ترامب يتستّر على جريمة خاشقجي وبومبيو: انتظروا إجراءات عقابية!

ترامب يتستّر على جريمة خاشقجي وبومبيو: انتظروا إجراءات عقابية!
الأربعاء ٢٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

منذ اليوم الأول الذي انتشرت فيه أخبار عن مقتل الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، والرئيس الاميركي دونالد ترامب تبحث عن طريقة تستطيع من خلالها استغلال الموقف لمصلحتها دون أن تُحدث خللاً كبيراً داخل العائلة الحاكمة في السعودية كي لا تخرج الأمور عن سيطرتها وبالتالي تستطيع إضعاف أصحاب القرار في السعودية دون إبعادهم عن السلطة حتى تحقيق كامل الخطط الجديدة المعدّة مسبقاً للشرق الأوسط عبر السعودية.

ترامب يمنع مديرة "CIA" من الحديث عن تفاصيل مقتل خاشقجي

وفي سياق ذلك أمر ترامب، مديرة وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، جينا هاسبل، بعدم تقديم إفادة لدى مجلس النواب الأمريكي بخصوص مقتل خاشقجي.

وكانت هاسبل سافرت إلى تركيا الشهر الماضي، وأسمعتها الاستخبارات التركية تسجيلاً صوتياً لعملية اغتيال خاشقجي وتقطيع جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول الشهر الماضي، ثم قدمت تقريراً إلى ترامب يتضمن تقييم الوكالة حول الجريمة.

وكان تقرير "CIA" الذي اطّلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ، ونشرت نتائجه وسائل الإعلام الأمريكية، قد استخلص أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو من أمر بقتل خاشقجي، لكن ترامب رفض الإقرار بصحة مضمونه.

وكان ترامب تعهّد، الأسبوع الماضي، بأن يظل "شريكاً قوياًللسعودية، وقال إنه ليس من الواضح إن كان بن سلمان على علم بخطة قتل خاشقجي.

وتلاحق الرئيس الأمريكي تهم "محاباة" ولي العهد السعودي والتستر عليه في الجريمة التي أثارت غضباً عالمياً، وسط تحركات داخل الكونغرس للتحقيق إن كان ثمة علاقات تجارية بين ترامب ومحمد بن سلمان.

ويبدو أن الكونغرس عازم على اتخاذ إجراءات عقابية ضد السعودية والمباشرة فيها قبل نهاية دورته الحالية التي يستأنفها اليوم، وتنتهي بتسلم الكونغرس الجديد مهامه في الثالث من يناير المقبل.

وانهالت موجة انتقادات من قبل الساسة ووسائل الإعلام الأمريكية على الرئيس ترامب عقب بيانه أمس الثلاثاء الذي أكد فيه عزمه تبرئة حليفه ولي العهد السعودي من دم خاشقجي. وكان ترامب قد قال للصحافيين إن وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” لم تتوصل إلى أي شيء قاطع” يدل على أن ولي العهد السعودي أمر بقتل خاشقجي، مناقضاً بذلك ما أوردته تقارير إعلامية من أن الوكالة استنتجت أن الأمير محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل الصحافي السعودي.

حيث انتقدت عضو الكونغرس الأمريكي، إلهان عمر، بيان ترامب حول مقتل خاشقجي، وما تضمّنه من تأييد ودعم للسعودية، وقالت في تغريدة لها على موقع تويتر: "مرة أخرى، يثبت رئيسنا أنه لا يمكنك شراء بوصلة أخلاقية"، مضيفة: " السعودية تثبت من ناحية أخرى أن بإمكانك شراء رئيس".

بدوره توعّد السيناتور الأمريكي، ليندسي غراهام، بفرض حزمة عقوبات قاسية على النظام السعودي، مؤكداً أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي سيدعمان بشكل قوي فرض عقوبات قاسية ضد السعودية وبعض أفراد عائلتها الملكية بسبب مقتل الصحفي، جمال خاشقجي.

وقال غراهام، في سلسلة تغريدات نشرها مساء الثلاثاء: "الشيء الوحيد الذي تعلّمته من سنوات رئاسة باراك أوباما يشير إلى أنه عندما تنظر إلى قضايا الشرق الأوسط بطريقة أخرى فهذا ينجح بشكل نادر جداً، وتابع غراهام، السيناتور الجمهوري البارز من ولاية كارولين الجنوبية والذي يمثّلها في مجلس الشيوخ للكونغرس الأمريكي منذ العام 2003: "وعلى هذا النحو، ليس في مصلحة أمننا القومي البحث عن سبيل آخر فيما يخصّ قضية القتل البشع للسيد جمال خاشقجي".

