ما خطورة مشروع كاتس على الدول العربية والاسلامية ؟

ما خطورة مشروع كاتس على الدول العربية والاسلامية ؟
الجمعة ٠٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

يرى مراقبون ان الاحتلال الصهيوني من خلال مشروع إنشاء سكة حديد للربط بين الكيان ودول مجلس التعاون، يرمي الى تفتيت الدول العربية والإسلامية، وتقسيم المنطقة، مؤكدين ان المشروع سرقة لفكرة "خط حديد الحجاز" العثماني، الذي ربط دول المنطقة وأنعشها قبل أكثر من قرن.

العالم - تقارير

وخلال مؤتمر النقل الدولي المقام بالعاصمة العمانية مسقط، طرح وزير النقل "الإسرائيلي" يسرائيل كاتس، على دول مجلس التعاون وعدد من الدول العربية، مشروع سكك حديد، يربط هذه الدول بإسرائيل مرورا بالأردن.

وشدد على أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدعم الخطة، وهي تستند إلى فكرتين مركزيتين، وهما: "إسرائيل كجسر أرضي، والأردن كمركز نقل إقليمي"، على حد قوله. 

وأضاف أن المشروع سيخلق في المنطقة طريقاً تجارياً إضافياً يكون السفر عليه أسرع وأرخص، ويدعم اقتصاد كل من الأردن والفلسطينيين وإسرائيل ودول مجلس التعاون.

سرق فكرة المشروع الإسلامي..

اعتبر الباحث السوري سمير حافظ، أن "هذا المشروع الإسرائيلي سرق فكرة المشروع الإسلامي الذي كان قبل أكثر من مئة عام، وهو مخطط خبيث جدا، وتقف وراؤه الكثير من المؤامرات".

والخط الحديدي الحجازي هو سكة حديد تصل بين مدينة دمشق والمدينة المنورة في منطقة الحجاز مرورا بالأردن. وأنشئ الخط الحديدي في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بغرض خدمة حجاج بيت الله الحرام انطلاقاً من دمشق. وانطلقت أشغال بنائه عام 1900 وافتتح عام 1908، وتعرض للتخريب إبان الحرب العالمية الأولى.

تداعيات المشروع الوخيمة ..

وأوضح الباحث السوري، سمير حافظ أن "أي فكرة تأتي من إسرائيل، وراءها مؤامرة، ومشروعها سواء كان من حيفا أو من عسقلان بربطها بالعقبة، فإن تأثيره الاقتصادي واضح على الشرق الأوسط، وعلى قناة السويس، واستبعاد تركيا من تجارتها مع الدول العربية والإسلامية.

أما سياسيا، فأشار إلى "وجود توجه لتقارب سياسي في المنطقة، من خلال الزيارة المفاجئة التي أجراها مؤخرا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى سلطنة عمان، وتأثير ذلك بالغ على دول مجلس التعاون".

وكشف الباحث أنّ "المشروع يأتي من قبل مؤسّسة آيباك الصهيونية، ضمن مشاريع ترمي لتفتيت الدول الإسلامية، ويريدون تقسيم المنطقة"، موضحا لقد بدأ الأمر بالعمل على تفتيت العراق وسوريا واليمن، وبهذه الحالة تقوى إسرائيل، وصولا لتقسيم الجزيرة العربية"، وفق تعبيره.

مشروع مدمر وممزق للمنطقة ..

من ناحيته، اتفق الكاتب والمحلل السياسي محمود عثمان، بما ذهب إليه حافظ بأن المشروع يهدف لتقسيم المنطقة.

وقال إن "هذا المشروع مدمر وممزق لوحدة دول المنطقة، ومدمر للنسيج الثقافي والتاريخي لها، حيث كانت تحت راية واحدة، حتى جاءت إسرائيل لتقسيم المنطقة لمعسكرات وولاءات".

وأضاف ان "هذا المشروع يعمق من شرخ التقسيم بين بلاد المنطقة، ويزيد في عمق الأزمة والانقسام والفرقة والفتنة الحاصلة داخل كل بلد، وبين البلاد ضد بعضها البعض".

 فيما يخص الأهداف الإسرائيلية من المشروع، أفاد بأن “الهدف استراتيجي، وهو ربط هذه الدول العربية، التي تعيش حالة من العجز وفقد الارادة، فالأنظمة في واد، والشعوب في واد، الشعوب ثارت على الانظمة وترفض شرعيتها".

وختم كلامه بالقول "التصدي للمشروع يكون بدعم وتقوية إرادة الشعوب وخياراتها، والتي لا زالت ترفض إسرائيل وفكرة التطبيع معها، ولا تجد ذلك القبول من الشعوب الإسلامية.. اسرائيل لا تؤمن الصداقة، وبعيدة عن السلام مهما تغنت به، ومشروعها الأساسي الفصل والتفرقة في المنطقة".

الفصائل تعتبره طعنة للقضية الفلسطينية

اعتبرت الفصائل الفلسطينية بان المشروع الذي طرحه وزير مواصلات الاحتلال الاسرائيلي "يسرائيل كاتس" لانشاء سكة حديد تربط الكيان بدول مجلس التعاون بانها طعنة جديدة في خاصرة القضية الفلسطينية، مؤكدة أن الاحتلال يسعى الى تصفيتها من البوابة العربية.

واشار نائب الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قيس عبد الكريم ان :" اقامة علاقات من هذا النوع ما تسعى اليه "اسرائيل" لفك الطوق والعزلة ومن اجل تطبيع وضعها في المنطقة ".