العالم - فلسطين
وفرت مسيرة العودة مساحة واسعة للشباب الثائر، للإبداع وتصدير أشكال جديدة للعمل الشعبي المقاوم، وعلى طوال حدود القطاع وجدنا هؤلاء الشباب يطرقون أبواباً جديدة لإرهاق جيش الاحتلال واستنزافه. وخلال الأيام القليلة الماضية شهدنا تصعيداً كبيراً من المتظاهرين الذين صنعوا بطولة الإرباك الليلي، وحظيت هذه الفعالية باهتمام شبابي واضح، راقت لهم وأدركوا جدواها وهم يقتحمون نقاط التماس ويخترقون حصون جيش الاحتلال.
قدرة الشباب الثائر على تقديم الجديد
"الإرباك الليلي" كفعل وكظاهرة يعني قدرة الشباب الثائر على تقديم الجديد، وعملياً يفتح المجال أمام مزيد من الإبداع خصوصاً وأنها جاءت على إثر مجموعة خطوات سابقة أربكت منظومة الاحتلال الأمنية وجعلته يبقى عاجزاً حتى أمام الطائرات الورقية والبالونات، وتخوفات الاحتلال من هذه الظاهرة الليلية أنها مكنت الشباب من اقتحام الدشم العسكرية لجيشه، وبالتالي فإننا اليوم أصبحنا مع شباب مؤمن بأسلوبه وبطريقته أرسل البالونات أولاً واليوم يترجل ليقتحم ويضرب الرواية الأمنية للاحتلال، ويخلق بلبلة بين جنوده ويزيد من حالة عدم ثقته في قيادته المتهربة من غزة ومقاومتها.
كوماندز المقاومة سيكون قادراً على تغيير الواقع
وإذا كانت بعض الألعاب النارية وأصوات الصافرات جعلت الجنود يهربون من مواقعهم، فإن كوماندز المقاومة سيكون قادراً على تغيير الواقع الجيوسياسي في المواجهات القادمة مع قوات الاحتلال في مناطق غلاف غزة.
شبان من وحدات "الإرباك الليلي" يقارعون الاحتلال
وشرعت وحدات "الإرباك الليلي" في إشعال الإطارات المطاطية قرب حدود قطاع غزة الشرقية، وبدأت بتسليط أضواء "الليرز" صوب جنود الاحتلال، للعمل على إحداث ارباك في صفوف الاحتلال.
ويصدرون الشبان أصواتًا عالية، ويعملون على مقارعة جنود الاحتلال الذين استنفروا في المكان، وأطلقوا النار والقنابل بشكل مكثف صوب الشبان.
وتعمل وحدة "الإرباك الليلي" التي بدأت نشاطها مؤخرًا، على مقارعة الاحتلال وإشعال الإطارات المطاطية والتسلل إلى السياج الفاصل ومواجهة الجنود عن قرب.
وتضاف هذه الوحدة إلى عدة وحدات ظهرت منذ بداية مسيرات العودة وأهمها "وحدة الكوشوك، ووحدة الطائرات والبالونات الحارقة، ووحدة قص السلك، ووحدة المساندة"، وغيرها من الوحدات والأساليب المبتكرة في مواجهة جنود الاحتلال.
وحدة شبابية تؤرّق الاحتلال
وتتجمهر مجموعات من الشبان الفلسطينيين عند العاشرة والنصف من مساء كل يوم على طول الحدود الزائلة مع قطاع غزة، لمباشرة أعمال الإرباك والإزعاج ومشاغلة جنود الاحتلال المتمركزين في ثكناتهم العسكرية، فيما بات يعرف بوحدات "الإرباك الليلي".
ويعمد المشاركون إلى إشعال إطارات مطاطية، وعندما يتصاعد دخانها الأسود ليحجب الرؤية، تتسلل مجموعات صغيرة من خلال السياج الأمني وتقوم بقطعه، ومن ثم تواجه جنود الاحتلال عن قرب، الأمر الذي أدى إلى حالة من الإرباك على الحدود، ودفعت بالاحتلال إلى إرسال تعزيزات ومعدات جديدة.
وقبل أيام تمكن العشرات من الشبان من إحدث حالة من الهلع والخوف في صفوف المستوطنين في عدد من المواقع شرق غزة وجنوبها، بعد أن عبروا الحدود تحت غطاء كثيف من دخان الاطارات، ومن ثم أطلقوا صافرات الانذار عبر مكبرات الصوت، ما دفع المستوطنين للاختباء في الملاجئ طنا منهم أن صواريخ للمقاومة اطلقت صوبهم من غزة.
"وحدات الإرباك الليلي" تعبر الحدود
وعبرالعشرات من الشباب الثائر الحدود شرق جباليا شمال قطاع غزة بعد قص السلك الشائك ضمن الفعاليات اليومية لما أطلق عليها وحدة الإرباك الليلي.
وتحاول الوحدة إبقاء جنود الاحتلال في حالة استنفار دائم على الحدود لاستنزافهم ضمن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار التي دخلت أسبوعها الـ25.
وتمكن الشبان من عبور الحدود شرق جباليا والوصول لما يسمى موقع أبو صفية العسكري وإشعال الإطارات وقص السلك الشائك وسحبه.
أطلق جنود الاحتلال الأعيرة النارية وقنابل الدخان والغاز المسيل للدموع صوب الشبان ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات الاختناق.
مصادر اسرائيلية تحذر من مخاطر وحدة الإرباك الليلي
وتطرقت وسائل الإعلام العبرية إلى نشاطات الإزعاج التي يقوم بها الشبان الفلسطينيين على الجدار الحدودي في ساعات الليل من كل يوم .
ووفقا لمصادر اسرائيلية رفيعة فإن الحديث يدور عن ظاهرة خطيرة جدا ، حيث تتسبب هذه الأعمال في إزعاج وإرباك جنود الجيش الاسرائيلي المنتشرين على طول الحدود مع قطاع غزة ،وكذلك سكان المستوطنات القريبة من الحدود في غلاف غزة .