وأضاف غراهام: "إنني أؤمن بشكل صارم بأنه سيكون هناك دعم قوي من قبل كلا الحزبين لفرض عقوبات قاسية على السعودية بما في ذلك الأفراد المناسبين في العائلة الملكية بسبب هذا العمل الهمجي الذي يتناقض مع كل المبادئ الحضارية"، وتابع غراهام، مهاجماً ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان: "على الرغم من أن السعودية تمثّل حليفاً استراتيجياً، إلا أن تصرفات ولي عهدها، وفي أكثر من ناحية أبدت عدم احترامها لهذه العلاقة وجعلتها، برأيي، مسممة بشكل أكبر".

كما أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر، أن الرئيس الأمريكي يحاول تحييد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، معتبراً أن الرئيس يؤدي دور "شركة علاقات عامة" تعمل لحساب ولي العهد.

وأضاف السناتور كوركر في تغريدة على تويتر: "ما كنت أظنني سأحيا إلى يوم أرى فيه البيت الأبيض يعمل كشركة علاقات عامة لولي عهد السعودية".

بدوره قال السناتور راند بول: إن "هذا البيان يضع السعودية أولاً وليس أمريكا أولاً"، في إشارة إلى الشعار الذي لا يكفّ ترامب عن ترديده وهو أمريكا أولاً"، بدوره قال السناتور جيف فليك، الشديد الانتقاد لترامب في تغريدة على تويتر: إن "الحلفاء الوثيقين لا يخططون لقتل صحافي، الحلفاء الوثيقون لا يوقعون بأحد مواطنيهم في فخ لقتله".

وفي السياق ذاته اعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن بيان ترامب الأخير حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي "خيانة" للقيم الأمريكية خدمة لرهان كان سيئاً على أمير يبلغ من العمر 33 عاماً، وأضافت الصحيفة الأمريكية: إن ترامب أكّد في تصريحه ما كانت تلمّح إليه إدارته خلال الفترة الماضية من الوقوف إلى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حتى ولو كان الأخير من أمر بقتل خاشقجي، وفي بيانه تجنب ترامب، على حد تعبير "واشنطن بوست"، ما كشفته وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إي) حول تورّط ولي العهد بمقتل خاشقجي، ترامب ذهب إلى تبرير صلته بقائد "وحشي ومتهور" (أي ابن سلمان) متجاهلاً ما توصّلت إليه الـ"سي آي إي"، وهي ليست المرة الأولى التي يتجاهل فيها ترامب نتائج تحقيقات وكالة الاستخبارات المركزية، فقد سبق تجاهله لها فيما يتعلق قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية عام 2016، وفقاً لـ"واشنطن بوست".

أما صحيفة "نيويورك تايمز" فلم تكن بعيدة عن أجواء ما نشرته "واشنطن بوست"، ذهبت الصحيفة في تحليلها إلى أن ترامب لطالما رأى السياسة الخارجية كسلسلة من الصفقات التجارية "المجردة من القيم والمثالية".

وأضافت الصحيفة الأمريكية: إن ترامب لم ينفِ ما توصلت إليه وكالة الاستخبارات الأمريكية وإنما رفض عملية البحث عن الحقيقة، وأن الرئيس الأمريكي وقف إلى جانب ولي العهد السعودي، وسط ارتفاع منسوب المخاطرة بعزل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفي مقال ثان لـ"نيويورك تايمز"، رأت أنّ ترامب رسّخ أقسى الرسوم الكاريكاتورية المُعدّة من قبل أكثر نقاد أمريكا سخرية، مصوّراً أهدافه المركزية في العالم وكأنه يلهث وراء المال والمصالح الشخصية، ففي بيانه قال ترامب: إن "العالم مكان خطر للغاية"، وهو يجعل الوضع أكثر خطورة من خلال تشجيعه الطغاة في السعودية وأماكن أخرى، واستطردت "نيويورك تايمز": "بعبارات مبسطة لقد عكس بيان ترامب وجهة نظره بأن جميع العلاقات هي عبارة عن معاملات، وأنه يجب التضحية بالاعتبارات الأخلاقية من أجل المصالح الوطنية الأمريكية، أو لما يسميه "أمريكا أولاً".

