تصعيد جديد للمعارك أطراف الحديدة ودعوة غربية لإيقاف الحرب..ماذا يعني؟

تصعيد جديد للمعارك أطراف الحديدة ودعوة غربية لإيقاف الحرب..ماذا يعني؟
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٦ بتوقيت غرينتش

تصعيد جديد للمعارك نشاهده على أطراف مدينة الحديدة اليمنية وهجوم بري تقوده القوات المدعومة من السعودية والامارات بالتوازي مع غاراتٍ جوية عنيفة يشنها تحالف العدوان على مدينة الحديدة وضواحيها بالتزامن مع طرح اميركي جديد لإنهاء الحرب في اليمن.

العالم - اليمن 

هذه التطورات تسارعت عقب تصريحات وزيري الخارجية والدفاع الامريكيين حول ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن والجلوس الى طاولة التفاوض خلال ثلاثين يوما كما قال جميس ماتيس وزير الدفاع الامريكي.

واتهمت انصار الله الولايات المتحدة بالاستمرار في تقديم الدعم للتحالف وعدم الرغبة في انهاء الحرب، معتبرة هذه التصريحات من باب المزايدة لتخفيف الضغوط على الادراة الامريكية بسبب دعمها المتواصل رغم الانتقادات الدولية للمأساة الانسانية والانتهاكات الجسيمة في اليمن .

حقيقة التقدم العسكري لقوى العدوان في الحديدة

وأكد الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام، اليوم الاحد، أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي عاجز عن إحراز أي تقدم في الجبهات.

وقال الناطق الرسمي في منشور له على تويتر” تحالفٌ مأزوم عاجز عن إحراز أي تقدم يذكر لا في الحديدة ولا في غيرها رغم كثافة الغارات التي يعمد إليها في كل مرة.

واعتبر عبدالسلام ما قيل عن عملية إنزال جوي في صعدة دراما هزيلة لتحالف هزيل لم يكن منه لقرابة 4 سنوات سوى ارتكاب المجازر والجرائم، موجها التحية لشعبنا الصامد ولأبطال الجيش واللجان الشعبية.

كما اكد مستشار الرئاسة اليمنية عبد الملك الحجري لقناة العالم على انه لاصحة للاخبار التي تسربها وسائل اعلام العدوان حول وجود اي تقدم عسكري ميداني في محافظة الحديدة، مؤكدا ان معظم الاحياء والمديريات الرئيسية المحيطة بالمحافظة لا زالت تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية.

ولفت الحجري بانه إن حصل خرق في احدى المديريات، فان القوات اليمنية قادرة على صد هذه الخروقات، ووجه مستشار الرئاسة اليمنية رسالة طمئنة الى الشعب اليمني بان الوضع تحت السيطرة في محافظة الحديدة.

واشار الى انه حتى اللحظة لا توجد ارادة دولية لايقاف العدوان على اليمن، موضحا ان الدعوات الاميركية والغربية التي صدرت في الاونة الاخيرة كان هدفها اعطاء غطاء سياسي للتصعيد العسكري لقوى العدوان السعودي الاماراتي في الحديدة.

وافاد الحجري بان الجيش اليمني واللجان الشعبية استطاعوا احباط العديد من المحاولات العسكرية التي اقدم عليها العدوان في الساحل الغربي، مشيرا الى ان مستقبل المفاوضات والمشاورات القادمة مرتبط بمدى التزام قوى العدوان بالتوجه نحو المشاورات وفق الرؤية التي طرحها المبعوث الاممي مارتن غريفيث.

إنجازات نوعية للقوات اليمنية وخسائر فادحة للعدوان السعودي 

وبعد أكثر من 200 غارةٍ جوية على محافظة الحديدة غربيّ اليمن وقصفٍ بحريٍ متواصلٍ على الأحياء السكنية لم يتمكن تحالف العدوان من اِحداث اختراقٍ والتقدُّم في جبهات الحرب بمحافظة الحديدة التي تحظى بأهميةٍ استراتيجية كونها تقع على ساحل البحر الأحمر.

وكل محاولات العدو السعودي بالتسلل واختراق دفاعات القوات المشتركة في الساحل الغربي كسرت وباءت بالفشل رغم التغطية والإسناد البحري والجوي وسقط نحو 269من مقاتليه قتلى وجرحى فضلا عن تدمير عدد كبير من آلياته وعتاده العسكري كما أكد المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع.

واكد سريع أن 113 من الغزاة والمرتزقة لقوا مصرعهم فيما أصيب 156 آخرين بينهم قيادات كما تم تدمير 69 مدرعة وآلية عسكرية مختلفة خلال مواجهة وإفشال زحوفات العدو على جبهتي كيلو 16 والمطار بالساحل الغربي خلال ال 48 ساعة الماضية.

