شاهد بالفيديو/ بهذه العبارات..طلاب لبنانيون يواجهون استاذا أميركيا متصهينا

الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

اعتصم طلاب الجامعة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت رفضاً لإلقاء الدكتور الأميركي جيف ماكماهان الذي يعمل مستشاراً لقسم الفلسفة في الجامعة العبرية في القدس، محاضرة عن "إعادة النظر في أخلاقيات الحرب"، وعبروا عن رفضهم للتطبيع الأكاديميّ مع الكيان الصهيوني.

العالم - لبنان

"لن نسامح، لن نبيع، ولن نوافق على التطبيع"، بهذه العبارة واجه طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتور الأميركيّ جيف ماكماهان الذي استدعته إدارة الجامعة لإلقاء محاضرة عن "إعادة النظر في أخلاقيات الحرب"، فانقلبت المحاضرة، ليعطي هؤلاء الطلاب باعتصامهم واعتراضهم درساً أقوى في الأخلاقيات من "فلسفة" المطبّعين.

وحملوا العلم الفلسطينيّ، وهتفوا بعبارات تدعم القضية الفلسطينية وتناهض التطبيع... بهدف إلغاءها، فطُلب منهم المغادرة، وللراغبين البقاء، وأتى الجواب سريعاً "نحن طلاب الجامعة وأهلها، ومن عليه الخروج من هذه القاعة هو ماكماهان".

وأكد أحد الطلاب المنظمين للاعتصام لموقع الميادين، أنّ "المحاضرة أُعلن عنها قبل وقت قصير، وأنهم علموا بالصدفة بعد بالبحث عن اسم المحاضر وصفته أنّه مستشار لجامعة إسرائيلية، لذا قرروا تنظيم الاعتصام بعد تواصلهم مع المنظمين الذين لم يتجاوبوا".

وأوضح الطالب أنّهم "أرسلوا رسالة إلى منظم المحاضرة الدكتور بشار حيدر وأبلغوه فيها موقفهم، فرد عليهم بإحترامه لرأيهم لكن دون مشاركته له، مبرراً استضافة ماكمهان باعتبار أنّه غير إسرائيليّ وأن الجامعة لم تتعامل مع مؤسسة إسرائيلية".

وسبق لطلاب النادي الثقافي الجنوبي والنادي الثقافي الفلسطيني ونادي السنديانة الحمراء في الجامعة، والذين نظمّوا الإعتصام، أن أرسلوا إلى الدكتور ماكماهان بريداً إلكترونياً، دعوه فيه إلى الإنسحاب من المحاضرة ومساندة موقفهم الرافض للتطبيع، ليعتبر ماكماهان في رده المطوّل أنّ "مقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين هو شكل من أشكال العقاب الجماعي، وهو "ظلم""، ليضيف: "أنا أقف إلى جانبكم في الإيمان بأن معاملة الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين كانت دائماً ظالمة للغاية، لكن أنا اختلف معكم حول التكتيكات التي تستخدمونها لتحقيق العدالة للفلسطينيين".

وأكد الطلاب في بيانهم خلال الاعتصام، إدانتهم "استضافة أستاذ ملتحق حالياً بمؤسسة إسرائيلية، لأنه مساهم مباشر في إضفاء الشرعية على الكيان الإسرائيلي، وشرعية "إسرائيل" ليست مسألة نناقشها من وجهة نظرنا".

وأضاف البيان: "ليس هناك حق لـ "إسرائيل" في الوجود، إنّها كيان استعماري، وفي هذا الصراع تحديدًا، هناك جانبان فقط، إمّا مؤيّد لحق الفلسطينيين في السيادة الكاملة على أراضيهم، أو "إسرائيل "الاستعمارية". وتوجه البيان في ختامه إلى ماكماهان بالقول: "نود التأكيد على أنك غير مرحب بك هنا".

موقف طلاب الجامعة وطنيّ وقوميّ وإنسانيّ

وتعليقاً على ما حصل، اعتبر العضو المؤسس في "حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان"، الدكتور سماح إدريس، في حديث مع "الميادين نت"، أنّ "ماكماهان هو مستشار قسم الفلسفة في الجامعة العبرية، وهو بذلك مشارك في تعزيز مكانة جامعة محتلة مشيدة على الأرض الفلسطينية المسروقة، وجامعة تسهم في ترويج السردية الإسرائيلية، وتشكّل تلميعاً أكاديمياً لكيان قام على التهجير والاحتلال والعنصرية".

وأكد إدريس أنّ "طلاب الجامعة الأميركية اتخذوا الموقف الوطني والقومي والإنساني الطبيعي، وهو رفض الفصل بين محاضرة الباحث ووظيفته الداعمة للجامعة المحتلة. وعملهم يأتي متسقاً تماماً مع نشاط حملة المقاطعة في لبنان والوطن العربي والعالم، ويأتي صفعة لكل جهود التلميع التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو الدموية".