وعن الأهداف الكامنة وراء بيان ترامب، أعربت "وول ستريت جورنال" عن عدم تأكّدها من الغاية التي سعى ترامب إلى تحقيقها، والتي يمكن وصفها فقط بالنسخة الوحشية للسياسة الخارجية، وذكرت أنّ ترامب، مثله مثل أي رئيس يحتاج إلى حلفاء محليين في السعي وراء سياسة خارجية تتطلب خيارات صعبة، إلاّ أن تصريحه، عزله عن داعميه الطبيعيين لسياسة الشرق الأوسط، على غرار السناتور ليندزي غراهام أو السناتور ميت رومني، اللذين فصلا نفسيهما عن بيان الرئيس الثلاثاء  

طلب رسمي لإدارة ترامب بإطلاع الكونغرس على قضية خاشقجي

وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان الأربعاء، إنه طلب من إدارة ترامب إطلاع الكونغرس على قضية مقتل خاشقجي.

واضاف رايان للصحفيين: "من الضروري للغاية على ما أعتقد أن نتحدث بوضوح وباحترام فيما يتعلق بمحاسبة الناس، نحن بحاجة للقيام بذلك".

وأشار "طلبنا بالفعل أن تأتي الإدارة وتدلي بإفادة أمام كل أعضاء الكونغرس"، وتابع: "هذا يعني أن هناك حاجة لمعرفة المزيد والقيام بالمزيد فيما يتعلق بهذه القضية".

قتل خاشقجي "مقيت" والكونغرس سيرد

وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش مكونيل، إن الكونغرس "سيكون له رد على السعودية" فيما يتعلق بجريمة قتل خاشقجي.

واعتبر مكونيل، اليوم الأربعاء، الجريمة "عملاً مقيتاً"، مضيفاً أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) توصلت إلى أن الحكومة السعودية متورطة في الجريمة.

وأضاف: أن تلك الجريمة المرتكبة من جانب السعوديين تخالف كل القيم التي تدافع عنها الولايات المتحدة في العالم. "لذلك من الضروري أن يكون هناك رد، ونناقش حالياً كيف يجب أن يكون الرد الأنسب".

من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، بوب كروكر، إنهم يعلمون بتورط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جريمة قتل خاشقجي.

وأضاف: "متأكدون للغاية من تورط ولي العهد في الجريمة، يجب على الأقل تحميله المسؤولية لأن المؤسسة التي يديرها ارتكبت هذه الجريمة"، مؤكداً ضرورة دفع ثمن للجريمة.

وأوضح أن مجلس الشيوخ سيتحرك حال لم يقدم البيت الأبيض على الخطوات اللازمة

الأمن مبعث قلق وسط أزمة خاشقجي

من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس لأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة إفادة مغلقة يوم الأربعاء إن السعودية "تلعب دورا جوهريا في الحفاظ على الأمن بالشرق الأوسط"، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لمحاسبة المسؤولين عن قتل خاشقجي.

وطبقا لتصريحات أرسلت للصحفيين قال ماتيس ”لا بد أن أشير إلى أننا نادرا ما نكون أحرارا للعمل مع شركاء لا تشوبهم شائبة... مصالحنا الأمنية لا يمكن إغفالها حتى ونحن نسعى للمحاسبة فيما وصفه الرئيس ترامب بالجريمة غير المقبولة والمروعة لقتل جمال خاشقجي“.

لم ننسَ مقتل خاشقجي وانتظروا إجراءات عقابية

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن بلاده لم تغض الطرف عن جريمة مقتل خاشقجي، لافتًا إلى أن بلاده بصدد مراجعة المزيد من الإجراءات العقابية إذا ظهرت أدلة أكثر واقعية حول الجريمة.

وأوضح "بومبيو"، في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" بعنوان "الشراكة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية مصيرية"، أن جهود الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، الرامية لإعادة بناء الشراكة الأمريكية السعودية، لم تحظ بدعم واشنطن.

وذكر أن الولايات المتحدة لا تتغاضى عن مقتل خاشقجي الذي تتعارض أطروحاته بشكل أساسي مع القيم الأمريكية، وأن الإدارة الأمريكية عبرت عن ذلك للإدارة السعودية بشكل واضح في السر والعلن.

