تقرير خاص:

الجيش السوري يقضي على عناصر داعش بالسويداء...ماذا بعد؟ 

الجيش السوري يقضي على عناصر داعش بالسويداء...ماذا بعد؟ 
الإثنين ٠٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٥٣ بتوقيت غرينتش

حقق الجيش السوري خلال الايام الاخيرة انتصارات كبيرة على ماتبقى من الارهابيين المدعومين من بعض الدول الغربية والعربية  في بعض المناطق السورية خاصة في محافظة السويداء.

كما حذر وزير الخارجية الروسي من التصرفات الاميركية في شرق الفرات السوري والتي اعتبرها انتهاكا للسيادة السورية.

وعلى الصعيد الميداني أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية في سوريا، أوليغ ماكاريفيتش، أن الجيش السوري قتل أكثر من 270 مسلحا من تنظيم "داعش" الإرهابي، خلال عملية هجومية على محافظة السويداء في جنوب البلاد.

وقال ماكاريفيتش: "خلال العملية العسكرية تم قتل ما لا يقل عن 270 مسلحا، والاستيلاء على عدد كبير من الأسلحة والذخائر والألغام، أجنبية الصنع، بما في ذلك 12 صاروخ تاو مضاد للدبابات (أمريكي الصنع)".

ووفقا له، تم تنفيذ العملية الهجومية في ظروف جوية صعبة على الأرض، في جرود صخرية هي الأكثر تعقيدا في المنطقة، وفي ظروف مناخية قاسية.

وأشار إلى أن الجيش السوري تمكن من توجيه ضربات دقيقة دمر من خلالها تحصينات داعش وخطوط إمداده.

وأضاف "لقد كان الإرهابيون هنا لفترة طويلة جدا، وتوافدوا إلى هنا منذ عدة أشهر. ومن التعقيدات الأخرى أن الدبابات والمركبات الثقيلة على هذه الهضبة تتمتع بقدرات محدودة على المناورة، في حين كان لدى الإرهابيين العديد من قاذفات القنابل والقذائف المضادة للدبابات ومدافع هاون عيار 82 ملم.

وكان معظم المسلحين الذين كانوا في السويداء وصلوا من منطقة التنف، التي يسيطر عليها مايسمى بالتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.   

وكان الجيش السوري بدأ معركته لتحرير بادية السويداء بتاريخ 25 تموز/ يوليو الماضي بعد هجوم شنه التنظيم الإرهابي على مدينة السويداء وبعض القرى في ريفها الشرقي، حيث قتل واصاب خلاله  مئات المدنيين، وتمكنت وحدات الجيش خلال هذه العملية العسكرية من تحرير نحو ثلاثة آلاف كيلومتر مربع وتطهيرها من تواجد عناصر تنظيم داعش، وحصار من تبقى منهم في تلول الصفا التي بات الجيب الداعشي فيها يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وكانت وحدات الجيش السوري العاملة في بادية السويداء أطبقت بتاريخ 17 أغسطس/ آب حصارها بشكل كامل على عناصر تنظيم داعش الإرهابي في تلول الصفا عند الحدود الإدارية لباديتي السويداء وريف دمشق، مانعة أي محاولة تسلل قد ينفذها عناصر  داعش بهدف كسر الطوق المفروض عليهم، منتقلة من مرحلة الحصار إلى مرحلة الهجوم بعد قطعها جميع طرق الإمداد عن عناصر  التنظيم الذي بدا يشهد انهيارا متسارعا في صفوفه.

وعلى صعيد التطورات في  ساحة ادلب ذكرت مصادر مطلعة في إدلب أن "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) قامت ظهر امس  الأحد بإرسال تعزيزات عسكرية هي الأكبر من نوعها إلى جبهة سهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وكشفت المصادر أن هذه التعزيزات مكونة من مدافع وراجمات صواريخ وعدد كبير من العربات العسكرية المزودة برشاشات ثقيلة، وصلت إلى الجبهات المذكورة بالتنسيق مع الحزب الإسلامي التركستاني.

وأضافت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" قامت بإرسال ما يسمى قوات النخبة لديها والمكونة من مسلحين أجانب من الجنسيات الشيشانية والأوزبكية والبلجيكية، كما ان  تنظيم "داعش" الإرهابي قام بارسال أكثر من 500 عنصر مسلح إلى جبهة سهل الغاب.

وأشارت المصادر إلى أن إرسال هذه التعزيزات جاء بعد ورود معلومات حول نية الجيش السوري فتح معركة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في سهل الغاب وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة في جسر الشغور أن مسلحي "الحزب الإسلامي التركستاني" وبالاشترك مع مسلحي "هيئة تحرير الشام" صادروا أملاك الأهالي من منازل وأراض، وطردوهم خارج قراهم ووطنوا محلهم ثمانية آلاف من المسلحين الأجانب ضمن تجمعات تحوي على أوزبك وشيشان وفرنسيين وأويغور، حيث يسعى تنظيم "الحزب الإسلامي التركستاني" إلى إنشاء مستوطنة تضم مسلحين أجانب ضمن قرى جسر الشغور، وبشكل خاص "حللوز والغسانية والمرج".

