ولي العهد السعودي يواجه العزلة في الأرجنتين

ولي العهد السعودي يواجه العزلة في الأرجنتين
الخميس ٢٩ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

يحاول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تحسين صورته وتعزيز شرعيته التي اهتزت على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وجرائم الابادة الجماعية في اليمن من خلال حضوره قمة العشرين وجولته في بعض الدول العربية، الا ان عزوف أشرس حماته، الرئيس الاميركي دونالد ترامب، عن لقائه وسماع همسات عن احتمال مساءلته قضائيا، زاد من عزلته وتحوله الى شخصية منبوذة لا يرغب قادة الدول حتى مصافحته خشية لسمعتهم.

العالمتقارير

أثارت تصريحات جون بولتون مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي، التي قال فيها إن الرئيس ترامب لا ينوي لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين المزمعة بالأرجنتين نهاية الشهر الحالي؛ كثيرا من التساؤلات.

وأوضح بولتون في مؤتمر صحفي عقد بالبيت الأبيض أن ترامب لن يعقد أي محادثات مع محمد بن سلمان على هامش القمة، بسبب ازدحام جدول أعماله.

وتتعلق هذه التساؤلات بما سبق أن أعلنه ترامب شخصيا عن إمكانية عقد لقاء مع ولي العهد السعودي في الأرجنتين.

يرى عدد من الخبراء في واشنطن أن الرئيس ترامب ربما أراد من خلال الإعلان عن عدم لقائه ولي العهد السعودي تخفيف الضغط على وزيرى الخارجية مايك بومبيو، والدفاع جيمس ماتيس. وكان الوزيران قاما بتقديم إفادة سرية أمام مجلس الشيوخ حول الحرب في اليمن ومقتل خاشقجي.

كما يمكن أن يكون الإعلان محاولة لاسترضاء أعضاء مجلس الشيوخ إلى حين الانتهاء من قمة العشرين. ويستغرب الكثيرون تغير موقف ترامب، وإعلان البيت الأبيض عدم لقاء الرئيس وولي العهد السعودي، وتناقض ذلك مع ما قاله الرئيس الأميركي شخصيا، وعزمه على لقاء محمد بن سلمان بالأرجنتين، والذي جاء بعد دقائق من صدور بيانه حول تقرير سي آي أيه، الذي رآه ترامب غير كاف لتحميل ولي العهد السعودي مسؤولية مقتل جمال خاشقجي.

الكونغرس يتجه لإنهاء دعم ترامب للرياض

صوّت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية 63 صوتا مقابل 37 على المضي قدما في مناقشة مشروع قرار بإنهاء الدعم العسكري الأميركي لتحالف العدوان بقيادة السعودية في اليمن. وتسمح نتيجة التصويت بفتح باب المناقشات حوله قبل التصويت النهائي عليه، والذي قد يجري الأسبوع المقبل.

ولم يقنع بومبيو وماتيس الأصوات البارزة المعنية بصياغة السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ، ومنهم بعض الجمهوريين من حزب الرئيس، بمنطق ضرورة استمرار تقديم الدعم للسعودية في حربها على اليمن.

وحاول الوزيران بلا جدوى حث أعضاء مجلس الشيوخ على عدم خفض مستوى الدعم المقدم للسعودية في اليمن وضرورة عدم ربط ذلك بجريمة قتل الصحفي خاشقجي "مخافة الإضرار بالأمن القومي الأميركي وتهديد استقرار الشرق الأوسط".

القضاء الأرجنتيني يتحرك ضد بن سلمان

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر إن المدعي العام الأرجنتيني وجه استفسارا إلى وزير خارجية بلاده عن الوضع الدبلوماسي لولي العهد السعودي.

وأشارت المنظمة في هذه التغريدة إلى أن المدعي العام حرك القضية المرفوعة ضد الأمير محمد بن سلمان.

وأفادت صحيفة كلارين وهي أكبر صحيفة في الأرجنتين في وقت لاحق بأن النائب العام الفدرالي راميرو غونثالث طلب من قاضي التحقيق الفدرالي أرييل ليخو الحصول على معلومات من اليمن والسعودية وتركيا بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي وحرب اليمن وملفات أخرى قبل الحسم في إمكانية تولي القضاء الأرجنتيني التحقيق ومحاكمة ولي العهد محمد بن سلمان.

بن سلمان يحتمي بالسفارة السعودية 

اختار محمد بن سلمان النزول في مقر السفارة السعودية بالعاصمة الأرجنتينية بدلا من فندق "فور سيزون" الذي كان يفترض أن يقيم فيه.

وقالت مصادر اعلامية إن بن سلمان قرر العزوف عن الإقامة الفندقية الفاخرة في "فور سيزون"، واحتمى بمقر سفارة بلاده بعد أن تلقى استشارات من فريقه الأمني ومن السلطات الأرجنتينية عن احتمال احتجاجات قد يتعرض لها في مقر الفندق، وتم اتخاذ إجراءات أمينة مشددة جدا بمحيط السفارة السعودية.

و نقلت تقارير اخبارية  أن عددا من المحتجين كانوا في استقبال محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مقر السفارة، ورددوا كلمات وعبارات منتقدة له.

لا نعلم ما اذا كانت التطورات الاخيرة تقود الى تغيير هيكلة الحكم في السعودية او الوعود التي قدمها ولي العهد السعودي للرئيس الاميركي وصهره جاريد كوشنر بتمرير ما يسمى "صفقة القرن" والتي تعني تصفية القضية الفلسطينة، ستكفل بقاءه في الحكم.