ولفت بومبيو أن ترامب تحرك على الفور، وأصدر مذكرة منع بموجبها دخول الـ 21 مشتبهًا سعوديًا بدخول الولايات المتحدة وتم إلغاء تأشيراتهم وفرض عقوبات شملت 17 سعوديًا بموجب القرار رقم 13818 الذي أنشئ في 15 نوفمبر الجاري استنادًا إلى قانون المحاسبة العالمي ماغنيتسكي، مشددًا أن العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، تتابع هذه القضية، وأن إدارة ترامب ستقوم بمراجعة المزيد من الإجراءات العقابية إذا ظهرت أدلة أكثر واقعية حول مقتل خاشقجي.

وأشار بومبيو إلى وجود ساسة أمريكيين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، انتقدوا سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.

وقال الوزير الأمريكي إن المساس بالروابط الوثيقة بين واشنطن والرياض، سيكون خطأ كبيراً بالنسبة للأمن القومي الأمريكي وحلفائه أيضاً.

ترامب يتستّر على جريمة خاشقجي

واتهم بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي الأسبق، وزوجته هيلاري وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية السابقة، الرئيس ترامب بالمشاركة في عملية التغطية على قضية مقتل خاشقجي.

جاء ذلك في جولة حوارية في ولاية نيويورك مساء أمس الثلاثاء، حيث قال "بيل": "لدينا رئيس هو جزء من التغطية لما حدث في تلك القنصلية حيث قتل خاشقجي، ولدينا الرئيس ومقربون منه ممن لديهم مصالح تجارية شخصية".

من جانبها أوضحت "هيلاريأن "تردد ترامب بمواجهة السعودية، فيما يتعلق بقضية خاشقجي، يتعلق بصلاته الشخصية مع المملكة، وليس بصفقات الولايات المتحدة التجارية مع السعودية".

وأضافت: "ما لا نعلمه هو حجم المصالح التجارية لعائلة الرئيس ترامب وعائلة صهره جاريد كوشنر مع المملكة العربية السعودية".

مناقشة قضية خاشقجي في لقاء بوتين وبن سلمان

وتحدث يوري أوشاكوف، مسؤول بالكرملين الروسي، مع الصحفيين، بشأن اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وقال أوشاكوف إن بوتين سيبحث قضية مقتل خاشقجي مع ولي العهد السعودي في اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الأرجنتين بالعاصمة بوينس آيرس.

ووفقا لوكالة تاس الروسية، فقد قال أوشاكوف: "سيناقشان القضية بالتأكيد".

يشار إلى أن ولي العهد السعودي وصل إلى الأرجنتين، الأربعاء، وذلك ضمن جولة خارجية بدأها، الخميس الماضي، بزيارة الإمارات ثم البحرين، مرورا بمصر التي استضافته، الإثنين والثلاثاء، وبعدها تونس في نهاية المطاف.

صراع جناحي سلمان وعبد الله وراء قتل خاشقجي

وقد كشف ديفيد أغناتيوس الصحفي المختص بالشؤون الأمنية في صحيفة واشنطن بوست أن اغتيال خاشقجي له ارتباطات بالخلافات بين أعضاء العائلة المالكة في السعودية.

وأورد أغناتيوس في مقال له بالصحيفة معلومات مثيرة عن الفترة التي تلت موت العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز وقال إن العامين الذين أعقبا ذلك شهدا صراعا بين جناح عبد الله وجناح سلمان للسيطرة على الحكم ووصلت تداعيات ذلك إلى الولايات المتحدة وسويسرا والصين.

وقال إن محمد بن سلمان تحول للعدوانية وبات أكثر قلقا بدءا من ربيع 2017 وجند عملاء للاستخبارات السعودية داخل الديوان للتخطيط لعمليات خطف للمنشقين في الخارج والداخل وفق ما أشار خبراء أمريكيون واحتجز البعض في أماكن سرية.

وأوضح أن الأمر وصل بابن سلمان للطلب من أفراد حوله بالديوان خطف أحد أبناء الملك عبد الله أثناء زيارته لبكين عام 2016.

وأشار إلى أن السعوديين استخدموا أساليب استجواب قاسية، وهو تعبير ملطف عن التعذيب لجعل الأسرى يتحدثون. وأُجبروا على توقيع إقرار مفاده أنهم في حال كشفوا عن أي مما حدث فإنهم سيدفعون ثمنًا باهظًا.

وقال إنه تم قتل خاشقجي من قبل فريق تم إرساله من البلاط الملكي في الرياض والذي كان جزءاً من هذه القدرة على العمل السريع والتي تم تنظيمها قبل 18 شهرًا.