وكشفت المصادر أنه تم تجهيز هذه القرى بكافة المستلزمات الأساسية الطبية والغذائية واللوجستية لتلبية احتياجات المسلحين ومنعهم من مغادرة المنطقة، إلا في المهام القتالية، حيث يتم وضع حراسة أمنية مشددة على أطراف هذه القرى لمنع الاقتراب من هذه المستوطنات.

من جانب اخر قصفت ماتسمى " قوات التحالف الدولي ضد داعش" بقيادة الولايات المتحدة مساء امس الأحد، مواقع تابعة للجيش السوري في منطقة السخنة بريف حمص وسط البلاد.

وقال مصدر عسكري سوري: "اعتدت قوات التحالف الأمريكية في حوالي الساعة الثامنة ليلا بعدة صواريخ على بعض مواقع تشكيلاتنا في جبل الغراب جنوب السخنة".

وأشار المصدر العسكري إلى أن الأضرار جراء هذا الهجوم "اقتصرت على الماديات".

وتقود الولايات المتحدة في سورية ماتسمى بقوات التحالف الدولي ضد "داعش" منذ صيف عام 2014 دون دعوة أو موافقة من قبل السلطات في دمشق، التي تتهم الجيش الأميركي وحلفاءه بانتهاك سيادة الدولة وارتكاب مجازر متكررة بحق السوريين.

وسبق أن شنت هذه القوات عدة هجمات على مواقع الجيش السوري بذريعة تمثيله تهديدا لحلفائها في محاربة "داعش" على الأرض السورية، في إشارة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" المكونة بالدرجة الأولى من عناصر "وحدات حماية الشعب" الكردية.

بدورها، اعتبرت دمشق أن هذه الادعاءات تدل على سعي التحالف لتقويض جهود الحكومة السورية الرامية إلى تحرير أراضي البلاد من قبضة التشكيلات المسلحة غير الشرعية ودعما "للإرهابيين".

وبشان الانتهاكات الاميركية للسيادة السورية انتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، امس الأحد، تصرفات الولايات المتحدة في شرق الفرات السوري، واصفا خطوات واشنطن بأنها تنتهك بشكل سافر مبدأ وحدة الأراضي السورية.

وقال لافروف إن عدم امتلاك الدول الغربية أي استراتيجية في سوريا بديلة عن نهج موسكو هناك حقيقة تزداد وضوحا مع مرور الزمن، إضافة إلى "أن ما يحدث على الضفة الشرقية لنهر الفرات غير مقبول".

وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة تحاول أن تنشئ هناك "مؤسسات حكومية بديلة" وتخصص مئات الملايين من الدولارات لإعادة إعمار هذه المناطق، لكنها في الوقت نفسه ترفض إعادة إعمار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

وتابع الوزير: "إن ما يحدث في شرق الفرات انتهاك سافر للتمسك بمبدأ أراضي سوريا، الذي أعلن الجميع تمسكهم به والذي أكده قرار مجلس الأمن الدولي".

وأشار لافروف إلى أن أحد عناصر السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة في سوريا هو "اللعب بالورقة الكردية". معتبرا ذلك "لعبة خطيرة جدا، نظرا لحساسية المسألة الكردية بالنسبة لعدد من دول المنطقة، أي ليس بالنسبة لسوريا فقط، بل وبالنسبة للعراق، وإيران، وتركيا بطبيعة الحال".

وذكر الوزير أن الرئيسين الروسي والتركي، فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، بحثا هذا الموضوع في اليوم الثاني من أعمال قمة "العشرين"، حيث أكدا تمسكهما بالاتفاقية الروسية التركية حول إدلب.

وأوضح لافروف أن جميع المسلحين المتطرفين هناك لم ينفذوا بعد طلب الانسحاب إلى ما وراء الشريط المنزوع السلاح بمسافة 20 كيلومترا بمحافظة إدلب، على الرغم من جهود أنقرة في هذا المسار.

وأكد الوزير أن بوتين وأردوغان اتفقا على اتخاذ خطوات لاحقة لضمان تنفيذ الاتفاقية حول إقامة هذا الشريط، وإجراءات كفيلة بإفشال محاولات المتطرفين تقويض هذه الاتفاقية المهمة.

وفي تطرقه إلى مستقبل العملية السياسية في سوريا، شدد لافروف على أن معظم الدول تعترف الآن بأن اللجنة الدستورية السورية التي يتم تشكيلها حاليا بمبادرة من "ثلاثية أستانا" (روسيا، تركيا، إيران)، تمثل آلية وحيدة تسمح بالشروع في تنفيذ القرار 2254 لمجلس الأمن الدولي القاضي بضرورة "أن يجلس جميع السوريين إلى طاولة المفاوضات.

وكانت روسيا اكدت مرارا انها لا ترى من الدول الغربية، وعلى امتداد سنوات طويلة، أي اقتراحات معقولة بديلة عن مبادرات وأفكار "ثلاثية أستانا"، فيما يخص محاربة الإرهاب في سوريا وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنازحين، وتقديم المساعدات الإنسانية وبناء العملية السياسية في البلاد واعادة اعمارها .