ما اهمية الطريق التجاري بين القرم وبحر قزوين؟

ما اهمية الطريق التجاري بين القرم وبحر قزوين؟
الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:١٥ بتوقيت غرينتش

قال غيورغي مورادوف، أن التجارة مع سوريا ستفتح أمام روسيا إمكانيات واسعة للتبادل التجاري، إذ من المخطط أن تصبح شبه جزيرة القرم منطقة رئيسية للتجارة السورية- الروسية، وستكون موانئها نقاط دخول للبضائع السورية المخصصة لروسيا بأسرها

العالم - تقارير

شبه جزيرة القرم تقع شمال البحر الأسود؛ يحدها من الشرق بحر أزوف، ومساحتها 26 ألف كم2، وسكانها مليوني نسمة وفقًا لتعداد 2001م. أهم مدنها هي العاصمة سيمفروبل، وكان اسمها فيما مضى «اق مسجد» أي «المسجد الأبيض» بلغة تتار القرم قبل أن يستولي عليها الروس.

اشتهرت سابقا لوقوع حرب القرم بها في القرن التاسع عشر. وظلت ذات أهمية قصوى في القرن العشرين لاحتواءها قاعدة بحرية روسية تعد الوحيدة من نوعها في المياه الدافئة، وهي مقر أسطول البحر الأسود الروسي.

تشهد المنطقة منذ أوائل 2014م أزمة سياسية.

كانت عاصمتها فيما مضى مدينة "بخش سراي" عندما كانت خاضعة لحكم خانات التتار، ومن مدنها المهمة أيضًا يالطا (مدينة ساحلية سياحية جميلة، وقد عُقد فيها مؤتمر يالطا بين قادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في فبراير عام 1945 ستالين وروزفلت وتشرشل)، أما مدينة سيفستوبل (كان ميناء يؤوي أسطول الاتحاد السوفييتي الضخم، والذي أصبح محل نزاع بين روسيا وأوكرانيا).

ما أهمية شبه جزيرة القرم بالنسبة الى روسيا

لا شك أن قبول انضمام القرم إلى روسيا سمح لها بإزالة الخطر المحدق بوجودها العسكري في منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لها، كما أنه رفع هيبتها كدولة تدرك مصالحها وتقدر على حمايتها..

القرم.. شبه جزيرة تجارية وسياحية بين سوريا ورسيا
من بوابة شبه جزيرة القرم، تحاول روسيا إنعاش الدولة السورية اقتصاديًا بعد سبع سنوات من العمليات العسكرية، وتسعى أيضًا إلى الاستفادة منها كسوق تجارية رئيسية تصدر منها منتجاتها الفائضة كالقمح وتستورد الفواكه والخضراوات وأصناف تجارية أخرى.

وبعد سنوات عجاف من الحرب المفروظة على سوريا عانت هذه الدولة عاجزا من الناحية الاقتصادية على مختلف القطاعات، ورغم التقدم الكبير على الأرض الذي حققته، إلا أن ذلك غير كفيل بإعادة ما تم خسارته، خاصةً أن العلاقات مع الدول المجاورة لا تزال مقطوعة، والبنى التحتية مدمرة بشكل شبه كامل.

تردد اسم القرم منذ مطلع العام الحالي، ودار الحديث حولها كنقطة رئيسية للتبادل التجاري بين سوريا وروسيا، الأمر الذي من شأنه أن يكون بادرة أولى على صعيد البوابات الاقتصادية المغلقة.

وذكرت وكالة “تاس” الروسية، أن جمهورية القرم الروسية تدرس اقتراحًا سوريًا لافتتاح دائرة للتجارة في شبه الجزيرة.

ونقلت عن الممثل الدائم للقرم لدى الرئيس الروسي، غيورغي مورادوف، أن التجارة مع سوريا ستفتح أمام روسيا إمكانيات واسعة للتبادل التجاري، إذ من المخطط أن تصبح شبه جزيرة القرم منطقة رئيسية للتجارة السورية- الروسية، وستكون موانئها نقاط دخول للبضائع السورية المخصصة لروسيا بأسرها.

منتدى يالطا خطوة أولى

فُتح باب الحديث عن تحويل شبه الجزيرة لسوق تجارية مشتركة في أثناء انعقاد منتد“يالطا الاقتصادي الدولي” .

وشارك في المنتدى حينها وفد من حكومة السورية برئاسة وزير الاقتصاد، محمد سامر خليل، إضافة إلى 80 رجل أعمال يمثلون مختلف المؤسسات.

