تركيا تستعين بـ "عفريت خاشقجى" لإيجاد جثته !

تركيا تستعين بـ
السبت ٢٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

لا تزال قضية الصحفي السعودي المغتال جمال خاشقجي تتصدر الأجندة العالمية، بعد أن أصبحت فضيحة عالمية بسبب الطريقة البشعة التي قتل بها داخل حرم دبلوماسي ويوما بعد يوم يضيق الخناق على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تشير جميع الأدلة والقرائن إلى تدبيره استدراج خاشقجي واغتياله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الجاري.

العالم - السعودية

قبل اغتياله… خاشقجي يصرح بمعلومات خطيرة!

نشرت شبكة “غلوبال نيوز” الكندية، مقابلة أجرتها مع الصحفي السعودي المغتال جمال خاشقجي، قبل أشهر من مقتله، تحدّث فيها عن اضطراره للصمت أحيانًا بسبب تهديدات يتعرض لها.

وكانت الشبكة الإخبارية قد أجرت المقابلة مع خاشقجي في 6 أغسطس/ آب الماضي، عقب أزمة سياسية اندلعت بين السعودية وكندا، على خلفية ملف الحريات وحقوق الإنسان.

وقال خاشقجي في المقابلة التي زوّدتها “غلوبال نيوز” لوسائل الإعلام الكندية أمس الخميس: “رغم أنني أعيش في واشنطن، فأنا أحيانا أصمت، لأن هناك تهديدات كثيرة”.

ووصف خاشقجي نقل كندا انتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط إلى أجندة الدول الغربية بـ”الأمر الجيد”.

فيما اعتبر أن “المواجهة بين السعودية وكندا لا داعي لها إطلاقا، ويمكن إدارة الأزمة من خلال القنوات الدبلوماسية”.

كما رأى أنه “يمكن للإدارة السعودية أن تقول لماذا تهتم كندا بمسائلها الخاصة”، متسائلا: “لكن لماذا يصعّدون الأمور إلى مستوى أعلى؟”.

وفي أغسطس/ آب الماضي، اندلعت أزمة بين الرياض وأوتاوا، على خلفية دعوة وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، السعودية إلى الإفراج عمن أسمتهم “نشطاء المجتمع المدني” تم توقيفهم في المملكة.

واستدعت السعودية سفيرها لدى كندا، معتبرة سفير الأخيرة لدى الرياض، “شخصا غير مرغوب فيه”، على خلفية ما عدته الرياض “تدخلا صريحا وسافرا في الشؤون الداخلية للبلاد”.

وفي ذات الصدد، أشار خاشقجي إلى حاجة الدول العربية إلى انتقادات من كندا، مضيفا أن “العالم العربي يشكل 5% من سكان العالم، لكن 50% من اللاجئين يأتون من هذه الدول”.

أردوغان: ناقشنا قضية مقتل خاشقجي خلال القمة الرباعية

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم السبت إنه قدم تفاصيل بشأن قضية قتل خاشقجي خلال محادثات ثنائية أثناء القمة الرباعية مع زعماء روسيا وفرنسا وألمانيا.

وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك بعد القمة في اسطنبول أنه يتعين أن تقدم السعودية إجابة على من أرسل الأشخاص الثمانية عشر الذين يعتقد بأنهم مسؤولون عن قتل خاشقجي.

التنسيق الأوروبي في الرد على مقتل جمال خاشقجي

وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بالتنسيق بين الدول الأوروبية للوصول إلى رد فعل "متناسق" على قضية مقتل خاشقجي.

وقال متحدث باسم الرئاسة الفرنسية لـCNN إن ميركل وماكرون طالبا برد فعل "متناسق" بشأن مقتل خاشقجي.

وطالب الزعيمان الأوروبيان بالتنسيق بين الدول الأوروبية في فرض "عقوبات"، وبما يتعلق بمبيعات الأسلحة، وفقا لما قاله المتحدث لـCNN.

يذكر أن ماكرون وميركل التقيا على هامش القمة الرباعية بشأن مستقبل سوريا، والمنعقدة في إسطنبول بمشاركة روسيا وتركيا إلى جانب فرنسا وألمانيا.

تركيا تستعين بـ "عفريت خاشقجى" لإيجاد جثته !

وذكرت صحيفة "حريت" التركية اليوم، السبت، أن الشرطة التركية تلقت اتصالات هاتفية من مجموعة من "العرافين والدجالين" ممن يقرأون الطالع فى إسطنبول، وقالوا إنهم شاهدوا في الحلم موقع جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي وعثروا على رفاته.

وأوضحت "حريت" أن العرافين والدجالين أكدوا قدراتهم السيكولوجية الاستثنائية على جمع معلومات دقيقة عن مكان جثة خاشقجي، وأنهم اتصلوا من مختلف أنحاء العالم بشبح أو عفريت خاشقجي، وهو الذي كشف لهم عن مكان الجثة.

وأكدت الصحيفة التركية أن مسئولين رفيعى المستوى فى إسطنبول أكدوا أن مكالمة العرافين والدجالين جاءت في مرحلة حرجة من تحقيقات العثور على جثة خاشقجي.

