داعش والاكراد.. ورقة امريكا وتركيا في شرق الفرات

داعش والاكراد.. ورقة امريكا وتركيا في شرق الفرات
الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٣ بتوقيت غرينتش

بعد إكمال تركيا خطتها لإقامة منطقة منزوعة السلاح في ادلب بموجب اتفاق سوتشي الذي توصلت اليه مع روسيا في سبتمبر الماضي، قام الجيش التركي، في مطلع الاسبوع الجاري بقصف مواقع القوات الكردية شرقي نهر الفرات، وذلك بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده التركيز على هذه المنطقة الواقعة في شمال سوريا.

العالم-التقارير

وفي هذا السياق أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، مجددا أن بلاده أكملت خططها واستعداداتها لتدمير "الإرهابيين" في شرق نهر الفرات بسوريا، وأن أنقرة ستطلق قريبا عمليات أوسع نطاقاً وأكثر فعالية في تلك المنطقة. وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل الفصيل الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أميركيا كمنظمة إرهابية.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية في الوقت الحالي على مساحة من الأراضي في شمال سوريا وشرقها، وهي أكبر جزء من البلاد خارج سيطرة الحكومة السورية.

واعلنت تركيا الاحد الماضي قصف منطقة زور المغار الواقعة إلى الغرب من منطقة عين العرب شمالي سوريا بالإضافة "ملاجئ" تابعة لقوات حماية الشعب الكردية شرقي الفرات في كوباني بشمال سوريا.

القصف التركي جاء بعد ساعات من استعادة تنظيم "داعش" الارهابي السيطرة على جيب "هجين" في محافظة دير الزور وطرد منه قوات سوريا الديمقراطية، في هجوم مباغت أسفر عن مقتل 68 عنصرا من القوات الكردية.

وبحسب المراقبين فان التطورات الاخيرة في شمال سوريا تكشف عن وجود تنسيق بين الجانبين التركي والامريكي، حيث انطلقت العملية العسكرية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرقي الفرات وسط تغيب امريكي شبه تام، والمعروف ان قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية هي الحليف الرئيسي على الأرض للولايات المتحدة وشركائها في التحالف الامريكي.

ويرى المراقبون ان العمليات التي شنها "داعش" ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا- المنطقة التي تخضع لسيطرة امريكا- تشير الى ان اميركا مهدت الارضية لاستعادة التنظيم الارهابي نشاطه السابق من خلال غض الطرف عما يجري في هذه المنطقة من جهة، وحصلت على الذريعة لاستمرار تواجدها غير الشرعي في سوريا من جهة اخرى.

وعلى الصعيد ذاته أعلن الحشد الشعبي، حالة التأهب على الحدود العراقية السورية، عقب سقوط مواقع لقوات سوريا الديموقراطية تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، تحسبا لأي طارئ ومواجهة أي تحرك للعدو الداعشي، خصوصا أنه يستغل سوء الأحوال الجوية للتسلل أو مهاجمة القطعات.

وكانت مصادر اعلامية كشفت مؤخرا أن تركيا أوعزت للفصائل المسلحة في إدلب وريف حلب الغربي والشمالي بالاستعداد للتوجه إلى شرق الفرات في الشمال السوري لمواجهة القوات الكردية التي تسيطر على المنطقة.

وبينت مصادر إعلامية مقربة من "الجبهة الوطنية للتحرير"، أكبر فصائل تابعة لتركيا في إدلب وحلب، لـصحيفة "الوطن" السورية، أنها تبلغت مع "درع الفرات"، التي تسيطر بمؤازرة الجيش التركي على مناطق شمال وشمال شرق حلب، بضرورة الاستعداد العسكري لعبور نهر الفرات إلى ضفته الشرقية حيث ميليشيا "قسد" والوحدات الكردية لخوض معارك ترغمها على الانسحاب من المنطقة على الرغم من تعثر تطبيق "المنزوعة السلاح" في أرياف إدلب واللاذقية وحماة وحلب.

الى ذلك صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء، أن تركيا ستكون أول من يتدخل في حال أخلّت الجماعات الإرهابية بالاتفاق التركي الروسي حول إدلب السورية.

وكان أردوغان أعلن نية بلاده اتخاذ خطوة مهمة شرقي الفرات شمالي سوريا على غرار عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، كما تعهد بزيادة عدد المناطق الآمنة في الفترة المقبلة في سوريا لتضم شرقي الفرات.

وكانت تركيا قد شنت عملية عسكرية قي وقت سابق من هذا العام ضد وحدات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين وشمال حلب.

وتسيطر وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة على المنطقة الواقعة شرقي الفرات، والتي تتواجد فيها أيضا قوات أمريكية ومواقع عسكرية أمريكية.

وخلال العامين الماضيين، ساعدت قوات سوريا الديمقراطية في طرد مسلحي "داعش" من جميع المدن والبلدات تقريبا التي سيطر عليها التنظيم الارهابي في سوريا.

الاحداث في شمال شرق سوريا تكشف بوضوح ان تركيا تريد ان تنشىء منطقة عازلة في شرق الفرات على غرار ادلب بهدف مواجهة الاكراد فيما تسعى امريكا الى الحيلولة دون انهاء وجود "داعش" في هذه المنطقة، واستنزاف القوات الكردية من خلال معارك مع التنظيم الارهابي لتبرير وجودها غير الشرعي في سوريا.

اعداد: ازاده كريواني