ورأى أن صحافة خاشقجي الاستفزازية وعلاقاته بقطر وتركيا قد أساءت إلى ولي العهد الذي مال للحكم المطلق بشكل متزايد ليصدر أمراً "بإعادته" في يوليو / تموز 2018 وهو أمر لم تفهمه المخابرات الأمريكية إلا بعد ثلاثة أشهر وذلك بعد اختفاء خاشقجي في إسطنبول.

وقال إن واشنطن راقبت عن كثب هذه الحرب الوحشية وأصبح جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب ومستشاره، مستشارًا قريباً لـ MBS. وزار كوشنر ابن سلمان في أواخر أكتوبر 2017 في رحلة خاصة ولم تكشف أي تفاصيل عن المحادثات التي جرت خلالها ولكن من الممكن أنهم ناقشوا مكائد بين أفراد العائلة المالكة.

وبعد أسبوع على زيارة كوشنر في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر نظم MBS ما يمكن وصفه بانقلاب داخلي اعتقل خلاله أكثر من 200 من الأمراء السعوديين ورجال الأعمال واحتجزهم في فندق ريتز كارلتون في الرياض. ووضعت خطط الاعتقالات هذه بعناية من قبل أقرب المقربين من MBS في البلاط الملكي.

ولفت إلى أن الأمير تركي الابن الطموح للملك الراحل عبد الله تصدر قائمة أعداء MBS في انقلاب فندق ريتز كارلتون وقد نقل في وقت سابق إلى واشنطن وبكين مخاوفه من القرارات الشاذة التي يتخذها MBS. ولا يزال تركي في الأسر وتوفي كبير مساعديه العسكريين اللواء علي القحطاني في الحجز.

وبعد نقل الملك عبد الله من روضة خريم إلى جناحه في مستشفى الحرس الوطني كان أبناؤه والمقربون منه يناقشون إمكانية تسمية ابنه متعب ملكا. وبعد وصول سلمان الى المستشفى في 23 يناير ومطالبته برؤية أخيه أخبره خالد التويجري بأنه يستريح في حين أن الملك عبد الله كان قد مات.

وكشف أنه حينما علم الملك سلمان بالحقيقة كان غاضبا للغاية وسمعت صفعته لخالد التويجري في ردهة المستشفى ونقل فيما بعد إلى الريتز ومازال قيد الإقامة الجبرية في منزله بعد إعادة جميع الأموال التي حصل عليها في عهد الملك عبد الله.

وقال إنه قبل وفاة الملك عبد الله وحينما لاحت مسألة خلافته في الأفق بدأ عدد من أبنائه بنشر أجهزة تجسس صينية على عدد من القصور الملكية ومنها في منافض السجائر وغيرها للكشف عن المخططات بشأن نقل السلطة والقيل والقال.

وأشار إلى أن أحد الذين ساعدوا معسكر الملك سلمان في هذه الفترة بعد توليه الملك كان سعود القحطاني الذي كان هناك شك حوله في بداية الأمر وعمل تحت إمرة التويجري منذ بداية القرن الحالي وقد اعتقل خلال الأيام الأولى لتولي الملك سلمان وضرب خلال تلك الفترة لكنه أثبت ولاءه فيما بعد.

وأوضح أن القحطاني وبصفته مديرا لمركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان أثار القحطاني شكوك MBS حول المنافسين المحتملين والمخططين للانقلابات كما بدأ القحطاني بتجميع الأسلحة السيبرانية لاستخدامها نيابة عن MBS.

وقال إنه اتصل في يونيو 2015 بشركة إيطالية تعرف باسم فريق القرصنة قائلا إن "الديوان الملكي يريد تعاونا بناء معكم وتطوير شراكة طويلة واستراتيجية".

أسماء وتفاصيل جديدة بقضية اغتيال خاشقجي

تقترب السلطات التركية من الكشف عن المتورطين بإخفاء جثة خاشقجي، حيث تم التوصل إلى أسماء جديدة على علاقة بالقضية من "أصدقاء بن سلمان".

النيابة العامة التركية أكدت أنّ اتصالاً دار حول التخلص من جثة المغدور بعد تقطيعها، أمكن رصده بين أحد المشتبه فيهم في قضية مقتل خاشقجي، والمواطن السعودي ورجل الأعمال محمد بن أحمد الفوزان الذي يمتلك فيلا بولاية يالوفا.

