برهم صالح في طهران: جئت برسالة صريحة مفادها؟

برهم صالح في طهران: جئت برسالة صريحة مفادها؟
السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٧ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس الايراني حسن روحاني في مؤتمر صحفي مشترك عقده، اليوم السبت، مع نظيره العراقي برهم صالح، ان الجانبين اتفقا على ضرورة استقرار المنطقة وعدم الحاجة للوجود العسكري الأجنبي فيها ووقف العدوان على اليمن .

العالم - ايران 

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك هنأ الرئيس روحاني لمناسبة الانتخابات الجيدة التي جرت في العراق وتشكيل مجلس النواب وانتخاب رئيس الجمهورية ، واضاف، ان من الواضح لنا جميعا هو ان العلاقات بين ايران والعراق تعتبر علاقات متميزة ومهمة جدا من النواحي التاريخية والثقافية والمصالح الوطنية والاقليمية، وفي الحقيقة هنالك تعاون قائم بين المسؤولين العراقيين الحاليين ومسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ اكثر من 30 عاما، سواء في مرحلة النضال ضد الاستبداد في العراق او مرحلة ارساء الامن فيه.

وقال الرئيس الايراني، انه تم خلال محادثات الوفدين دراسة العلاقات بين البلدين حيث اكدا على مواصلة العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية ولفتا الى ان هنالك طاقات اكبر لتنمية هذه العلاقات.

وتابع الرئيس روحاني، ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين تبلغ نحو 12 مليار دولار في الوقت الحاضر وبامكاننا من خلال جهود الطرفين رفع الرقم الى 20 مليار دولار في القريب العاجل، ولنا اليوم تعاون في مجال الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية والانشطة المتعلقة بالتنقيب عن النفط واستخراجه.

ونوه الرئيس الايراني الى انه جرى البحث ايضا حول ربط سكك الحديد في البلدين سواء في الغرب او الجنوب خاصة ربط سكك الحديد بين شلمجة والبصرة حيث تم اعداد تمهيداته وبامكان الشركات الايرانية البدء بالعمل قريبا في ظل الاجراءات التي اتخذتها وزارة المالية العراقية.

واوضح بان هذا الخط السككي البالغ طوله 35 كم سيسهل امكانية تنقل المواطنين بين البلدين وكذلك نقل السلع بصورة اكثر انسيابية واقل كلفة، خاصة بالنسبة لزوارنا خلال زيارة الاربعين حيث بامكانهم التوجه الى كربلاء عبر خط سكك الحديد.

وحول مسالة كري اروند رود وشط العرب قال، ان هذه المسالة مهمة بالنسبة للطرفين حيث بامكاننا ان نشهد من خلال كري النهر المزيد من البناء والاعمار في مدن خرمشهر وآبادان والبصرة والفاو.

واعتبر مسالة البيئة بانها مهمة للبلدين واضاف، ان قسما من شعبنا في الحدود الغربية وخاصة في الجنوب يواجهون مشكلة الاتربة والغبار العالق حيث ينبغي معالجة ذلك من خلال التعاون بين البلدين وانني اشعر بالكثير من الارتياح لما وعد به الرئيس العراقي بمتابعة قضية البيئة شخصيا لنتمكن من تخليص شعبي البلدين من مشكلة الغبار العالق مثلما تمكنا بالتعاون معا من تخليص الشعب العراقي من المعاناة بسبب داعش.

واكد بان الجانبين اتفقا على انشاء منطقة تجارية حرة بين البلدين والبدء بانتاج صناعات مشتركة فيها، داعيا اللجنة المشتركة لمتابعة هذا الموضوع سريعا.

واشار الرئيس روحاني الى انه تم خلال محادثات اليوم البحث حول قضايا المنطقة ايضا واضاف، ان الجانبين متفقان على ان الامن والاستقرار في المنطقة كلها يخدمان شعوبها.

وقال، نحن لسنا بحاجة الى تدخلات اجنبية في المنطقة وينبغي على دول المنطقة ان تربطها علاقات وثيقة وان نبذل الجهود بالتعاون معا من اجل ارساء الاستقرار في المنطقة كلها، آملين بان تنتهي الحرب المدمرة والظالمة في اليمن وان نشهد كذلك الامن والاستقرار في سوريا والمنطقة كلها.