قتلة خاشقجي كانوا مرحين وشربوا الخمر بعد الجريمة

وروى سائق سيارة تركي شهادة مفصلة لبعض الأحداث التي جرت يوم قتل خاشقجي وتصرفات بعض أعضاء فريق الاغتيال السعودي.

وأجرت قناة "أي نيوز" الإخبارية التركية الخاصة حوارا مع سائق السيارة التي أقلت بعض أعضاء فريق الإعدام، الذي قتل خاشقجي بُعيد دخوله القنصلية في الثاني من الشهر الجاري، من الفندق إلى مطار أتاتورك.

وقال السائق -الذي قامت القناة بتغطية وجهه- إن السعوديين من أعضاء الفريق الذين كانوا في سيارته كانوا مرحين بعد مقتل خاشقجي، وكانوا يدخنون السجائر ويتناولون خمورا أخذوها من الفندق الذي حجزوا فيه.

وأضاف أنه استطاع التعرف على قائد الفريق السعودي، وهو العقيد ماهر عبد العزيز مطرب، من الصور التي نشرت بعد الحادثة، وأنه شهد تحركات غير عادية بمحيط القنصلية بعد دخول الصحفي السعودي إليها في الواحدة والربع ظهرا.

وفي روايته لبعض أحداث ذلك اليوم، قال السائق التركي إنه لاحظ أن المواطنين السعوديين كانوا ينهون معاملاتهم في القنصلية خلال نصف ساعة على الأكثر، في حين لم يخرج جمال خاشقجي من القنصلية، ومُنع دخول المواطنين السعوديين للقنصلية بعد دخول خاشقجي إليها.

وكانت هذه الأمور غير المعتادة من بين تحركات أخرى مريبة أو مفاجئة وقعت بعد توديع خاشقجي خطيبته التركية خديجة جنكيز ودخوله القنصلية، بما في ذلك خروج ثلاث سيارات كان زجاج إحداها معتما، كما ورد في الرواية نفسها.

البحث عن جثة خاشقجي في شبكة الصرف الصحي بإسطنبول

وأجرى خبراء متخصصون فحصاً لشبكة الصرف الصحي في الشارع الذي تقع به القنصلية السعودية في إسطنبول، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في مقتل خاشقجي.

وأفادت وكالة "الأناضول" التركية بأن موظفين من شركة خاصة فحصوا الشبكة، أمس الجمعة، باستخدام كاميرات مُسيَّرة؛ أنزلها فريق الفحص في قنوات الصرف الصحي بالشارع.

وذكرت وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، أن مَركبة فريق الفحص غادرت المنطقة عقب إتمام الفحص، ولم يتسنَّ للوكالة الحصول على معلومات أكثر  عن الخبراء أو الجهة التي كلَّفتهم ذلك.

أكثر من 160 منظمة دولية تدعو للتحقيق بقضية خاشقجي

ودعت أكثر من 160 منظمة دولية، يوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق دولي في قضية مقتل خاشقجي ومحاسبة السلطات السعودية.

وذكرت المنظمات في بيان مشترك أن "على المجتمع الدولي إجراء تحقيق عاجل ومستقل وشفاف في قضية الصحفي السعودي، جمال خاشقجي".

وخلال اليومين الماضيين تصاعدت مطالبات المنظمات الحقوقية التي تدعو الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي نزيه في قضية مقتل خاشقجي، ومعاقبة جميع المتورطين في عملية الاغتيال، بغض النظر عن مناصبهم الحكومية، ومنهم ولي العهد محمد بن سلمان.

منظمة العفو الدولية (أمنستي) جددت مطالبتها بـ"إجراء تحقيق عاجل ومستقل وشفاف في مقتل خاشقجي". وقالت المنظمة الحقوقية في تغريدة عبر "تويتر"، إن هذا المطلب يهدف إلى "ضمان عدم تمرير هذه الجريمة من خلال أي صفقة سياسية من شأنها أن تخفي حقيقة ما جرى".

وجاء تأكيد المنظمة الدولية بعد يوم من إصدار بيان مشترك مع "هيومن رايتس واتش" و"مراسلون بلا حدود" و"لجنة حماية الصحفيين" الخميس، يطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وفي مؤتمر صحفي مشترك بمقر الأمم المتحدة، قال روبرت ماهوني، نائب المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين: إنه "يتعين على تركيا أن تدعو الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق موثوق به وشفاف"، على اعتبار أن مشاركة الأمم المتحدة في التحقيق ستكون أفضل ضمانة ضد محاولات تجنيب السعودية أي انتقاد بذريعة الحفاظ على المصالح الاقتصادية.

من جهتها، اعتبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة في حالات الإعدام خارج القضاء، أغنيس كالامارد، في تصريح صحفي، أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي وقع ضحية إعدام غير قانوني، وأن قاتليه على مستوى عالٍ "يكفي لتمثيل الدولة".

ودعت كالامارد إلى "إجراء تحقيق مستقل لمتابعة نتائج التحقيقات التي تجريها تركيا والسعودية"، بحسب وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية.

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أنها "لا تحتاج لشخص آخر مرتبط بالجريمة للاستنتاج بأن هناك حالة إعدام خارج القضاء".