وأشار إلى أن العدو حاول الزحف بقوام ثلاثة ألوية عسكرية بالإضافة إلى مجاميع المرتزق طارق عفاش منذ صباح يوم أمس حتى اليوم على محورين الأول باتجاه كيلو 16 من اتجاهين والثاني من غرب مطار الحديدة إلا أن مقاتلينا الأبطال كانوا له بالمرصاد وأفشلوا كل محاولاته المسنودة بغطاء جوي كبير من مختلف أنواع الطائرات وكبدوه خسائر كبيرة.

وأوضح بأن حصيلة يوم أمس كانت 70 قتيلا من الغزاة والمرتزقة و101 مصاب وتدمير 28 آلية ومدرعة في اتجاه كيلو 16 في حين سقط 12 قتيلا 15 مصابا من الغزاة والمرتزقة وتدمير ثلاث مدرعات وآلية في اتجاه المطار في حين تكبد العدو اليوم 31 قتيلا منهم 8 سودانيين و40 مصابا وتدمير 14 آلية ومدرعة.

وأكد أن هذه الإحصائيات من قتلى العدو وآلياته هي أولية والتي وصلت المستشفى الجمهوري بعدن حيث هناك العشرات من الجثث والمصابين في مستشفيات المخا والخوخة وفي أرض المعركة لم تنتشل بعد.

القوة الصاروخية اليمنية تضرب قوى العدوان في الساحل الغربي

كما قصفت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية، اليوم الأحد، بصاروخ باليستي من طراز بدر1 بي الباليستي حشداً كبيراً لقوى العدوان السعودي في الساحل الغربي.

وأكد مصدر في القوة الصاروخية اليمنية "إصابة الصاروخ الباليستي لهدفه بدقة، مخلفاً أعداداً من القتلى والجرحى بصفوف العدو".

ولفت المصدر إلى أن الضربة الباليستية الناجحة تسببت في حالة من الذعر والإرباك في أوساط قوى العدوان في التجمع المستهدف.

وأطلقت أمس السبت القوة الصاروخية لدى الجيش واللجان الشعبية صاروخاً باليستياً من نوع بدر1 بي، الذي أزيح عنه الستار مؤخراً على تجمعات كبيرة للقوات الغازية ومرتزقتها في الساحل الغربي.

وكذلك وزع الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبية، مساء أمس، مشهداً للحظة استهداف أرتال عسكرية للعدوان بالصاروخ الباليستي في الساحل الغربي.

وتضمن المشهد عملية رصد طيران الاستطلاع لرتل عسكري كبير ولحظة وصول الصاروخ وسط الرتل العسكري المتحرك.

من الجدير ذكره أن القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية اليمنية، كشفت السبت الماضي، عن الصاروخ الباليستي قصير المدى من الجيل الذكي باسم بدر P-1 بعد نجاح تجارب عدة كان آخرها في ذات اليوم على معسكر مستحدث لقوات سودانية في الساحل الغربي.

ولفتت وحدة القوة الصاروخية في بيان لها إلى أن بدرP-1 صاروخ باليستي قصير المدى، تم تطويره عن الصاروخ المحلي بدر واحد، ويعمل بالوقود الصلب، ودقة الإصابة 3 أمتار.

80 غارة لطيران العدوان على الحديدة

وقد شن طيران العدوان الأمريكي السعودي، اليوم الاحد، أكثر من 80 غارة جوية على مناطق متفرقة من الحديدة.

مصدر أمني أكد أن طيران العدوان استهدف مناطق متفرقة من منطقة كيلو 16 وشارع الخمسين وما جاوره خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى أن هذه الوحشية لطيران العدوان تدل على مدى الإفلاس والتخبط الذي وصلوا إليه نتيجة الإخفاقات الكبيرة لمرتزقتهم في جبهات الساحل الغربي.

وأوضح المصدر أن غارات العدوان على الحديدة أدت إلى استشهاد مواطن وزوجته وإصابة طفلتهم ، كما خلفت أضرارا مادية جسيمة بممتلكات المواطنين.

وقد استشهد طفل في قصف صاروخي سعودي على مديرية حيدان بصعدة.

دعوة أمريكا لإيقاف الحرب.. انتشال السعودية من وحل الهزائم 

وارتفعت في الأيام الماضية الأصوات الأمريكية والغربية المشاركة في العدوان على اليمن بوقف الحرب التي يتزعمها النظام السعودي ضد الشعب اليمني والتي أدت إلى تدمير كبير للبنية التحتية وخلفت آلاف الضحايا المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال. وفي تفاصيل المشهد والتطور السياسي الجديد المستهجن في الموقف الأمريكي الداعم الأساسي للعدوان على اليمن، حيث دعا وزير الخارجية مايك بومبيو نظام آل سعود وحلفائه إلى وقف الحرب على الشعب اليمني والدخول في مفاوضات للسلام، لتضعنا في تساؤلات كثيرة، فهل تلك الدعوات تتسم بالجدية ! أم أنها مجرد خدعة جديدة لأمريكا وغطاء لتصعيد عسكري جديد على الساحل الغربي، سيما وأن تلك الدعوات تزامنت مع حشود عسكرية لـتحالف العدوان في الساحل الغربي.

