هل يشعل لهيب حلب نار الحرب في إدلب؟

هل يشعل لهيب حلب نار الحرب في إدلب؟
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

في أول تحد واضح لاتفاق إدلب قصفت "هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لجماعة جبهة النصرة الإرهابية المنتشرة شمال غربي حلب، أحياء المحافظة السكنية بعشرات الصواريخ، ما أدى إلى وقوع ضحايا وإصابات بين المدنيين، وخسائر مادية كبيرة.

العالم - تقارير

والهجوم الذي شنه المسلحون، ليس هو الاستفزاز الاول الذي قام به مسلحو الهيئة حيث أفاد مايسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن المسلحين قاموا بمداهمة بلدة باتبو بريف حلب الغربي وسط استياء شعبي في المنطقة من الممارسات التعسفية التي تعمد إليها "هيئة تحرير الشام" في مناطق مختلفة من ريفي حلب وإدلب.

وفي السياق ذاته، أفاد المرصد ايضا بأنه تم رصد استنفارات وتعزيزات مسلحة لـ"هيئة تحرير الشام" في مناطق متفرقة من ريف إدلب الشمالي عند الحدود مع تركيا، حيث عززت "تحرير الشام" حواجزها في دير حسان وباب الهوى وقاح ومناطق أخرى شمال إدلب وغرب حلب.

هذه التحركات تبعها مساء الاربعاء هجوم كبير على احياء حلب حيث قاموا بإمطار الاحياء السكنية بالإضافة إلى نقاط الجيش السوري بأكثر من 40 قذيفة صاروخية، ما دفع وحدات الجيش السوري للرد على مصادر إطلاق النيران بقصف مواقع مسلحي الهيئة بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ.

وأمطر مسلحو "هيئة تحرير الشام"، أحياء الخالدية والأعظمية والأكرمية والشهباء الجديدة، وسيف الدولة، وحلب الجديدة، والمتحلق، وشارع النيل، إضافة إلى نقاط الجيش السوري، مساء اليوم الأربعاء بأكثر من 40 قذيفة صاروخية، ما دفع وحدات الجيش السوري للرد على مصادر إطلاق النيران بقصف مواقع مسلحي الهيئة المنتشرة شمال غربي حلب بسلاحي المدفعية وراجمات الصواريخ، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وميليشيات الهيئة على أطراف جمعية الزهراء شمال غربي حلب.

هذا وقام قائد ميداني في الجيش السوري بالتعليق على هذه الاشتباكات قائلا: إن استهدافات المدفعية السورية لمواقع المسلحين أتت بعد اعتداءات ميليشيات هيئة تحرير الشام المتكررة والرعناء على المدنيين من داخل المنطقة منزوعة السلاح، موضحا أن مسلحي الهيئة قاموا خلال الأيام الأخيرة بتحصين وتدشيم مواقعهم على جبهة ريف حلب الشمالية الغربية، وبنقل عتاد وأسلحة ثقيلة وذخائر متنوعة إلى هذه الجبهات، وأن وحدات الجيش تقوم حاليا باستهداف هذه المجموعات الإرهابية بعدة وسائط نارية مناسبة.

ويرجح أن تنظيم النصرة بدأ جولته الجديدة من القصف ردا على ما تناقلته وسائل الاعلام عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تأكيده انسحاب قسم كبير من العناصر المتشددة والأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية، موضحا أن انتهاك وقف إطلاق النار في المنطقة انخفض بنسبة 90 بالمئة.

من جانبه اعاد وزير الدفاع السوري العماد أيوب التأكيد على أن الدولة السورية ستتعامل مع بقية المناطق التي مازالت تراهن عليها واشنطن باحدى طريقتين إما المصالحات المحلية والعودة لسيادة الدولة أو سيتكفل الجيش العربي السوري بتحريرها كما كان عهده في بقية المناطق عبر السنوات الماضية.

لافتا إلى أن محافظة إدلب مثلها مثل أي منطقة سورية وستعود إلى كنف الدولة السورية سواء رضي من لا يريدون الخير لسوريا أم رفضوا.

اتفاق ادلب الذي توصلت اليه روسيا وتركيا في سوتشي لا يريد احد من الاطراف وخصوصا الجانب التركي التضحيه به حيث خرجت اليوم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كاشفة عن مدي نجاح مسير هذا الاتفاق.

واعلنت بأن مذكرة التفاهم الروسية التركية حول إدلب تنفذ بنجاح، بالرغم من انتهاك الإرهابيين نظام وقف إطلاق النار.

وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي ان  "الأوضاع (في سوريا) ليست سهلة. وبالرغم من ذلك فإن المذكرة بالمجمل تنفذ بنجاح في مناطق خفض التصعيد في ادلب".

وأضافت الدبلوماسية الروسية أن الإرهابيين الذين لا يزالون في إدلب يواصلون بين الفينة والأخرى تنفيذ استفزازات مسلحة هناك.

بالتاكيد ان ما يقوم به مسلحو "هيئة تحرير الشام" او غيرهم من تحركات استفزازية هو عبارة عن صحوة الموت لهم فكل الشواهد والتاكيدات حتى الغربية منها تكشف ان الوضع في سوريا يسير نحو اتجاه واحد وهو تحرير كافة الاراضي والمناطق دون استثناء ليتحسر الغرب وخصوصا واشنطن على اخفاقاتهم المتتالية رافعين الراية البيضاء على استحياء.

ومن الواضح ان اتفاق ادلب يجب ان يحرص عليه الجانب التركي والمسلحين الذي وافقوا على بنوده اكثر من اي جانب اخر لانه حسب ما صرح به وزير الدفاع السوري فان الجيش السوري على اتم الاستعداد لتحرير كافة اراضيه لذلك هذا الاتفاق يعتبر طوق النجاة الاخير الذي يفصلهم عن ام المعارك ادلب قبل ان يتكبدوا الهزيمة النكراء على يد قوات الجيش السوري.