قطار التطبيع يواصل المسير.. الرئيس التشادي في تل ابيب!

قطار التطبيع يواصل المسير.. الرئيس التشادي في تل ابيب!
الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٣٢ بتوقيت غرينتش

في أول زيارة علنية لمسؤول تشادي رفيع المستوى الى فلسطين المحتلة وصل رئيس التشاد "إدريس ديبي إنتو"، اليوم الأحد، تل ابيب، وذلك في إعلان لتجديد العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، علما أنه سبق ذلك زيارة قام بها وفد "إسرائيلي" للبلد الأفريقي بهدف تطبيع العلاقات بين الكيان والدولة الأفريقية المسلمة والتي كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" منذ أكثر من 40 عاما.

العالم - تقارير

أعلن مكتب رئيس حكومة الإحتلال، بنيامين نتنياهو، بعد عصر اليوم الأحد، أن الرئيس التشادي يزور تل ابيب في أول زيارة لمسؤول تشادي منذ قطع العلاقات بين البلدين، وبحسب مكتب رئيس الحكومة، سيلتقي الرئيس تشادي مع نتنياهو مساء اليوم.

ووفقا لتصريحات نقلتها وسائل الإعلام العبرية عن نتنياهو، فالحديث يدور عن زيارة وصفها بـ"التاريخية"، وتأتي في سياق جهوده لتطبيع العلاقات ما بين إسرائيل ودول أخرى، لافتا إلى أن زيارة الرئيس التشادي تشكل انطلاقة نحو تطبيع العلاقات مع دول إضافية.

وزعمت القناة العاشرة العبرية، أن بحوزتها وثائق تؤكد بأن الرئيس الافريقي طلب أن يتم تعيين نجله رئيسا للبعثة الدبلوماسية لبلاده في الكيان، ووفقا لمسؤولين كبار في خارجية الإحتلال، فإنه بحال تطبيع العلاقات مع تشاد، فإن نيجيريا ومالي ستيران على نهج تشاد.

محولات الاحتلال للتطبيع مع التشاد..

ونقلت القناة عن كبار الموظفين بالكيان قولهم، إن "إسرائيل ومنذ 3 أشهر، تجري اتصالات سرية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع تشاد التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل منذ أكثر من 40 عاما بضغط من الدول العربية".

ووفقا لوثائق حصلت عليها القناة العاشرة، فإن الرئيس التشادي طلب انتداب وفدا برئاسة نجله إلى الكيان، من أجل أن يرسل تطمينات إلى نتنياهو، مفادها أن بلاده معنية بتطبيع العلاقات بين البلدين، وكذلك التباحث معه بتجديد العلاقات الدبلوماسية.

وأوضح موظف "إسرائيلي" كبير للقناة، بأن من كان الوسيط بالمفاوضات بين البلدين، هو موظف كبير سابق في جهاز الأمن العام (الشاباك)، وهو المبعوث الخاص لرئيس مجلس الأمن القومي بإسرائيل، مئير بن شبات، للعالمين العربي والإسلامي.

الدور المنوط بنجل الرئيس التشاد.. 

وقام المبعوث الخاص بذلك عبر اتصاله بنجل الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو، حيث استمر بالاتصالات معه عبر العلاقة التي أبرمها معه بمساعدة رجال أعمال فرنسي من أصول يهودية، يدعى فيليب سولومون، والحاخام إبراهام مويال.

وقالت القناة العاشرة، "إن لدى إسرائيل مصلحة بتجديد العلاقات مع تشاد، التي تعتبر كبرى الدول الأفريقية المسلمة، وتبدي استعدادا لإبرام صفقات أسلحة وتقنيات أمنية مع إسرائيل".

وفي أيار/مايو الماضي، تقول القناة العاشرة، وصلت رسالة مفاجئة من تشاد، حيث توجه سولومون ومويال إلى مندوب "إسرائيل" لدى منظمة "اليونيسكو"، كرمل شاما هكوهين، في حينه، وطلبوا نقل رسالة نجل الرئيس التشادي الذي اجتمعوا به قبل أيام، حيث أبدى خلال اللقاء استعداد بلاده تجديد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

بدوره، بلغ هكوهين، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوفال روتم، بحقيقة الرسالة والذي بدوره منحه الضوء الأخضر لمواصلة الاتصالات، بالمقابل تم تبليغ جهات عليا في مكتب رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي.

رسالة من الرئيس التشادي الى نتنياهو.. 

في مطلع آب/أغسطس الماضي، نقل سولومون ومويال رسالة من الرئيس التشادي، جاء فيها إن "بعثة من طرف الرئيس التشادي معنية بالوصول إلى القدس وإيصال رسالة شخصية لرئيس الحكومة نتنياهو".

وبحسب القناة العاشرة، فإن الرئيس التشادي أكد في رسالته بأن سولومون ومويال يعملان بموافقته من أجل تسريع تطبيع العلاقات مع إسرائيل، علما أن من بين أعضاء البعثة التي ستصل البلاد سيكون نجل رئيس تشاد الذي يتولى مهام أمنية رفيعة المستوى في البلاد وسيرافقه في البعثة رئيس الحرس الرئاسي.

من جانب الإحتلال، تم مناقشة فحوى الرسالة من قبل مكتب رئيس الحكومة ووزارة الخارجية، واتفق بالإجماع أنه الشرط لوصول بعثة الرئيس التشادي للبلاد رسالة خطية يتعهد من خلالها موافقته على تجديد وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وفي 24 آب/أغسطس، حول مويال وسولمون عبر هكوهين برقية معدلة من جانب تشاد موجهة إلى مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، جاء فيها: "زيارة الوفد التشادي إلى إسرائيل تعكس رغبة تشاد تجديد وتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل".

بيد أن هذا النص لم يكون مقبولا على مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دون أن يشير إلى أسباب الرفض، لكن التقديرات تشير إلى أن القرار الذي تم اتخاذه في إسرائيل هو الاستغناء عن الوسطاء وإجراء اتصالات مباشرة مع تشاد دون أي وسطاء وهذا ما حصل.