مقتل خاشقجي.. انتقادات حادة لترامب ودول تريد معاقبة السعودية

مقتل خاشقجي.. انتقادات حادة لترامب ودول تريد معاقبة السعودية
الأربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٨ - ١١:٣١ بتوقيت غرينتش

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيانا، مساء الثلاثاء، حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لم يقدم فيه تعليقا حاسما بشأن ما إذا كان لولي العهد السعودي محمد بن سلمان دورا في الجريمة أم لا، فيما أكد أن السعودية حليف قوي لأمريكا وأن واشنطن يجب أن تأخذ مصالحها بنظر الاعتبار أولا. من جهته، أكّد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إثر لقائه نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن أنّ من أصدر الأمر بقتل خاشقجي يجب أن يُحاسب كائناً من كان.

العالم - تقارير

هدد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو بتدويل قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، في حال وصل التعاون في هذه القضية مع الرياض الى طريق مسدود.

وقال وزير الخارجية التركي، في تصريحات صحفية أدلى بها الثلاثاء في واشنطن، بعد لقاء أجراه مع نظيره الأمريكي، مايك بومبيو، إن هناك أسئلة لا تزال دون إجابات بخصوص مقتل خاشقجي، مضيفا: "إننا نريد الكشف عن الجهة التي أصدرت الأوامر".

وذكر تشاووش أوغلو أن تركيا شاركت معلوماتها حول مقتل خاشقجي مع الولايات المتحدة، مشددا على أن بلاده تعتبر هذا الحادث "جريمة ينبغي كشف كل ملابساتها" ولا تنظر إليها على أنها موضوع سياسي.

وأضاف، في إشارة إلى الولايات المتحدة: "العديد من الدول لا ترغب في تقويض علاقاتها مع السعودية بسبب مقتل خاشقجي، ونحن لا نرغب في ذلك.. ولكن يجب كشف ملابسات هذه الجريمة".

وأشار تشاووش أوغلو إلى أن تركيا قد تتوجه إلى الأمم المتحدة بطلب إجراء تحقيق دولي رسمي في الحادث حال وصول الاتصالات مع المملكة بشأن القضية إلى طريق مسدود.

هذا و بدوره، انتقدت إيران بشدة بيان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، معتبرة أن تصريحات ترامب "مخزية".

وقال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة نشرها مساء الثلاثاء: "كرس السيد ترامب بصورة عجيبة الفقرة الأولى لبيانه المخزي حول الأعمال الوحشية التي قامت بها السعودية لاتهام إيران بكل أنواع الشرور التي قد تخطر بباله".

وتابع ظريف متسائلا: "ربما نحن من يتحمل المسؤولية عن الحرائق في كاليفورنيا لأننا لم نساعد في تنظيف الغابات مثل ما قام به الفنلنديون!".

ورد ظريف بهذه التغريدة على البيان الذي أصدره في وقت سابق ترامب لتوضيح موقفه من قضية خاشقجي والعلاقات مع السعودية، وبدأه الرئيس الأمريكي بتوجيه انتقادات حادة إلى إيران.

 قضية خاشقجي في لقاء مغلق مع غوتيريش

وأعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام، أنطونيو غوتيريش، بحث مع وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مقتل خاشقجي، لكنها لم تتلق طلبا للتحقيق الدولي في الحادث.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان ديوجاريك، في مؤتمر صحفي، أن غوتيريش وتشاووش أوغلو أجريا، محادثات مغلقة على هامش أعمال منتدى تحالف الحضارات في نيويورك، و"بحثا قضايا اليمن وسوريا وقبرص بالإضافة إلى مقتل خاشقجي".

وتابع ديوجاريك، ردا على سؤال مناسب: "لكننا لم نتلق من الجانب التركي أي طلب رسمي لإجراء تحقيق في الحادث".

وأردف قائلا "إذا تلقينا مثل هذا الطلب فسوف نقوم بإبلاغكم على الفور كما أن الأمين العام ناقش بالفعل هذا الموضوع مع مستشاريه القانونيين.. لكننا بحاجة الى تفويض من سلطة قانونية يمكن أن يقدمها مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان".

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: نتابع قضية خاشقجي عن كثب ويجب أن ننتظر نتائج تحقيقات الجهات الرسمية.

بريطانيا تبحث مع الاتحاد الأوربي فرض عقوبات على السعودية

قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن بلاده تبحث مع الاتحاد الأوربي إمكانية فرض عقوبات على السعودية إذا ثبت تورطها بقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وأضاف المتحدث، في تصريح مكتوب أرسله لشبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، إنهم سينتظرون النتيجة النهائية للتحقيق التركي قبل اتخاذ أي قرار.

وقال متحدث باسم الوزارة "إننا نبحث مع شركائنا في الاتحاد الاوروبي إمكانية فرض نظام عقوبات عالمي بشأن انتهاكات حقوق الإنسان لمعالجة مثل هذه الانتهاكات الوحشية لحقوق الانسان وسننتظر بالطبع النتيجة النهائية للتحقيق التركي قبل اتخاذ أي قرار".

