مصر.. لغز الهجمات على الكنائس والأقباط

مصر.. لغز الهجمات على الكنائس والأقباط
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

ادعت قوات الامن المصرية في احباط هجوم انتحاري بالقرب من كنيسة السيدة عذراء بمنطقة مسطرد في القاهرة، ولكن هذه ليست المرة الأولي التي يتم فيها استهداف الكنائس في مصرففي كل مرة كان يذهب ضحيتها الكثير من الأقباط.

العالممصر

حول حادث الأخير أفاد مصدر أمنىأن الإرهابى الذى أحاط نفسه بحزام ناسف، حاول التسلل وسط الأقباط المحتفلين بمولد "العذراء" بكنيسة السيدة العذراء بشبرا لتفجير نفسه وسط أكبر حشد من الأقباط، لكن التشديدات الأمنية بمحيط الكنيسة دفعته للتراجع ومحاولة تفجير نفسه أعلى كوبرى مسطرد، مما أدى إلى انفجار الحزام الناسف ومصرعه على الفور دون سقوط أى ضحايا أو إصابات.

الهجمات الانتحارية ضد الكنائس من 2010 حتى 2017

ديسمبر 2017.. مقتل عشرة أشخاص بينهم أفراد من الأمن، وإصابة آخرين بجراح في هجوم مسلح استهدف كنيسة مارمينا في منطقة حلوان جنوبي القاهرة.

 أبريل2017.. تفجيران استهدف الأول كنيسة مارجرجس في طنطا عاصمة محافظة الغربية (شمال القاهرة)، والثاني وقع أمام الكاتدرائية المرقسية في مدينة الإسكندرية (شمالي مصر).والتفجيران تبناهما تنظيم داعش الارهابي.

فبراير 2017.. سلسلة هجمات استهدفت المسيحيين في محافظة شمال سيناء أدت إلى مقتل سبعة أشخاص على يد مسلحين مجهولين، وتسببت في نزوح الأسر المسيحية.

دسامبر 2016 .. تفجير وقع في مكان مخصص للنساء بالكنيسة البطرسية الملحقة في مجمع كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بحي العباسية في القاهرة، وخلف 25 قتيلا وإصابة خمسين. وتبنى تنظيم داعش التفجير، وهدد وقتها بتنفيذ المزيد من الهجمات.

أغسطس 2013.. سلسلة هجمات استهدفت كنائس بالتزامن مع فض قوات الأمن لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

أكتوبر 2013.. هجوم مسلح استهدف كنيسة في محافظة الجيزة بمصر، خلف مقتل أربعة أشخاص وإصابة 18.

يوليو 2013.. حرق كنيسة في منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، وذلك عقب فض اعتصام رابعة.

يناير 2011.. تفجير استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية عشية احتفالات راس السنة وقتل فيه 24 شخصا وأصيب أكثر من مئة، وكان ذلك في أواخر عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

يناير 2010.. مقتل سبعة بينهم مساعد شرطة وسقوط عشرات الجرحى أمام كنيسة بمدينة نجع حمادي محافظة قنا (جنوبي مصر) إثر هجوم مسلحين على تجمعات من الشباب في ثلاث مواقع مختلفة عقب دقائق من انتهاء قداس عيد الميلاد المسيحي.

 

السوال .. لماذا الكنائس و لماذا الأقباط؟

 

الأول.. مؤامرة تدير من الخارج

أكد يرى بعض المحللين أن دواعش هم خلف الهجمات على الكنائس ودوافع داعش في استهداف الأقباط مرتبط بمحورين أساسيين، سواء على الجانب الديني أو السياسي، مبينًا أن داعش لديها اعتقاد راسخ بأن المسيحيين كفرة على عقيدة دينية خاطئة، لذلك لزم وفق مناهجهم التكفيرية قتلهم. لكن لابد ان نسأل من هؤلاء المحللين، اذا يعتقد الدواعش بكفر و قتل المسيحيين فهل يختلف حال اليهود في رأيهم ولماذا لم يطلق الدواعش طلقة واحدة نحو اليهود والصهاينة؟!

في سياق متصل يعتقد محمد السعدني، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن داعش لها علاقات مباشرة مع أجهزة المخابرات العالمية والتي تعمل علي إحداث الفتنة الطائفية والتي تريد تضع مصر تحت الضغوط ليتدخل قوات امن أمريكية بحجة حماية الأقباط.

ويشير الي أنه خلال السنوات الماضية نجحت القوات في سد الثغرات التي كان يستهدفها التنظيم، وبالتالي يبحث التنظيم عن أسهل هدف يمكن استهدافه.

ويتفق معه في الرأي، الخبير الأمني عبد اللطيف البديني، بان الحركة الداعشية تختص الأقباط لتشويه سمعة مصر بأن الأمن المصري لا يستطيع حماية الأقباط.

فخلاصة نظرية الأول هي أن هناك مشروع ممنهج دولي لاسيما من قبل الصهيونية العالمية، لايجاد الفتن بين المسيحيين و المسلمين و ايجاد أرضية لتهجير المسيحيين من شرق الأوسط ولتدخل الغرب في بلاد اسلامية تحت ذريعة الحماية من الأقباط.

   

الثاني.. ذريعة داخلية لصرف الأنظار من مشاكل الشعب

هناك نظرية ثانية تعتقد ان الذي يقف وراء الهجمات على الكنائس والأقباط هو نفس النظام في مصر، فبرأيهم، النظام المصري عندما تتصعد الأزمات و المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة أو الأزمات السياسية ،مثل الإطاحة بالرئيس السابق المنتخب محمد مرسي، ففي هذه الأحيان تستخدم النظام  الهجمات لصرف أنظار الناس عن الحقائق و ليقول للشعب المصري : نحن مشغولون بمشكلة الأرهاب!... إرتفاع عدد الهجمات بعد سيطرة  السيسي على مقاليد الحكم يمكن ان نعتبره دليل على ذلك.

 

محمد حسن القوجاني