إدلب ثم إدلب.. هل حان موعد المعركة المؤجلة؟

إدلب ثم إدلب.. هل حان موعد المعركة المؤجلة؟
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

رد الجيش السوري على الهجمات الغاشمة التي نفذتها التنظيمات الارهابية اليوم على ريف حماة الشمالى ومناطق خفض التصعيد بريف ادلب.

العالم - تقارير

واذا اعادتنا الذاكرة للوراء وليس بالكثير سوف نتذكر ان الجيش السوري بمعاونة الحلفاء تمكن من تطهير اغلب الاراضي السورية من الارهابيين سواء بالمصالحات والاتفاقيات او بالمعارك، لتبقى فقط محافظة ادلب هي البؤرة الاخيرة للارهاب بعد ان حوصرت فيها كل الجماعات الارهابية.

مما اصبح واضحا للجميع ان بأجهاض الجيش السوري عليها سوف تنتهي مسالة الارهاب نهائيا من سوريا. فخرج ممولو هذه الجماعات هم بعض الدول الاوروبية وطبعا راس الشيطان امريكا بدعوات كثيرة لايقاف تلك المعركة.

لكن الروس وبموافقة سوريا وفي حركة غير متوقعة اعلنوا التوصل لاتفاق سوتشي مع الجانب التركي وانشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب لتكون هذه اخر فرصة للارهابيين لمراجعة انفسهم وايضا لحماية ارواح المدنيين الذي تتحامى الجماعات الارهابية فيهم و تجبرهم على البقاء مؤكدين في الوقت ذاته بان ادلب سورية وستحرر لامحالة كما قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن سوريا عازمة على استعادة إدلب في الوقت الذي تراه مناسبا شاء من شاء، ولن تسمح بتحويل المدينة لمعقل للإرهابيين.

ماذا تعني خروقات التنظيمات الارهابية

لكن هذه الاتفاقية قابلتها التنظيمات الارهابية بخروقات متتالية حيث أعلن رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، الفريق فلاديمير سافتشينكو في مؤتمر صحفي عن استشهاد أربع عسكريين سوريين واصابة آخر نتيجة لقصف المسلحين.

وقال إنه على الرغم من نظام وقف الأعمال العدائية، فإن انتهاكات الجماعات المسلحة في مناطق تخفيض التصعيد ما تزال مستمرة.مضيفا ان “تم خلال النهار تسجيل انتهاكين في ريف إدلب ومنطقة أبو دالي في محافظة حماة، حيث استشهد 4 جنود سوريين وأصيب آخر”.

وفي وقت سابق، استشهد جنديان من الجيش السوري وأصيب ثلاثة آخرون خلال هجوم عنيف شنه مسلحو تنظيم “أجناد القوقاز” قرب المنطقة منزوعة السلاح في محيط بلدة أبو الظهور شرق إدلب.

كما قاموا بقصف واستهداف محيط بلدتي جورين ومعان في ريف حماة الشمالي بمجموعة من قذائف الهاون لترد عليهم مدفعية الجيش السوري وتلحق بالإرهابيين خسائر بالعتاد والأفراد.

هذه الانتهاكات قد تنبئ بحدوثها وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالاسبوع الماضي حين قال في تصريحات خلال لقائه الوفود المشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمجلس السلم العالمي إنه "رغم توقيع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان على اتفاق لإقامة منطقة عازلة بحدود 15 إلى 20 كم في إدلب لا يزال الإرهابيون متواجدين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

واعتبر ان "هذا مؤشر على عدم رغبة تركيا بتنفيذ التزاماتها وبالتالي ما زالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب".

فالخروقات التي قامت بها التنظيمات الارهابية كان معنها عند السوريين هو عدم التزام الجانب التركي بالاتفاقية سوتشي وقد يفسر البعض ان هذه الخروقات من شأنها وقف العمل بالاتفاقية وبدء قرع طبول الحرب في ادلب. 

ما مدي جدية تركيا في التمسك بالاتفاق؟

فبعد التشكيك السوري خرج وزير خارجية تركيا  مولود جاويش أوغلو، ليرد مؤكدا تمسكه بالاتفاقية، بتصريحه ان تركيا ستكون أول من يتدخل في حال أخلّت الجماعات الإرهابية والراديكالية بالاتفاق التركي الروسي حول إدلب السورية.

كما أكد، أن أنقرة "تدعم وبقوة وحدة الأراضي السورية وإيجاد حل سياسي للأزمة القائمة فيها، وتؤكد في الوقت ذاته استمرارها في مكافحة الإرهابيين".

تأثير خرق الاتفاقية على ادلب

ويبقى على الاطراف التي تؤكد تمسكها باتفاقية سوتشي ان تبين براهين على حسن النوايا لان معركة ادلب آتيه آتيه. 

والوضع في ادلب قد يكون على بوادر تصعيد جديد خصوصا واستمرار الارهابيين وهم ليس وحدهم طبعا بل مدعوين من كل الدول صاحبة المصلحة في دمار سوريا في خرق الهدنة، وكما يقال انتظار الموت اصعب من حدوثه لان الارهابيين على دراية تامة ان الجيش السوري والغطاء الروسي ومحور المقاومة لن يدعوا مجالا لاعادة الاوضاع للمربع الاول بل سيقفون في سبيل تحقيق الانتصار فقد يكون هذا الهجوم هو طلب رصاصة الرحمة للتخلص من عذاب انتظار الموت والهزيمة.