من هو رئيس البرازيل الجديد ولماذا يُوصف بـ"ترامب البرازيلي"؟!

من هو رئيس البرازيل الجديد ولماذا يُوصف بـ
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٨ بتوقيت غرينتش

انتهت الإنتخابات الرئاسية في البرازيل أمس الأحد 28 أكتوبر بعد الجولتين الأولى والثانية بفوز مرشح اليمين المتطرف "جايير بولسونارو" إثر حصوله على أكثر من 55 بالمئة من أصوات الناخبين.

العالم - تقارير

فوز معسكر اليمين المتطرف أو كما شاعت تسميته بـ "أقصى اليمين" في الإنتخابات التي دُعي إليها 147 مليون ناخب، قد أثار مخاوف من السياسات التي سيتخذها العسكري السابق بولسونارو لأن التصريحات التي صدرت منه حتى الآن في مختلف المسائل والقضايا تؤكد أن الأخير لن يكون رئيس جميع الشعب بشتى فئاته وإنتماءاته السياسية والإجتماعية والعرقية.

وقد عُرف عن بولسونارو أنه بذيء اللسان وعدوّ لـ "النساء ومواطنين من أصول أفريقية" والتصريحات المهينة التي أدلى بها في حملته الإنتخابية في حق النساء و ذوي الأصول الأفريقية قد أثارت إستياء وقلق شريحة واسعة من الشعب.

ويصف بولسونارو معارضيه بالذين لا يستحقون الحرية والعيش في البرازيل ويؤكد أنه يجب سجنهم أو نفيهم من البلاد، وفي هذا الصدد قال إن منافسه "فرناندو حداد" يجب أن "يتعفن في السجن مثل الرئيس السابق لولا داسيلفا".

كما يُعدّ بولسونارو من أعداء حرية الصحافة وقد هدد صحيفة "فولها" لأن هذه الصحيفة كشفت عن أسماء الشركات التي موّلت إرسال ملايين رسائل "واتس أب" إلى المواطنين لصالح مرشح اليمين المتطرف.

واللافت في الأمر ان ضابط الإحتياط في الجيش البرازيلي بولسوونارو يشيد بحقبة الديكتاتورية التي جثمت على صدر شعب أكبر دولة بأمريكا اللاتينية وثالت أكبر دولة في الأمريكيتين منذ عام 1964 حتى عام 1985 حيث دبّر الجيش البرازيلي عام 1964 إنقلاباً بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وأطاح بنظام الرئيس المنتخب "جواو غولار" وتولى السلطة حتى عام 1985 وحكم الشعب بقبضة حديدية تحت قيادة حكومات عسكرية متعاقبة لمدة واحد وعشرين عاماً.

وإستغل بولسونارو الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تمرّ بها البرازيل لبناء شعبيته لأن البلاد تعاني من تضخم حادّ وبطالة مرتفعة والحرمان من الرعاية الصحية والفساد المالي، ولرفع شعبيته وعد الرئيس المنتمي إلى الحزب الإشتراكي الليبرالي بأنه سيحلّ أزمات بلاده بقبضة حديدية.

البطالة من أعظم الأزمات التي تواجه البرزايل بحيث يقدّر عدد العاطلين عن العمل بـ 13 مليون شخص.

وتساوقاً مع خلفيّته العسكرية ونزعته الديكتاتورية، تعهد بولسونارو بأن الحكومة التي سيشكّلها سيكون ثلث أعضاءها من العسكريين! وفي هذا السياق يجب لفت الإنتباه إلى نتائج إستطلاع للرأي نشرت يوم الجمعة الماضي والتي تبيّن أن نصف البرازيليين يُبدون خشيتهم من عودة الديكتاتورية إلى بلادهم.

ويُعدّ بولسونارو من الداعمين لحمل السلاح إذ أن البرازيل تُعتبر من أكثر البلدان عنفاً في العالم حيث يصل معدل الجريمة في هذه الدولة اللاتينية 60 ألف جريمة قتل سنوياً ومن أقواله المشهورة إنه "يجب مقابلة العنف بالعنف ولا مجال للحب والسلام".

والجدير بالذكر أن بولسونارو لم يحضر في أي من المناظرات التلفزيونية الستة التي شارك فيها منافسه فرناندو حداد لبحث البرنامجين الإنتخابيين للمرشحين المتنافسين.

يقدّم بولسونارو (63 عاماً) نفسه بـ "منقذ البرازيل من الركود الإقتصادي" إلا أن خبراء إقتصاديين يعتقدون أن حل أزمة العجز الكبير في موازنة البلاد في ظل الإنقسامات التي تسود الكونغرس (البرلمان) يُعدّ أمراً صعباً وربما بعيد المنال.

ويوصف بولسونارو في بلاده بـ "ترامب البرازيلي" لإعجابه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصريحاته العنصرية والمهينة التي لا تقلّ بشاعة وشناعة عن تصريحات نظيره الأمريكي الذي وصف في إحدى تصريحاته المثيرة حول الهجرة، الدول اللاتينية والأفريقية التي يتدفق منها المهاجرون نحو أمريكا بـ "البؤر القذرة".