تركيا تستعجل إشعال الشرق السوري

تركيا تستعجل إشعال الشرق السوري
الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

أمنية ولخمسة عشر يوماً، لا دخول أو خروج للمدنيين ولا عبور للسيارات من دون تصريح من السلطات التركية، قرارٌ يستعيد قراراً شبيهاً عندما بدأ الجيش التركي عملية غصن الزيتون قبل عام، وربما يكون تحرّك تركي باتجاه شرق الفرات كما تكاثرت التصريحات مؤخراً، رغم أن قرار المعركة لا يزال رَهْن تداول سياسي اقليمي ودولي، لتجنّب حدوثها.

العالم - مقالات وتحليلات

أنقرة لا تريد انتظار إدلب، فالاتفاق الذي تُراوِح الفصائل المُسلّحة مكانها في تنفيذه وتسليم سلاحها، بل ذهبت أبعد من ذلك في استمرار التصعيد العسكري بالهجوم على مواقع الجيش السوري في جبهة حماة الشمالية حتى تخوم الغاب..

لا يرضي الاستعجال التركي لطيّ صفحة إدلب والانتقال إلى شرق الفرات، وإنهاء التهديد الكردي على حدودها الجنوبية كما بات لازِمة على لسان كل المسؤولين الأتراك وفي كل مناسبة.

وتبدو أنقرة وكأنها أوكلت أمر إدلب للنصرة، وتنحو مؤشّرات كثيرة إلى تأكيد ذلك، فلا المدفعية التركية طالتها في انتشارها على طول خطوط التماس التي رسمتها سوتشي، ولا اعترضت آلياتها التي لا تتوقّف عن نقل السلاح والمُسلّحين تحت أنظار مراصدها ونقاط المراقبة.

موسكو في خلفيّة الموقف التركي، لا تحديد لمُهَلٍ زمنيةٍ ولا اتّهامات لحليفها في الاتفاق بالتقصير في التزام تعهّداته بإجبار المجموعات المُسلّحة وخاصة الإرهابية على الانسحاب من المنطقة العازِلة، فهي لا تريد أن تفقد التفاهُم مع أنقرة ولا الصفقة التي تريد لها أن تؤسِّس لعمليةٍ سياسيةٍ قريبةٍ، بضَبْط إيقاع الدور التركي في الشمال السوري.

والراجِح في الأيام المقبلة إنها قد تذهب إلى عمليةٍ عسكريةٍ محدودةٍ في ضرب مستودعات الأسلحة ومراكز قيادات للمجموعات المُسلّحة إذا ما واصلت اعتداءاتها على مواقع الجيش في أرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، خاصة بعد بيان النصرة برَفْعِ الجاهزية العسكرية وتشديد الرّصد لكل غرف العمليات المركزية والفرعية قبل أيام.

الجولاني في سعي جديدٍ للولوج إلى العباءة التركية سياسياً، حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام تعتمد عَلَماً جديداً ينزع سواد القاعدة ويحتفظ بشعارها بألوان “عَلَم المُعارضة”، زعيم النصرة المُنهَك من الخلافات مع خصومه وحلفائه يحاول الهرب إلى الأمام وعَرْض ولائه على أنقرة، وتقديم نفسه زعيماً قادِراً على تبديل ولاءاته وراياته بما يحفظ رأسه وزعامته على إدلب، تبديل العَلَم أشعل الخلافات والانتقادات وحرب البيانات، التي لن يلقى لها بالاً لا الجولاني ولا الفصائل القاعدية التي تبحث عن مخارج تقيها صواريخ موسكو ودمشق إذا ما ذهب القرار بعد سوتشي إلى عملٍ عسكري.

الجيش السوري في غرب حلب أيضاً، مصادر للميادين أكّدت أن أمراً بالتحرّك لبعض القوات المُرابِطة جنوب إدلب إلى جبهة ريف حلب الغربي، توقيت يناسب دمشق لاستهداف المجموعات المُسلّحة ولَجْمها، واستكمل الاستعدادات لعمليةٍ واسعةٍ إنْ لم تلتزم المجموعات المُسلّحة بوقف إطلاق النار والانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح.

فلول المجموعات المُسلّحة من مناطق المُصالحات التي حوَّلها الأتراك إلى درع فرات جديدة، تُعيد تأهيل الجيش الحر في مُعسكرات التدريب في أرياف عفرين، وتضعه مُجدَّداً على مشارف ريف حلب الشمالي، أنقرة نقلت أكثر من ألفين مُقاتل وتنتظر قرار واشنطن بالسماح للمُسلّحين والقوات التركية بدخول تل أبيض الحدودية، لمُقايضة التهديد التركي للجبهة الكردية.

ديمة ناصيف - الميادين