فيصل المقداد: الازدهار والتقدم لا يمكن أن يمر عبر العلاقات مع "إسرائيل"

فيصل المقداد: الازدهار والتقدم لا يمكن أن يمر عبر العلاقات مع
السبت ٠١ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢٥ بتوقيت غرينتش

أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الازدهار والتقدم والحضارة لا يمكن أن يمر عبر اقامة علاقات مع الكيان الإسرائيلي، في اشارة الى الدول العربية التي تهرول للتطبيع مع هذا الكيان المحتل.

العالم - سوريا

وفي حديث له مع موقع "العهد" أكّد المقداد ضرورة أن تكون المعارضة وطنية بالمعنى الأخلاقي ولا تنفذ أجندة الدول التي سعت لتدمير سوريا وتفتيتها، معيباً على النظام العربي الرسمي هرولته للتطبيع مع الكيان الصهيوني وملمحا في الوقت عينه إلى مساع حقيقية يقوم بها العديد من الدول العربية والغربية من أجل إعادة فتح سفاراتها مجدداً في دمشق في وقت أكدت دمشق فيه صلابة موقفها تجاه القضية الفلسطينية ومتانة علاقاتها الأخوية مع الحلفاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة الإسلامية في لبنان ومع روسيا الاتحادية.

وأوضح المقداد أن الكيان الصهيوني يرتعد من السعي السوري لتحصين الأرض والسماء السورية وخصوصا بعد وصول صواريخ أس 300 إلى سوريا.

وفي الشأن المحلي، تحدث نائب وزير الخارجية السورية حول التغيير الحكومي الكبير الذي جرى في سوريا، مؤكدا ان خلفيته تكمن في تلافي الأخطاء وضخ دماء جديدة في الحكومة التي يجب ألا تخيب آمال المواطنين فيها.

وفيما يخص التصعيد الكبير الذي قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة انطلاقاً من مناطق خفض التصعيد عبر استهداف أحياء حلب الغربية بقذائف سامة، قال المقداد انه في كل مرة يحقق فيها الجيش السوري وحلفاؤه في المقاومة وفي الثورة الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي مزيدا من الإنجازات تزداد التحديات، لذلك تأتي هذه المؤامرة وهذا العدوان الفاضح والمتكرر على سوريا.

واضاف: هذا ليس العدوان الكيميائي الأول، فالسيناريو يطول بدءا من خان العسل عام 2013 وصولا إلى دوما قبل عدة أشهر- وما خسرته هذه المجموعات الإرهابية المسلحة وأسيادها في الولايات المتحدة و"إسرائيل" وفي النظام التركي والأنظمة العميلة لها في المنطقة في المعركة تحاول أن تكسبه الآن في السياسة. لكن هذه المرة كانت المحاولة مفضوحة والعمل كان أحمق.

وتابع المقداد: كما هي العادة، قامت المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة من قبل هذه الأطراف بشن حرب كيميائية على مدينة حلب. ومن المعروف أن هذه المنطقة تشرف تركيا عليها بموجب اتفاق سوتشي. لكن لاحظنا أن التنظيمات الإرهابية المسلحة لم تتوقف إطلاقا عن إطلاق القنابل سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية على شوارع ومنشآت مدينة حلب بما في ذلك بعض المشافي الصحية. هذه خطة غربية للإبقاء على تصعيد الوضع ولإعطاء معنويات للمجموعات الإرهابية المسلحة ولإتاحة الفرصة للتصرف الأمريكي في مناطق أخرى من سوريا.

وكشف عن معلومات تتحدث عن وجود خبراء فرنسيين أيضا في هذه المنطقة وقاموا بتزويد التنظيمات الإرهابية بما يزيد عن خمسين صاروخا مملوءة بمواد كيميائية، قال إن دمشق أعلمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بهذا العدوان الإرهابي الكيميائي الجديد على المدنيين الأبرياء في مدينة حلب.

وفيما يخص اتفاق سوتشي دعا المقداد تركيا لتنفيذ كامل بنود هذا الاتفاق، قائلا: نعتقد أنه لو تم تنفيذ هذا الاتفاق لما تمكنت التنظيمات الإرهابية المسلحة من استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين الأبرياء في مدينة حلب، لذلك الدولة التركية تتحمل كامل المسؤولية عن الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة، سواء باستخدامها للأسلحة الكيماوية أو بسماحها بوصول هذه الأسلحة إلى أيدي هذه التنظيمات، وهذا شيء نعتقد أنه مفروغ منه، أو بسماحها لدول أخرى بالتدخل لدعم المجموعات الإرهابية للقيام بما تقوم به أو لتأخير سيطرة الدولة السورية على إدلب وعلى الشمال السوري.

وفي موضوع سعي دول عربية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، قال المقداد إن العلاقات التي تربط السعودية مع "إسرائيل" أفضل من أي علاقات تربط السعودية مع أي دولة في مجلس التعاون الخليجي، لذلك نحن نعتمد على ذكاء جماهيرنا العربية في كل مكان في فضح هذه المؤامرات، ونقول لهم إن الإزدهار والتقدم والحضارة لا يمكن أن تمر عبر "إسرائيل" أو عبر علاقات مع "إسرائيل" التي لا تريد من هذه المنطقة سوى الهيمنة والسيطرة ووضع مقدرات العرب جميعا تحت تصرفها هي وليس لخدمة الجماهير العربية والجماهير الصديقة في المنطقة وخارجها.