وظهرت الفيلا أشبه بقصر تحيط به مزرعة واسعة، ركزت السلطات التركية على تطويقها بالكامل وتفتيشها بدقة باستخدام كلاب مدرّبة.

وأوضح البيان أنّ  أحد أعضاء فريق الاغتيال "منصور عثمان أبا حسين" تواصل مع صاحب الفيلا "الفوزان" في 1 أكتوبر الماضي، أي قبل يوم من مقتل خاشقجي.

وفي وقت سابق، اكتشف المحققون الأتراك وجود اتصال هاتفي بين أحد المشتبه بهم الـ 15 الذي قدموا للقنصيلة يوم مقتل خاشقجي، وصاحب فيلا بولاية يالوفا.

وأشارت وسائل إعلام تركية غير رسمية، بينها "خبر ترك" وNTV، إلى أن المحققين يعملون بالموقع في إطار جهودهم للعثور على جثة خاشقجي، وأنهم يركزون اهتمامهم على تفتيش الفناء الداخلي للفيلا والحديقة التابعة لها.

وتقول السلطات التركية إن الفيلتين بُنيتا على أرضين زراعيتين في يالوفا عام 2014 "بشكل مخالف للقانون".

وقد ورد ضمن التحقيقات الجديدة اسم "محمد السوحي"، وهو رجل أعمال آخر وصاحب أحد الفيلتين "غير المرخصتين".

وكشفت صحيفة "يني شفيق" التركية عن بعض محتويات فيلا رجل الأعمال السعودي محمد بن أحمد الفوزان، وأظهرت في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن الفيلا تحتوي على صورتين لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد على أحد الجدران الخارجية لها، في إشارة جديدة إلى اقتراب التحقيقات أكثر وأكثر من دائرة الحكم في الرياض.

وتقول مصادر مقربة من الحكومة التركية إن مداهمة الأمن التركي للفيلا في يالوفا تأتي ضمن استحقاقات البحث الجنائي الذي تقوم به السلطات في تتبع قضية خاشقجي لحل لغز اختفاء جثته، ولا سيما بعد وصول الجانب التركي إلى قناعة بأن السعوديين لن يقروا بمصير الجثة كما اضطروا للإقرار بقتله.

- من هو محمد أحمد الفوزان؟

تشير قناة "NTV" التركية إلى أن الفيلا تعود لرجل أعمال سعودي "يعتبر صديقاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان".‎

والفوزان هو رجل أعمال معروف في المملكة، وعضو مجلس إدارة شركة الفوزان القابضة للمقاولات، وشركة "بوان" القابضة.

وكان الفوزان قد أجرى حواراً مع صحيفة "الرياض" المحلية في يوليو 2017 أظهر فيه قربه من محمد بن سلمان، حيث أشاد بتعيينه ولياً للعهد، وبالخطط التي ينفذها في البلاد، والتي تتحدث تقارير دولية عن فشلها حالياً.

وقال الفوزان في حواره: "إن اختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد هو بمثابة تعزيز المملكة لشبابها للتحرك في المرحلة المقبلة من أجل إحداث نقلة نوعية في المملكة، وتحقيق رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع، والتحرك محلياً وإقليمياً ودولياً لتعظيم قوة ومكانة المملكة على الساحة الدولية، فسُموه خير من يمثل جيل الشباب من خلال السنوات التي قضاها ولياً لولي العهد، واكتسابه لخبرات كثيرة في هيئة الخبراء وإمارة الرياض والديوان الملكي ووزارة الدفاع، فضلاً عن إمكاناته وقدراته ومهاراته الشخصية التي جعلته شخصية متميزة؛ فهو مهندس لرؤية المملكة 2030 التي ستسهم في إحداث تغير نوعي في اقتصاد المملكة، ويجعلها ضمن منظومة الدول المتقدمة، كما أنه قاد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الشقيق، وكذلك تكوين التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن إدارته لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية".

ولا يعرف على وجه الدقه شكل العلاقة الوطيدة التي تجمع الفوزان وبن سلمان، إلا أنه كان لافتاً غياب أي من أعضاء الأسرة الثرية عن اعتقالات "الريتز كارلتون" التي طالت عدداً كبيراً من الأمراء ورجال الأعمال النافذين بالمملكة في نوفمبر من العام الماضي.

