قضية القس تشتعل.. موجة من التوترات بين أمريكا وتركيا

قضية القس تشتعل.. موجة من التوترات بين أمريكا وتركيا
السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٣٠ بتوقيت غرينتش

تصاعدت حدة التوتر مؤخرا بين تركيا واميركا في قضية القس الأمريكي المعتقل في تركيا، فقد فرضت امريكا عقوبات على وزير العدل والداخلية التركيين وتركيا ردت بالمثل.

العالم . تقارير

اعتقلت السلطات التركية القس أندرو برونسون في أواخر عام 2016، ويتهم بدعم أنشطة الجماعة التي يقودها فتح الله غولن، والذي يقول مسؤولون أتراك إنه كان وراء محاولة الانقلاب الفاشل في 2016.

و اشتعلت القضية في الأيام القليلة الماضية بسبب قيام السلطات التركية بالبدء في محاكمة هذا القس الأمريكي بتهمة الإرهاب.

من هو القس الأمريكي؟

ولد أندرو برونسون عام 1968 وهو يبلغ حاليا من العمر 50 عاما. و يعيش في تركيا منذ 23 عاما في مدينة أزمير غربي البلاد، ويرعى كنيسة إنجيلية صغيرة هناك يبلغ عدد أتباعها 25 شخصا فقط.

ولديه ابنان ولدا في تركيا وكان يتأهب للتقدم بطلب إقامة دائمة في تركيا حسب قول محاميه.

وقد أُلقي القبض عليه قبل أكثر من عامين، ويواجه تهما بالارتباط بحزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولن، الذين تعتبرهما تركيا منظمات إرهابية وهو ما ينفيه محامو برونسون والولايات المتحدة نفيا قاطعا.

وكانت محكمة العقوبات المشددة في إزمير(غرب تركيا) قضت في جلستها الثالثة في إطار المحاكمة في 18 يوليو (تموز) الجاري باستمرار حبس القس برونسون، وحددت جلسة 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لاستكمال المحاكمة. واعترض إسماعيل جم هالافورت، محامي القس الأميركي، على القرار بتمديد حبس موكله بداعي تردي حالته الصحية في السجن. وبعد النظر في الاعتراض المقدّم من هيئة الدفاع، قررت المحكمة فرض الإقامة الجبرية، عوضا عن الحبس، بشرط عدم مغادرة برونسون منزله في إزمير أو السفر خارج تركيا.

فرض عقوبات على اثنين من وزراء تركيا

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تركيا بمواجهة عقوبات كبيرة ما لم تطلق فوراً سراح القس الأمريكي أندرو برونسون الذي يخضع للإقامة الجبرية في منزله في تركيا حاليا.

وقال ترامب في تغريدة على تويتر ستفرض الولايات المتحدة عقوبات كبيرة على تركيا بسبب احتجازها لفترة طويلة للقس أندرو برانسون.

وفي وقت سابق لوح نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس تهديد مماثل وجهه مباشرة إلى الرئيس التركي.

وقال بنس في مقابلة تلفزيونية "إذا لم تطلق تركيا سراح القس برونسون وترسله إلى بلاده ستفرض الولايات المتحدة عقوبات كبيرة عليها إلى أن يتحقق ذلك".

ونشرت وزارة الخزانة الأمريكية، الأربعاء الماضي، بيانا أعلنت فيه عن فرض عقوبات على وزير الداخلية سليمان سويلو، ووزير العدل، عبد الحميد غل، لدورهما في اعتقال واحتجاز برونسون.

وقالت الخزانة الأمريكية في بيانها: "هذان المسؤولان يقودان منظمات تابعة للحكومة التركية وهي مسؤولة عن انتهاكات تركيا الصريحة لحقوق الإنسان".

تركيا ترد بالمثل

أفادت وزارة الخارجية التركية في بيان إن تركيا سترد على قرار الولايات المتحدّة فرض عقوبات على اثنين من كبار الوزراء الأتراك داعية الادارة الأميركية إلى التراجع عن هذا القرار "الخاطئ" والذي اعتبرته بأنه "موقف عدائي".

وقال أردوغان، في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم، اليوم السبت، 4 أغسطس/أب: "سنرد على الولايات المتحدة على أساس مبدأ المعاملة بالمثل"، متابعا "سأوجه تعليمات بتجميد أموال وزيري الداخلية والعدل الأمريكيين إن كان لديهما أموال في تركيا".

وأضاف أردوغان: "الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة لا تليق بالشراكة الاستراتيجية، وهي عدم احترام لتركيا"، موضحا "فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين غير منطقي وهو أمر غير مقبول".

"تركيا تعول على ضعف الموقف الأمريكي"

قالت صحيفة "فيلت" في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تركيا تعول في سياستها الحالية في الشرق الأوسط على ضعف الموقف الأمريكي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع ظاهريا يتعلق بالقس الأمريكي المحتجز حتى الآن في تركيا، أندرو برونسون، الذي سجن لمدة سنتين وسعت إدارة ترامب لإطلاق سراحه من خلف الكواليس.

وأفادت الصحيفة بأن الأتراك احتجزوا القس الأمريكي من أجل الضغط على الولايات المتحدة لتسليم فتح الله غولن، على خلفية تخطيطه لمحاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2016.

فتركيا تري ان الولايات المتحدة نفوذها في تضاؤل مستمر، بسبب انخفاض حصتها في الاقتصاد العالمي، فضلا عن أنها أصبحت مثقلة بالديون، بينما بدأت عملتها تفقد أهميتها في التجارة العالمية.

وأكدت الصحيفة أن تركيا تشعر أنها في موقع قوة، وهي تتبع سياسة الصبر وتحاول استغلال كل نقاط ضعف الأطراف الفاعلة، بهدف اتخاذ خطوة جديدة نحو بسط نفوذها في المنطقة. ويبحث أردوغان حاليا عن نقطة ضعف الولايات المتحدة، ولازال ترامب يقاوم.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد اقترح في شهر سبتمبر/أيلول العام الماضي الإفراج عن برونسون إذا سلمت واشنطن غولن، في صفقة تبادل. ولكن الولايات المتحدة رفضت الفكرة.

"قضية القس الأمريكي مجرد غطاء"

قال الباحث والمحلل التركي بركات قار على شاشة قناة العالم انه مازاد الازمة توترا بين البلدين الحرب على سوريا والتدخلات في سوريا وقضايا تعاونية في المجال العسكري مع امريكا والزعم الامريكي لبنوك تركية مولت ايران في بعض المشاريع رغم الحصار على البنوك الايرانية.

قال بركات قار أن مسألة القس الامريكي هي مجرد غطاء والمشكلة الرئيسية هي شراء منظومات دفاع جوي روسية من طراز اس 400 والتعاون مع روسيا والتعاون المستقبلي مع ايران الذي تخاف منه امريكا.

وفي سياق الحملة الامريكية ضد تركيا، قال قار ان المشكلة الاساس هي تعاون تركيا  مع روسيا وايران في المنطقة ومسالة القس هي حملة براغماتية وتراشق كلامي بين الدولتين  قد تسوى خلال فترة قصيرة.