هل ینجح نتنیاهو في التطبیع مع السودان؟

هل ینجح نتنیاهو في التطبیع مع السودان؟
الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر اسرائيلية رفيعة لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، عن اعتزام الاحتلال الاسرائيلي تطبيع العلاقات مع السودان، موضحةً أن "إسرائيل اتخذت عدة خطوات رئيسية نحو إعادة العلاقات مع أفريقيا بشكل عام، بدأتها باستقبال الرئيس التشادي، إدريس ديبي، وتسعى بعدها لتسوية علاقتها مع السودان".

العالم - تقاریر

كما أشارت تلك المصادر إلى وجود طواقم إسرائيلية تعمل على بناء علاقات مع السودان، وقالت إن الخرطوم ستكون "الوجهة المقبلة" لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد أن صرح أثناء استقباله الرئيس التشادي، بتل أبيب، أنه بصدد القيام بزيارات مشابهة لدول عربية لم يسمها.

تاريخ العلاقات بين السودان والاحتلال الإسرائيلي اتسم بفترات طويلة من العداء المتأصل بين الجانبين، إذ اتهمت تل أبيب السودان بالوقوف وراء هجمات إرهابية تستهدفها. ويؤكد خبراء، أن الکیان الإسرائيلي كان السبب المباشر لقرار إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بإدراج السودان على اللائحة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب التي صدرت في 12 أغسطس/آب 1993؛ وبررت الإدارة الأمريكية القرار آنذاك بأن حكومة السودان "تقدم الدعم لمنظمات إرهابية دولية”.

لکن قطع وزير الإعلام السوداني بشارة جمعة الشك باليقين، بشأن المزاعم الإسرائيلية عن زيارة مرتقبة لبنيامين نتنياهو إلى الخرطوم، قائلا إن العداء مع إسرائيل "باق إلى قيام الساعة".

وفي حديثه أمام مؤتمر حول مكافحة المخدرات عقد بالخرطوم، قال جمعة إن "العداء بين السودان وإسرائيل فكريا ودينيا مستمر إلى أن تقوم الساعة".

من جهته، نفى رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم عبد الرحمن الخضر وجود أي توجه للتطبيع مع "إسرائيل"، وقال إن حزبه لم يناقش الأمر في أي من مستوياته.

هذا ونفى القيادي بحزب المؤتمر الوطني السوداني الحاكم عبد السخي عباس صحة الأنباء التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلية عن اعتزام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة الخرطوم.

وقال القيادي السوداني إن نتنياهو لا يمكنه زيارة السودان، وإن موقف بلاده بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل واضح، ويرتبط ارتباطا جذريا بالقضية الفلسطينية.

وأضاف عباس أنه "عندما تكفّ إسرائيل عن ممارساتها العدائية تجاه فلسطين يمكن للسودان تأسيس علاقة معها بعيدا عن التأثيرات الدينية".

وتعليقا على ما كشفت عنه مصادر إسرائيلية من أن تل أبيب تجري محادثات متقدمة لتعزيز علاقاتها مع العديد من الدول الأفريقية المسلمة، بما فيها السودان، قال مسؤول سوداني إن الأمر مجرد "أمنيات" و"بالون اختبار" إسرائيلي.

وقال المسؤول -الذي فضل عدم كشف اسمه- إن إسرائيل "لا هي عدو ولا هي صديق نشط، ولا يوجد اعتراف رسمي من الحكومة السودانية بها".

واعتبر أن التصريحات الإسرائيلية "ربما تسعى من خلالها تل أبيب لتقصير خطوط طيرانها نحو أميركا الجنوبية".

كما أفادت القناة العاشرة الإسرائيلية -على هامش الزيارة التي يقوم بها الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى إسرائيل- بأن تل أبيب تعمل على إقامة علاقات دبلوماسية مع البحرين، بحسب ما نقلت عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر إسرائيلية، أن "إسرائيل" تستعد لإطلاق وترتيب العلاقات مع السودان والبحرين قريبا.

وادعى الرئيس التشادي إدريس ديبي، في حديث لقناة "i24NEWS"، أن الأوان حان لإنهاء الحروب وصنع "السلام".

وقال: "العالم يتغير أمام أعيننا، وحتى الأزمات والحروب التي عهدناها. نحن لا نتمنى ذلك لا لجيل اليوم ولا لجيل المستقبل.

وأعلن ديبي، خلال زيارته إلى الاراضي المحتلة الفلسطينية، أن بلاده مستعدة للوساطة بين "تل أبيب" والخرطوم.

وأضاف: "كل ما في الأمر هو أننا هنا لاستئناف العلاقات الثنائية، ولكن إذا كان بوسع تشاد أن تساهم في استئناف العلاقات مع السودان، فلن نتوانى عن ذلك".

وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد الأنباء عن تبادل الزيارات والتعاون – السري والمعلن- بين الدول العربية والاحتلال، من بينها مشروع "قطار السلام"، الذي أعلنت عنه تل أبيب، بهدف مد خطوط سكك حديدية بينها وبين عدد من الدول العربية، تبدأ من حيفا إلى حدود الأردن.

من جهتها دعت البحرين أيضاً وزير الاقتصاد الإسرائيلي، إيلي كوهين، لزيارتها، في إبريل/ نيسان المقبل، لحضور مؤتمر عالمي حول التكنولوجيا والابتكار ينظمه البنك الدولي.

وبحسب موقع "المكان" الإسرائيلي، فإن المؤتمر الوزاري الدولي الذي يفترض أن يحضره الوزير الإسرائيلي يستمر على مدار ثلاثة أيام، ويهدف إلى بحث أساليب تحفيز أماكن العمل وتعزيز النمو الاقتصادي بمشاركة صناع القرار، والمبادرين، والمستثمرين من 170 دولة.

وزار نتنياهو في 26 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، سلطنة عُمان والتقى السلطان قابوس بن سعيد في أول زيارة له إلى بلد عربي لا تربطه علاقات بتل أبيب، وتزامنت تلك الزيارة “المفاجئة" مع ظهور إسرائيلي رسمي لافت في الإمارات وقطر على هامش مسابقات رياضية في بعض الدول الخليجية، الشهر الماضي.

من جانبها دعت حركة حماس اليوم الثلاثاء، الشعوب العربية والإسلامية إلى قول كلمتها من التطبيع مع "إسرائيل"، ودعم الشعب الفلسطيني وإسناده.

وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تغريدة عبر (تويتر): "آن الأوان لأن تقول شعوب الأمة العربية والإسلامية كلمتها فعلا لا قولا من جريمة التطبيع مع العدو الإسرائيلي ،وأن تبقى على عهدها مع فلسطين وأن تفي بوعدها للشعب الفلسطيني في دعمه وإسناده، وتجريم ومواجهة وإفشال وفضح كل المطبعين و مشاريع التطبيع الخطيرة".