كما شارك في المنتدى ألفا شخصية، من بينهم 220 أجنبيًا من 46 بلدًا، وتم توقيع اتفاقيات مع عدة أطراف بقيمة 160 مليار روبل (2.6 مليار دولار )

وخلال المؤتمر أكد رئيس جمهورية القرم، سيرغي أكسينوف، أن الاتفاقيات في مجالات مختلفة أهمها الزراعة والصناعة والسياحة.

بعد اختتام المنتدى، أعلن نائب محافظ سيفاستوبل، الواقعة في شبه جزيرة القرم، فلاديمير بازاروف، إطلاق خط ملاحي بين ميناء المدينة وطرطوس لتوريد الحبوب إلى سوريا.

وقال بازاروف إن هناك خططًا لزيادة حجم البضائع المشحونة بين مرفأي المدينتين، مشيرًا إلى ضرورة توسيع لائحة البضائع لإشغال هذين المرفأين، خاصة وأن سوريا تحتاج إلى المعادن ومواد البناء، وروسيا جاهزة لاستيراد المنتجات الزراعية والنسيجية السورية، بحسب قوله.

السوق التجارية المشتركة بدأ العمل بها، وقالت وسائل إعلام روسية، في تموز الماضي، إنه سيتم توريد الحمضيات عن طريق البحر إلى القرم وبعد ذلك إلى باقي مناطق روسيا، وأنه يمكن أن تصبح القرم مركزًا لإعادة تصدير هذه المنتجات إلى بلدان أخرى.

نمو كبير لروسيا

المنفعة الكبرى من تحويل شبه القرم إلى سوق تجارية مشتركة لا تعود على النظام السوري بقدر ما تعطيه للجانب الروسي.

وقالت وزارة الزراعة الروسية، لوكالة “رويترز” إن القطاع الزراعي في شبه جزيرة القرم تلقى حوالي 2.4 مليار روبل (38 مليون دولار) دعمًا من الدولة الروسية على مدار السنوات الثلاث، وإن ذلك أدى إلى التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة وزيادة الغلة.

وقالت الوزارة الروسية، “بسبب النمو الكبير للمحصول استطاعت القرم تغطية الاحتياجات المحلية لمواطني الجمهورية وتصدير فائض القمح”.

ويجري التعامل التجاري مع سوريا باستخدام سفن سورية في القوائم السوداء وسفن أخرى، وأشارت الوكالة إلى إمكانية تفريغ الحبوب التي لا يمكن تصديرها إلى أماكن أخرى بسبب العقوبات الغربية، وفي الوقت نفسه تتيح للأسد خطًا آخر للإمدادات.

وتنتج القرم حوالي 1.4 مليون طن من القمح كل عام ويتبقى للتصدير حوالي مليون طن.

ونقلت الوكالة عن مصادر الروسية أن روسيا تحرص على تنظيم شبه الجزيرة لتجارتها لتقليل العبء المالي عليها.

السياحة إلى جانب التجارة

لا يتوقف الأمر على التجارة عبر شبه الجزيرة، بل على السياحة أيضًا، وكانت سلطات مدينة ثيودوسيا في جزيرة القرم اقترحت، إطلاق رحلات سياحية بين الجزيرة وسوريا.

وقال رئيس بلدية مدينة ثيودوسيا، سيرغي فوميتش، حينها إن تنظيم الرحلات البحرية مع سوريا، سيؤدي إلى توسيع نشاط الموانئ الخمسة الموجودة في القرم.

وأضاف أن الرحلات ستفتح أيضًا المجال لنقل حمولات ضخمة من البضائع بين البلدين، وتمكن من جلب عشرات ملايين الأطنان من مختلف البضائع والمواد إلى جزيرة القرم.

اهمية طريق قرم بحر قزوين

اذن اهمية هذا الطريق التجاري الجديد انه يربط: القرم، شمال القوقاز، أذربيجان ومن ثم إلى إيران"كما وان سوريا: " أعربت عن رغبتها بفتح بيت تجاري لها في شبه جزيرة القرم  و إن "العديد من رجال الأعمال الإيرانيين أعلنوا عن استعدادهم لبناء خط تجاري على طول الطريق التالي: موانئ القرم — قناة فولغا — نهر فولغا — بحر قزوين — إيران".

وأوضح الممثل الدائم أن هذا الخط هو، أقصر الطرق وأكثرها اقتصادية، مضيفا أن طرق السيارات والسكك الحديدية سيتم تحديثها أيضا بفضل افتتاح جسر القرم.