، حيث يعتبر السعوديين حالياً ثاني أكثر الأجانب والعرب بشكل عام تملكاً للعقارات في تركيا.