وأشارت الخارجية إلى أنها ستعتمد في أي إجراءات عقابية ضد السعودية على تفسير المملكة الخاص بموت خاشقجي مضيفة: "إجراءات بريطانيا وشركائها ستعتمد على أمرين مصداقية التفسير النهائي الذي ستقدمه الرياض وثانيا بالثقة بأن هذه الأحداث المروعة لا يمكن أن تتكرر مجددا".
وبدوره، دخلت تهديدات الحكومة الألمانية، حيز التنفيذ بوقف صادرات الأسلحة إلى السعودية على خلفية مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، داعية الدول الأوروبية الأخرى لتحذو حذوها.

وأعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أن حكومة البلاد أوقفت بالكامل تطبيق كل التراخيص التي تم تقديمها إلى الشركات والمؤسسات لتوريد الأسلحة الألمانية إلى السعودية، كما اتخذت قرارا بعدم منح أي تراخيص جديدة في هذا المجال، وذلك بالتزامن مع فرض ألمانيا عقوبات على 18 سعوديا هم طاقم قتلة الصحفي خاشقجي.

وتحتل ألمانيا المرتبة الـ4 فقط في قائمة أكبر الدول المصدرة للأسلحة إلى السعودية، بعد كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ومن جهته قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن باريس ستتخذ قريبا جدا قرارا بفرض عقوبات على أفراد على صلة بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول الشهر الماضي.

كندا تبحث مع حلفائها مراحل جديدة للتعامل مع قضية خاشقجي

أكد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، أن طريقة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية كانت صادمة لجميع العالم.

وقال تردو خلال كلمة له في مؤتمر صحفي عقب منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك): إن "العالم يتوقع أجوبة وأعمالاً، ونعمل مع حلفائنا، والجهات الاستخبارية، لتحديد المراحل التالية في قضيته، وناقشنا ما حصل معه مع الحاضرين في قمة أبيك".

وحول استماعه لتسجيل صوتي حول مقتل خاشقجي، وتقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية الذي يتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتورط بقتله، قال تردو: "نعمل مع شركائنا في مجال الاستخبارات، ونتعامل معها، ونثق بهم، وتلك طريقة جيدة وفاعلة".

وكان ترودو أكد أن حكومته اطلعت بشكل كامل على التسجيلات التي قدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن قتل الصحفي خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول الشهر الماضي.

وقال ترودو خلال مؤتمر صحافي في باريس: إن "كندا اطلعت بشكل كامل على المعلومات التي تقاسمتها تركيا مع بلاده".

هذا وأكدت وزيرة الخارجية الكندية "كريستيا فريلاند"، امس الثلاثاء، أن بلادها تعتبر أن ملف قضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" لم يغلق بعد، مطالبة السلطات السعودية بتحقيق "شفاف وموثوق"، على حد قولها.

وقالت الوزيرة الكندية، في تصريحات إعلامية، إن التفسيرات السعودية لمقتل "خاشقجي"، حتى اللحظة، تفتقد للمصداقية، وغير متماسكة.

وأشارت "كريستيا فريلاند" أن كندا ستثير قضية "خاشقجي" خلال قمة العشرين المقبلة، والتي سيتم عقدها في الأرجنتين.

والخميس الماضي، رحبت وزيرة خارجية كندا، كريستيا فريلاند، بالعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على 17 مسؤولاً سعودياً؛ لدورهم في قتل خاشقجي، مؤكدةً أن بلادها تدرس إجراءات مماثلة.

وكان الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" قد قال، الثلاثاء، إن بلاده ستظل شريكا راسخا للسعودية لضمان مصالحها بالمنطقة رغم أنه بات لديه قناعة بأن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" ربما كان على علم باغتيال الكاتب "جمال خاشقجي".

وأضاف أن "إلغاء أميركا العقود الدفاعية مع السعودية سيفيد روسيا والصين، اللتين ستكونان المستفيدتين بقوة وسعداء بالحصول على هذه الأموال، وستكون هدية رائعة لكلا الدولتين مقدمة مباشرة من الولايات المتحدة".

وأشار إلى أنه قد يلتقي ولي العهد السعودي على هامش قمة العشرين.

وانتقد نواب جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس الأميركي بيان "ترامب"، قائلين إنه "صادم، ويضع مصلحة السعودية أولا وليس الولايات المتحدة، كما أنه يحمي القتلة ويبرر لهم فعلتهم".

وأصدر السيناتور الجمهوري بوب كوركر والديمقراطي بوب مينينديز بيانا نيابة عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

وطالب الاثنان ترامب بتركيز التحقيق الثاني على ولي العهد السعودي بصفة خاصة "لتحديد ما إذا كان شخص أجنبي مسؤولا عن القتل خارج نطاق القانون أو التعذيب أو غيره من الانتهاكات الجسيمة" لحقوق الإنسان.

وجاء الطلب بموجب قانون لمساءلة أطراف خارج الولايات المتحدة عن انتهاكات حقوق الإنسان. ويجب الرد على الطلب خلال 120 يوما.

وألقت السعودية باللوم في مقتل خاشقجي على عملاء مارقين، لكنها نفت اتهامات بأن ولي العهد كان على دراية بالعملية.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن وكالة المخابرات المركزية تعتقد أن الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل خاشقجي.

وفي مقابلة أجريت معه يوم الأحد، قال ترامب لشبكة "فوكس نيوز" إنه رفض الاستماع إلى تسجيل مقتل خاشقجي الذي قدمته تركيا، واصفاً إياه بأنه "تسجيل معاناة".