واكد الرئيس روحاني في الختام قائلا، اننا نعتبر امن العراق من امن ايران ونمو العراق نمن مو ايران وينبغي تحقيق المزيد من تعزيز العلاقات الوثيقة بين الشعبين ونامل بان نشهد علاقات اوثق بين البلدين سياسيا واقتصاديا.

من جانبه قال الرئيس العراقي إن بلاده لن تنسى الدعم الإیراني لمحاربة صدام والإرهابیین في هذا البلد، والجمهوریة الإسلامیة، لعبت بدعمها لنا، دورا كبیرا في هزیمة الإرهابیین.

وأضاف برهم صالح، في المؤتمر الصحفي المشترك قائلا: أنا أحمل الیكم الیوم رسالة واضحة من بغداد، نحن في العراق نفهم أهمیة العلاقات مع إیران، وهذه العلاقات الاقتصادیة والثقافیة والسیاسیة بین البلدین متجذرة في التاریخ.

ومضى بالقول : الشعبان الجاران والمسلمان الإیراني والعراقي، یرتبطان بروابط عمیقة وإن الظروف الجغرافیة للبلدین المجاورین تعزز هذه الأواصر أكثر فاكثر.

وقال صالح: لقد لعب الشعبان الإیرانى والعراقى دورا في العدید من الحوادث الإقلیمیة المهمة، ولن ننسى دعم إیران للشعب العراقى خلال مرحلة النضال ضد صدام.

واضاف الرئیس العراقي : لن ننسى ایضا مواقف ایران في الحرب الاخیرة ضد الارهاب، مؤكدا ان إیران، بدعمها لنا، لعبت دورا كبیرا في هزیمة الإرهابیین في العراق.

وشكر الرئیس العراقي، حسن استضافة رئیس الجمهوریة ومسؤولي جمهوریة إیران الإسلامیة وقال : إننا ندعو إلى تحقیق ظروف أفضل من الیوم، وهذه الظروف والعلاقات الطیبة هي ما یستحقها شعبا البلدین وشعوب المنطقة.

وأضاف: بعد هزیمة "داعش" عسكریا، یواجه العراق الیوم، قضیتین رئیسیتین، إعادة الإعمار وتعزیز الاستقرار السیاسي، وتحقیق هذه الأهداف یتطلب برنامجا واجراءات سیاسیة واصلاحات داخلیة ، كما یتطلب اجواء إقلیمیة مستقرة.

وقال الرئیس العراقي: آن الأوان لقیام منظومة اقلیمیة تخدم شعوب المنطقة وتوفر وضع أفضل لشعوب المنطقة، وفي هذا الصدد نعلق أهمیة كبیرة على دور إیران في المنظومة الإقلیمیة الجدیدة.

وتابع، "آن الأوان لقیام منظمومة اقلیمیة تخدم شعوب المنطقة"، ماضیاً إلى القول "نرید للعراق أن یكون ساحة تلاقٍ وتوافق بین دول المنطقة لا ساحة صراع".

وأضاف صالح، "وجهنا وزارتي الخارجیة والصناعة بتفعیل عملهما لتعزیز التعاون والتبادل التجاری بین بلدینا".

وقال، إن إنشاء مناطق تجارة حرة بین البلدین أمر مهم، وربط خطوط سكة الحدید بین البلدین ستساعد كثیرا في عملیة نقل الزوار إلى العراق ، والأهم من تنفیذ هذه التدابیر، الاهتمام بالبنیة التحتیة الاقتصادیة للبلدین.

و أشار الرئیس صالح إلى أن قضیة التعاون البیئي مهمة للغایة، لیس الیوم، ولكن بالنسبة للأجیال القادمة، فإن القضایا البیئیة تمثل مشكلة عالمیة.

وقال صالح: بالطبع ، هناك مشاكل في منطقتنا أكثر من أي مكان آخر في العالم، وسوف یساعد التعاون في مجال المیاه والبیئة، شعبي البلدین.