حديث وزير الخارجية الأمريكي الذي سبقه حديث لوزير الحرب  "جيمس ماتيس" الذي وضع شروطه التآمرية بأن وقف إطلاق النار يجب أن يتم على قاعدة انسحاب الجيش واللجان الشعبية من الحدود السعودية ما يؤكد أن هم واشنطن ليس إحلال السلام وإنما مساندة النظام السعودي تحديداً بعد أن تهديد العمق السعودي من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية وامتلاكهما لأسلحة متطورة تقضي على النظام السعودي وجيشه ومرتزقته.

إلى ذلك، يرى محللون أن الصيغة التي قدمتها واشنطن على لسان "ماتيس" لوقف إطلاق النار هي فقط لسحب الأسلحة التي تمتلكها قوات الجيش واللجان الشعبية اللتين تتقدمان في تحرير الأراضي اليمنية، كما تتضمن أن تكون الحدود خالية من الأسلحة وألا يكون هناك أكثر من الجمارك وشرطة الحدود إضافة إلى نزع الأسلحة الثقيلة باعتبار أنه لا حاجة للصواريخ في أي مكان من اليمن.

الهدف من دعوات إيقاف الحرب:

ومهما كان الهدف من تعالي الأصوات الغربية التي تطالب بوقف العدوان على اليمن أو قابلية مناقشة المقترحات التي تقدمت بها أمريكا، والتي ترتكز على تجريد اليمن من عناصر قوته، وتكرس تقسيمه، وتمنح السعودية أماناً من دون مقابل، قوبلت بالرفض من قبل حكومة الإنقاذ، في بيان رسمي لها على لسان وزير الخارجية ، هشام شرف ، الذي صرح قائلاً: "اليمن بلد ذو سيادة ولسنا ممن تعطى له الأوامر ولن نقبل بانتقاص سيادة البلد" ،  مؤكداً استعداد حكومته للموافقة على أي مبادرة لا تمس بالثوابت الوطنية.

رئيس الوفد الوطني ، محمد عبد السلام، هو الآخر شكك في بيان له اليوم، في جدية الدعوة الأمريكية التي تزامنت مع حشود عسكرية لتحالف العدوان في الساحل الغربي.

وأكد عبد السلام، أن دعوة أمريكا إذا كانت جادةً فلا بد أن تقترن بخطوات ملموسة برفع الغطاء السياسي عن هذه الحرب العبثية، والوقف الفوري لتقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي لطيران العدوان ، واضعاً عدة شروط تضمنت سحب الضباط الأمريكيين من غرف عمليات العدوان، وإيقاف صفقات السلاح التي تسببت في قتل الأطفال والمدنيين، قبل الحديث عن وقف الحرب وإفساح المجال لجميع الأطراف لمعالجة سياسية شاملة، الأمر الذي يؤكد عدم جدية واشنطن في إيقاف الحرب .

فالمؤشرات الأولية لا توحي بجدية الدعوة الأمريكية؛ لأن ما نشهده على الواقع هو النقيض، حيث حلفاء أمريكا مستمرون في عمليات التحشيد مما ينبئ عن مرحلة تصعيد عسكري في الساحل الغربي وباقي الجبهات.

قوات الجيش واللجان الشعبية أعلنت عن جاهزيتها لمواجهة أي تصعيد لتحالف العدوان على الساحل الغربي، حيث أكدت مصادر عسكرية، أن أكثر من  48 دفعة عسكرية تخرجت خلال شهر أكتوبر الماضي وأن أغلب الدفع المتخرجة أخذت دورات خاصة وستتوجه إلى الساحل الغربي.

أمام ما تقدم، يتضح زيف ونفاق الإدارة الأمريكية، ليتلخص المشهد بإعطاء بومبيو كلاً من السعودية والإمارات مهلة شهر للسيطرة على الحديدة، وإلا فسيكون الموقف صعباً أمام البلدين في حال تقرر حصول مفاوضات، وتبقى التصريحات الأمريكية محاولة باهتة للتهرب من الأزمة الإنسانية الكارثية التي يشهدها اليمن والتي لم يعد المجتمع الدولي قادراً عن السكوت عنها.

وهنا اليمن أمام محطة مفصلية وتاريخية، شهر من الصمود سيكون كفيلاً بكسر إرادة الغزاة، وأمام ما نرى من صمود وتضحية وتصميم على النصر، حريٌ بنا عنونت معركة الساحل الغربي المستمرة، بأنها معركة "نكون، أو لا نكون."