- من هو "أبا حسين"؟

صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية نقلت عن مسؤول تركي قولهإنه "وفقاً لمعلومات استخباراتية حصلت عليها أنقرة، فإن عميلاً سعودياً من المتورطين في جريمة قتل خاشقجي، اتصل بصاحب المزرعة قبل يوم من تنفيذ عملية القتل".

وبحسب المصدر التركي فإن الذي أجرى الاتصال هو منصور عثمان محمد أبا حسين، وهو أحد أعضاء فريق الاغتيال السعودي الذي قتل خاشقجي وقطَّع أوصاله بعد وقت قصير من دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر الماضي، بحسب ما تؤكده أنقرة.

ويشير المصدر إلى أن أبا حسين اتصل من هاتفه الشخصي بصاحب مزرعة كبيرة في منطقة ريفية قرب "يالوفا" على ساحل بحر مرمرةوتمكنت السلطات التركية من تحديد مالك المزرعة. وقد رفض المصدر التركي إعطاء تفاصيل عما دار بين أبا حسين وصاحب المزرعة.

ورغم شح المعلومات عن "أباحسينفإن أصدقاء ومقربين منه نشروا تغريدات، مطلع فبراير الماضي، عند حصوله على ترقية من ولي العهد بن سلمان لرتبة "عقيد". 

العقيد السعودي يعمل في الدفاع المدني، وهو من مواليد 1972، وجاء إلى إسطنبول ضمن الفوج الثاني، وتشير الترجيحات إلى مهمة أمنية كانت ملقاة على عاتقه.

وتقول الصحيفة إن مثل هذه المعلومات يمكنها أن تساعد تركيا في مهمة البحث عن رفات جمال خاشقجي، ويمكن أن توفر أيضاً معلومات بالغة الأهمية عن كيفية قتله.

وبحسب مسؤولين في أجهزة استخبارات غربية، فإنه من المؤكد أن القتل كان إما بإذن ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للسعودية، وإما بعلمه.

أبا حسين، الذي ذكره المسؤول التركي، هو واحد من بين 17 سعودياً فرضت عليهم وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، لدورهم في جريمة قتل خاشقجي.

وتقول "واشنطن بوست" إنه تبين لها، من خلال البحث، أن اسم أبا حسين ورد قبل أربعة أعوام في خبر صحفي، تحت عنوان "مقدم في الدفاع المدني السعودي".

يشار إلى أن الشرطة التركية كانت قد أعلنت سابقاً أنها حددت عدة أماكن يمكن العثور فيها على جثة خاشقجي، من بينها منزل القنصل السعودي، وغابة بلغراد على مشارف إسطنبول، ويالوفا.

العدالة ستلاحق المنتهكين بأيّ قارة

وخاطبت منظمة هيومن رايتس ووتش وليَ العهد السعودي عبر "تويتر"، قائلة إن "يد العدالة ليست قصيرة" وإنها قد تطاله في الأرجنتين إذا زارها، وذلك بعد تغريدة سابقة حذرته فيها من السفر إلى هناك "لتلميع صورته" في حين قد يتربص به القضاء.

وقالت رايتس ووتش في تغريدتها مساء أمس الثلاثاء: "إن يد العدالة ليست قصيرة، وقد تطال المنتهكين حتى في قارة أخرى. يجب أن يتذكر ولي عهد السعودية ذلك قبل مشاركته في قمة العشرين في الأرجنتين".

وفي تغريدة سابقة، خاطبت المنظمة ولي العهد السعودي في تهديد مباشر قائلة: "يا محمد بن سلمان، قبل أن تسافر إلى الأرجنتين لتلميع صورتك أمام رؤساء الدول في قمة العشرين، اعلم أن القضاء هناك قد يحقق في جرائمك المحتملة".

وكانت رايتس ووتش طالبت الأرجنتين باستغلال بند في دستورها متعلق بجرائم الحرب، للتحقيق في دور ولي العهد السعودي في جرائم محتملة ضد الإنسانية في اليمن ومقتل خاشقجي.

ويعترف الدستور الأرجنتيني بالاختصاص العالمي لجرائم الحرب والتعذيب، ممَّا يعني أن السلطات القضائية هناك يمكنها التحقيق في تلك الجرائم ومحاكمة مرتكبيها، لكن وسائل إعلام أرجنتينية نسبت إلى مصادر قضائية قولها إن من غير المرجح أن تأخذ السلطات على عاتقها القضية ضد ولي العهد السعودي.