العالم - خاص بالعالم
وكأنها مبادرات من السعودية لإثبات حسن النوايا والجدية بدعم التحقيقات؛ تأتي زيارة النائب العام السعودي؛ سعود المعجب؛ للقنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية حيث قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مطلع الشهر الجاري. المعجب يلتقي نظيره التركي عرفان فيدان لبحث حيثيات القضية.
وفي آخر الأنباء حول الجريمة كشفت صحيفة الصباح التركية المقربة من الحكومة، أن مهندس عملية قتل خاشقجي هو أحمد عبد الله المزيني، الذي يشغل منصبا رسميا بالقنصلية السعودية. وأضافت الصحيفة أن المزيني أخذ أمر الإعدام من نائب رئيس الاستخبارات السعودية أحمد العسيري الذي كان يعمل تحت وصاية ولي العهد محمد بن سلمان.
ورفضت السعودية طلب أنقرة تسليمها ثمانية عشر سعوديا يشتبه بتورطهم بقتل خاشقجي، وكان أردوغان قد طالب الرياض بأن تكون المحاكمة في اسطنبول حيث قتل الصحفي السعودي.
يبدو الرئيس التركي مصرا على كشف ملابسات قضية خاشقجي... طرح أسئلة ما زالت تفتقد للإجابة. فأردوغان طلب معرفة مكان الجثة بعد اعتراف الرياض بمقتله؛ ثم إنه تساءل عن 18 سعوديا معتقلين في إطار التحقيقات ومن أرسلهم إلى تركيا؟ وركز أردوغان على المتعاون المحلي الذي أعلن عنه وزير الخارجية السعودي؛ معتبراً المسألة برمتها متعلقة بشخصيته.
تركيا اعتبرت أن منفذي اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أرادوا التآمر عليها. مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم ياسين أكتاي؛ اعتبر أن الهدف من العملية كان ضرب عشرة عصافير بحجر واحد من بينها خاشقجي؛ إلا أن الهدف الأساس كان تركيا. فهم أرادو توريطها وتحميلها مسؤولية اختفاء صحفي على أراضيها؛ وتشويه سمعتها على الساحة الدولية؛ أكتاي اعتبر أن الأشخاص المتهمين؛ مسؤولون في الدولة السعودية؛ وأن رجال الدولة لا يقومون بأمر دون توجيه. معتبراً أن من خطط لهذا العمل وقع في الحفرة التي حفرها بنفسه.
أما منظمة هيومن رايتس ووتش قالت إن الاغتيال الوحشي للصحفي السعودي لم يكن مجرد مهمة اتخذت مسارا خاطئا، بل نتيجة إهمال السعودية الخطير لحقوق الإنسان والاعتقاد بأن حكم القانون لا ينطبق على ولي العهد محمد بن سلمان وقادة المملكة الآخرين، ودعت المنظمة قادة العالم والصحفيين إلى المطالبة بوضع حدّ لانتهاكات السعودية الحقوقية الخطيرة وإنصاف ضحاياها. كما وجهت أسئلة لولي العهد السعودي تتعلق بقضايا الحريات العامة في المملكة وحقوق المرأة والناشطين في مجال حقوق الإنسان والحرب في اليمن.